أخبار ومعجزات مديوغوريه

“مديوغورييه هي مسرح القداسة” يقول الكاردينال فون بالثزار – أحد اللاهوتيين الأكثر تأثيراً في القرن العشرين

الكاردينال الدكتور هانس أورس فون بالثزار، رئيس أساقفة سويسرا السابق، يُعتبر اللاهوتي الكاثوليكي الأكثر تأثيراً في القرن العشرين. صرّح في إحدى المرّات: “لاهوت مديوغورييه يبدو صحيحاً. أنا واثق ومقتنع بحقيقته. كل ما يتعلّق بمديوغورييه هو صحيح وموثوق من وجهة النظر الكاثوليكية. كل ما يحدث هناك هو واضح جداً، مقنع للغاية”.

الكاردينال فون بالثزار صرّح بأفكاره هذه في مقابلة مع الكاهن اليسوعي والمؤلّف الأب ريتشارد فولي، وهو أيضاً من المؤيّدين لظهورات مديوغورييه.

بينما تتعهّد الكنيسة الكاثوليكية بتحقيق دولي في زهورات مديوغورييه ورسائلها، تصبح وجهة نظر الكاردينال فون بالثزار حول الموضوع مهمّة جداً. لأن كلماته عن الإيمان واللاهوت تؤخذ على محمل الجدّ في العالم الكاثوليكي.
مثال على ذلك موجود في ما حدث عام 1988: عندما عيّن البابا القديس يوحنا بولس الثاني فون بالثزار كاردينالاً، توفّي اللاهوتي الشهير للأسف أيام قليلة قبل الإحتفال بالتعيين الرسمي الكنسي. على الرغم من وفاته المفاجئة، الكنيسة لا تزال تعترف بأنه كاردينالاً. في جنازته شرح في عظته صديقه على مدى سنين طوال، وتلميذه السابق، آنذاك الكاردينال جوزيف راتزينغر، لاحقاً أصبح البابا بنديكتوس ال16 عن سبب تعيين البابا يوحنا بولس الثاني اللاهوتي السويسري، كاردينالاً. قال:
“الذي هدف البابا في التعبير عنه في هذه العلامة الفارقة، والشرف، يبقى ساري المفعول. ليس فقط الأفراد بل الكنيسة نفسها، في مسؤوليتها الرسمية، تُخبرنا جميعاً بأنّه (فون بالثزار) أمين وصادق فيما يُعلّم عن الإيمان”.

هذه الكلمات القويّة التي ألقاها نيابة عن السلطة العليا في الكنيسة، نيابة عن الكرسي الرسولي، تخبرنا أن تعليم فون بالثزار اللاهوتي عن الإيمان الكاثوليكي هو صحيح.

بالتالي تصريحه الإيجابي عن ظهورات ورسائل مديوغورييه، بأنها أصيلة وصحيحة للإيمان الكاثوليكي له قيمة عالية للمؤمنين.

الملفت للنظرهو أن فون بالثزار استخدم بعض أشهر المفاهيم اللاهوتية لوصف مديوغورييه. كتب بتوسيع عن مفهوم يسمّى ثيو-دراما، حيث تلعب دراما هائلة من الحبّ بين الله والعالم. ليس هناك مكان آخر مثل مديوغورييه التي تُجسّد هذا المسرح من الدراما . عدة مرّات، أشار فون بالثزار الى الأحداث التي تحدث في مديوغورييه باسم “مسرح القداسة”.
تعزّزت سيرة فون فالتزار اللاهوتية، المتميّزة بالفعل والمعتبرة منذ زمن طويل، عند حصوله على موافقة شاملة من الكنيسة من خلال البابا يوحنا بولس الثاني، وخلال جنّازه، من البابا المستقبلي بنديكتوس ال16. الباباوان المذكوران كنّوا لتعاليمه اللاهوتية الكثير من التقدير والإحترام. في النهاية، عبّرت الكنيسة عن امتنانها لعطاء ومساهمة فون بالثزار في اللاهوت والعقيدة بواسطة منحه جائزة الفاتيكان الرفيعة المستوى، جائزة البابا بولس السادس في اللاهوت.
ذكرت التقارير مراراً أنّ الكاردينال فون بالثزار هو اللاهوتي المفضّل عند البابا القديس يوحنا بولس الثاني، الذي أصبح لاحقاً صديقاً حميما له. وبالمثل سنوات قبل أن يعتلي الكاردينال راتزينغر السدّة البابوية، أسّس المجلّة الكاثوليكية العالمية “Communio” مع فون بالثزار ومع أسماء شهيرة أخرى، مثل اليسوعي الفرنسي هنري دي لوباك والكاردينال الألماني والتر كاسبر. تصدر اليوم في 17 لغة مختلفة، وأصبحت واحدة من المجلّات الأكثر تأثيراً في الفكر الكاثوليكي.

علاقة البابا بنديكتوس بفون بالثزار تعدّت المجلّة التي اشتركا بإدارتها. عندما كان راتزنغر طالب دراسات عليا في ألمانيا، كان البروفسور فون بالثزار مرشده في أطروحة الدكتوراة. البابا بنديكتوس اعتبره مرشد ودليل كطالب، وقد ذكره مراراً بأنه صديق ومعلّم. يتشارك كل من الرجلين على الخصوص بالفائدة الفكرية والروحية العظيمة في كتابات آباء الكنيسة.

الكاردينال فون بالثزار

من ناحية لاهوتية يوجد الكثير من المشترك بين الكاردينال فون بالثزار والباباوين المذكورين، كونهم أبطال العقيدة المسيحية. البابا يوحنا بولس الثاني كان مفتوناً بمديوغورييه. فون بالثزار، لم يعلّق فقط على أحداث مديوغورييه بصفته خبير باللاهوت، بل أيضاً في دوره كرئيس أساقفة. فقد لاحظ ثمار الإيمان في مديوغورييه، فدافع بشدّة عن الرؤاة وصحة الظهورات ضد الهجمات التي لا أساس لها.
عندما كتب الأسقف بافيو زانيك رسالة يدين فيها الموقع ويهاجم الرؤاة، أجابه الكاردينال فون بالثزار برسالة خاصة كتب فيها :
“كم هي رسالة حزينة التي أرسلتَها الى جميع أنحاء العالم! لقد تألّمت كثيراً لرؤية وظيفة أسقف تتدهور بهذا الشكل. بدلاً من أن يكون لك الصبر كما نصحك رؤساؤك، فإنك ترعد وتلقي السهام السامّة، وتشوّه سمعة الناس المعروفين والأبرياء، الذين يستحقّون احترامك وحمايتك. لقد أصدرت اتهامات مراراً وتكراراً أُثبت عدم صحّتها مئات المرّات .”

هذه الاتهامات التي يتكلّم عنها الكاردينال فون بالثزار تشمل اتهام الرؤاة بالخداع والهيستيريا. حتى رئيس أساقفة سبليت (المسؤول عن مديوغورييه) فران فرانيك رفض موقف زانيك مفسّراً أنه تجاهل نتائج فحوصات وتجارب عدّة فرق من العلماء والأطبّاء المشهورين عالمياً. منهم الفرنسيين والإيطاليين الذين قاموا بمراقبة الرؤاة وإخضاعهم لفحوصات لا نهاية لها خلال الإنخطافات، وكانت النتائج كلّها في صالح صدق الرؤاة وعدم إيجاد أي دليل على الخديعة والهيستيريا.

الكاردينال فون بالثزار

تقارير مفصلّة عن الإختبارات والفحوصات العلمية والطبية التي أُجريت على الرؤاة تجدونها في هذه الروابط:

العِلم وظاهرة مديوغورييه – الجزء الأول

العِلم وظاهرة مديوغورييه – الجزء الثاني

العِلم وظاهرة مديوغورييه – الجزء الثالث

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق