أخبار ومعجزات مديوغوريهالكنيسة المقدسة

مديوغوريه، فاطيما، روسيا، وحبريّة القديس البابا يوحنا بولس الثاني

إنه واحد من أهم الشخصيّات الكاثوليكية في المئة سنة الماضية، كان يُعرف باسم “يد البابا يوحنا بولس الثاني اليمنى”. حياته داخل الفاتيكان مليئة بالمؤامرات والغموض لدرجة قال عنه الكاردينال بيرتوني: “سيرته الذاتية جذّابة بحيث تجعل “شفرة دافنشي” شاحبة وضئيلة بالمقارنة معها”.

6

كان بجانب سرير البابا في المستشفى بعد محاولة اغتياله. كان المرشد الروحي للقديسة الأمّ تريزا. ساعدها في أن تبدأ رسالتها ومهمّتها الأولى من أجل الفقراء. كان صديق مقرّب من الأخت لوسيا رائية فاطيما. كما لعب دوراً مهمّاً في تكريس روسيا لقلب مريم الطاهر. في بعض الدوائر الصغيرة في الفاتيكان كان يُعرف باسم “حامي مديوغوريه”
اسمه الأسقف بول ماريا هنيليكا.

كان يذهب الى مديوغوريه في كثير من الأحيان ويعود مع تقارير للبابا يوحنا بولس الثاني.

في مقابلة معه نشرتها في مقال، مجلّة من داخل الفاتيكان Vatican Insider ،تكلّم الأسقف هنيليكا عن زياراته الى مديوغوريه وكشف بعض المعلومات الداخلية عن وجهة نظر البابا بخصوصها.
وهذا جزء من المقال:

“بعد ذلك، سألني عن رأيي بمديوغوريه واذا كنت قد زرتها. أجبت أن دوائر الفاتيكان الرسمية لم تمنعني من الذهاب، لكن نُصِحت بعد القيام بذلك. نظر البابا إليّ وقال: “إذهب الى مديوغوريه متخفّياً كما ذهبت الى موسكو سابقاً. من يستطيع أن يمنعك؟” (متخفّياً أي ليس بصفة رسمية) 

1

“لم يوَكّلني البابا رسميّاً بالذهاب، لكنه أوجد لي حلّاً آخر. أراني البابا كتاباً عن مديوغوريه كتبه رينييه لورنتين. وبدأ في قراءة بعض الفصول وأشار الى أنّ رسائل مديوغورييه ترتبط ارتباطاً وثيقاً برسائل فاطيما. “مديوغوريه هي استمرار لفاطيما. السيّدة العذراء تظهر للمرة الأولى في بلد شيوعي، بسبب المشاكل التي تأتي من روسيا”. قال البابا، الذي تبنّاها بالفعل كمهمّة حبريّته.”

“فهمتُ العلاقة. بعد التحدّث مع البابا، زرت مديوغوريه ثلاث أو أربع مرّات متخفّياً. لكن أسقف موستار كتب لي رسالة يطلب مني أن لا أزورها بعد. وإن رفضت ، سيكتب بنفسه الى البابا. يبدو أن أحداً أعلمه بزياراتي. مع ذلك لم يوجد سبب للخوف من الأب الأقدس”.

ما يلي هو دور الأسقف هنيليكا في تكريس روسيا لقلب مريم الطاهر

ما بين عامي 1984-1985 كانت التوترات في ذروتها بين الإتحاد السوفيتي وإدارة ريغين.
عزّزت الولايات المتّحدة إجراءات الجيش، وكانت على استعداد لتثبيت نظام صاروخي، بعد أن وصفت الإتحاد السوفيتي بأنه “إمبراطورية الشرّ”.
في ذلك الوقت انتشرت شائعات بأن السوفيات يعتقدون بأنهم سيكسبون الحرب النووية.

الكثير يعلم أن تكريس روسيا الذي أقامه البابا يوحنا بولس الثاني يقع في شهر آذار من عام 1984. وبطبيعة الحال كان هناك فئة كبيرة عارضت هذا التكريس بحجّة أنه لم يؤّدى “بشكل صحيح”.

ما إذا كان كان المرء يعتقد أن التكريس حدث بالفعل كما يجب أو لا، فالأمر يستحق أن نذكر دور الأسقف هنيليكا الملحوظ في جهود البابا في رفع صلاة خاصة من أجل روسيا.

دور الأسقف هنيليكا في تكريس روسيا هو حقيقة غير معروفة للكثيرين. لكن إن أردنا تصديق لوسيّا رائية فاطيما بأن العالم تجنّب حرب نووية بسبب تكريس روسيا، فدوره السرّي ورحلته السرّيّة داخل الكرملين، في الواقع قد أنقذ العالم من إبادة نووية.

lucia

يجدر الإشارة أولاً الى بعض الحقائق الملفتة للنظر والمجهولة عن الأسقف الذي اكتسب صداقة بعض المشاهير ولعب دوراً محورياً في عدد من أحداث تاريخ البشرية.

1. الأسقف هنيليكا كان صديق مقرّب وأمين سرّ البابا القديس يوحنا بولس الثاني. هو من رافق البابا عند سرير المستشفى بعد محاولة اغتياله. وتوجّه الى فاطيما بتوصية من البابا لجمع معلومات إضافية عن الظهورات لمزيد من الدراسة. تركيز البابا الكامل لحبريته تبدّلت بعد محاولة اغتياله وكرّس بعدها حبريّته لمريم العذراء.

2. كان المرشد الروحي للأمّ تريزا. وشكّل قوّة حاسمة في بدئها بعملها التبشيري وخدمتها.

3. من المقرّبين لأسقف فاطيما وصديق الراهبة لوسيّا رائية فاطيما.

4. موفد البابا السرّي لمديوغوريه.ويصرّ ان البابا صرّح له في أن مديوغوريه هي استمرارية لفاطيما.

5. الأمّ تريزا والأسقف هنيلكا قرّرا أن حملة المساعدة في تكريس روسيا يجب أن تنفّذ في آذار 1984. اختارت الأمّ تريزا تاريخ 25 آذار (عيد البشارة) لأنها كانت تعلم أن البابا سوف يكرّس روسيا لقلب مريم الطاهر في هذا التاريخ.
أرادت أن يتواجد أحدهم في الكرملين في ذات اللحظة التي يقوم فيها البابا بتلاوة صلاة التكريس في روما. لكي يشارك في الصلاة مع البابا ويترك في المكان أيقونة عجائبية. في منتصف شباط 1984، غادر الأسقف هنيلكا الى كالكوتا مع الأب ليو ماسبورغ، معاونه الأمين وسافر من هناك ليقوم بالمهمّة في روسيا.

6. التقى الإسقف بلوسيّا وروى للأمّ تريزا ما أخبرته الرائية الشهيرة. وهو أن سيّدة فاطيما، في عدّة من ظهوراتها، الرسميّة عام 1917 والخاصّة في السنوات التي تلت، قد أعربت عن اهتمامها في روسيا وذكرتها 22 مرة.
قال الأسقف: “أخبرت الأمّ تريزا أنّ هذا “الإصرار” هو برهان على رأفة وحنان مريم الفائق الطبيعة تجاه الشعب الروسي. مما أدهشها. ومنذ تلك اللحظة نمت في قلبها رغبة جامحة في العمل من أجل تحقيق ارتداد روسيا. وكرّست نفسها لهذا المشروع من كل قلبها”.

FILES-INDIA-CALCUTTA-TERESA-POPE

هناك عظة غير عادية للأسقف هنيليكا سوف ننشرها بالكامل في مقال لاحق. ألقاها في روما بعد وفاة البابا يوحنا بولس الثاني.  وهذا قسم منهايذكر فيه دوره في تكريس روسيا:

“في 25 آذار 1984 تمّ الزمان أخيراً. تلا البابا يوحنا بولس الثاني صلاة التكريس. في ذلك اليوم، منحني الله نعمة كبيرة في أن أصلّي التكريس هذا في الكرملين، في موسكو. كنت قد أخفيت الصلاة داخل صحيفة. وحتى بالإحتفال بالقدّاس بالإتّحاد مع الأب الأقدس. كان ذلك يوماً مميّزاً للغاية في حياتي. 92169629_134011420536كنت من قبل قد حاولت لمدّة ثلاثين عاما أن أصل الى روسيا، لكن كان ذلك مستحيلاً. فدبرّت لي العناية الإلهية في يوم 25 آذار 1981 بالتحديد، يوم التكريس أن أتواجد في موسكو.”

“كنت قد زرت الأمّ تريزا، التي عملت معها لما يزيد عن 20 سنة، في أرساليّتها في كالكوتا. في طريق عودتي حصَلت لي على تأشيرة دخول الى موسكو. بما أنني كنت قد هربت في الماضي من سلوفاكيا، كانت مخاطرة كبيرة أن أزور دول الكتلة الشرقية…. لقد صلّيت سفر المزامير كلّه ونحن ننتظر قبل أن يُسمح لنا بقطع الحدود. ويمكن القول بأن في ذلك اليوم كانت الوردية هي المفتاح الذي فتح قفل موسكو.”

“عندما أخبرت الأب الأقدس عن مغامرتي تلك، كانت الدموع في عينيه. وقال: “هذا فعلاً علامة بالنسبة لي يا بول. لأن الكثير من الكرادلة والأساقفة واللاهوتيين كانوا معارضين لتكريس روسيا لقلب مريم الطاهر. بالرغم من ذلك، أرسل الله أسقفاً كاثوليكياً الى موسكو ليقوم بالتكريس بأرضها على الفور. لا لقد قادتك سيّدتنا العذراء بيدها ذلك اليوم”. فأجبته: “لا أيها الأب الأقدس. لم تقودني . بل حملتني على ذراعيها”.

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق