أخبارمختارات عالمية

بالفيديو والصور – متحف التماثيل المقدّسة من أروع المتاحف المسيحية في العالم – إليكم قصته المدهشة

متحف التماثيل المقدّسة

في زمن نسمع فيه كل يوم عن كنيسة تُغلق أبوابها، تُهدم، أو تُحوّل الى مسجد أو متحف، يبرز شخص واحد يقوم بإنقاذ جزء من هذه الكنائس. إسمه لويس مكلونغ، كان يعمل بمجال فنّ المكياج والتجميل، بالنسبة له فقد وجد دعوته ورسالته. لبّى نداء سماوي لكنه لم يصبح كاهناً أو راهباً. دعوته أن يصلح ويرمّم ما يمكن إنقاذه من كنائس تخلّى عنها الجميع أو فشلوا في تغيير مصيرها وإنقاذها. عندما يسمع عن كنيسة ستُغلق أبوابها أو مهدّدة بالهدم يُسرع إليها ويحمل تماثيلها المكرّسة الى الاستوديو في ليكوود، غربي كليفلاند في ولاية أوهايو الأمريكية. وبقيت في الأستوديو الى أن وجد لها البيت المناسب – متحف التماثيل المقدّسة

كان لويس دائماً يجد اهتمام بالتماثيل الدينية. وبدأ في ترميم واستعادة قطع من الفنّ الديني من كنائس المنطقة التي بدأت تُغلَق الواحدة تلو الأخرى.
في عام 2012، افتتح متحف التماثيل المقدّسة في كنيسة القديس هيدويغ القديمة في منطقة بيردتاون في ليكوود، أوهايو.
العديد من التماثيل هي للرب يسوع والعذراء مريم القديسة وبعض القديسين المعروفين، ولكن يوجد بالمتحف تماثيل أقل شهرة أيضا. تنوُّع التماثيل يسلّط الضوء على كيان الكنيسة الكاثوليكية المتعدد الأعراق.

بدأ لويس بترميم التماثيل كهواية، مستخدماً مهارته لتصليح الأضرار في التماثيل المقدسة، بحكم عمله كفنان ماكياج (خلط الألوان) ومصوِّر تجاري (معرفة إبراز الضوء في الألوان المختلفة). وعندما علم أن الأبرشية المحلية تُغلق عشرات الكنائس، خشيَ أن يختفي ما بقي من الفن الكاثوليكي. فأقنع الأبرشية أن تتنازل عن إغلاق كنيسة واحدة – كنيسة القديس هيدويغ- وفي غضون أشهر قليلة حوّلها الى متحف التماثيل المقدّسة.

في الكنيسة، الشموع تومض على الجدران وعلى المنصات، وتكشف عن العشرات من الوجوه.
جميعها تماثيل من الكنائس الكاثوليكية في كليفلاند، وكثير منهم من 50 الكنائس التي أغلقت أو ستغلق هذا العام. وهم يمثّلون يسوع، مريم، القديسين والملائكة الذين صلّى المؤمين أمامها، نالوا أسرار الكنيسة، والبركة من الكهنة. يتجاوز عدد التماثيل المئة تمثال، لكن المتحف يضم العديد من الأشياء الأخرى: أيقونات ولوحات، أثواب كهنوتية وأسقفية، لوحات حجرية وزجاجية، مذابح وأواني مقدّسة، بيوت قربان وأغطية المذبح وغيرها…
للتماثيل تعابير فنيّة مدهشة، يبلغ عمر التمثال 100 سنة أو أكثر، وصلت هذه التماثيل من أيرلندا، بولندا، ألمانيا، المجر، ، وليتوانيا. كل تمثال يعكس تراث معين في الطريقة التي يصوَّر فيها وجه، ثوب، ونقوش هذه التماثيل.

بدأت مهمة لويس بترميم تمثال للقديسة كلارا الأسيزية الذي وجده في محل تجاري يبيع بسعر منخفض في عام 2005. وبعد 25 ساعة من العمل المضني، تم إصلاحه وترميمه، منذ رؤيته النتيجة النهائية لعمله أُغرِم بالعمل. وعندما سمع أنباء عن إغلاق الكانئس، أصبحت قضيته أكبر.
لا يقوم لويس فقط بإصلاح التماثيل، فهو يعيد خلق الجمال الأثيري للوجوه، وبريق الجواهر ويحيي من جديد بهاء الأثواب التي بهت جمالها بفعل السنين. منذ افتتاح المتحف زاره مئات الآلاف من المسيحيين من جميع أنحاء العالم. هذا العمل الرائع قام به شاب واحد، وحصل على التماثيل من ولاية واحدة فقط. تصوّروا كمية التماثيل الأخرى التي لم يتم إنقاذها من باقي الكنائس المغلقة ليس في الولايات المتحدة فقط، بل أيضاً في أوروبا. نصلّي كي يُلهم الرب أشخاص آخرين على مثال لويس مكلونغ، علّهم ينقذون لا التماثيل فقط، بل أيضاً الكنائس – بيوت الله، المهدّدة بالهدم والهجران.

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق