قصص القديسين

هذا الرجل على وشك أن يموت … فلماذا يبتسم؟ قصة الطوباوي مارتن باسكال

أنظروا الى هذه الصورة. أنظروا الى تلك الإبتسامة البسيطة. تأملّوا هذه العيون المشرقة المليئة بالبهجة. في الخلفية يظهر أنه يوم صيفي جميل. تستطيع هذه الصورة أن تكون بسهولة صورة لأحد أفراد عائلة . لقطة من حفل قروي جميل. او مزارع عاد للتوّ من حقوله راضٍ وسعيد بعمل يديه.بدلاً من ذلك، هي صورة لرجل على وشك أن يموت! فمن إذاً هذا الرجل ولماذا كان يبتسم؟

الطوباوي مارتن مارتينز باسكال
هو الطوباوي الأب مارتن مارتينز باسكال. كاهن اسباني شاب يبلغ من العمر 25 عاماً فقط. وهو على وشك أن يُعدَم. لم يرتكب جريمة سوى كونه كاهناً كاثوليكيّاً.

هو ابن نجّار اسباني، وُلد في 11 نوفمبر 1910 عُمِّد في اليوم الأوّل لولادته. نشأ على الإيمان وكان ورعاً ومتعبّداً منذ صغره. أصبح كاهناً والتحق بحركة الكهنة العاملين للقلب الأقدس في اسبانيا ثم عُيِّن للتدريس في المعهد الديني سان خوسيه دي مورشيا، حيث علّم اللغة اللاتينية لطلبة الكهنوت واعتبروه استاذاً ممتازاً محبوباً من طلّابه.

عندما بدأت أهوال الحرب الأهلية الإسبانية، التي امتدت من 17 يوليو 1936 حتى أول أبريل 1939 ، حصل اضطهاد ضد الكنيسة الكاثوليكية من الجمهوريين المدعومين من الشيوعية، والقوميين الذين استمدّوا العون من الفاشيين والنازيين. فتمّ تعذيب وقتل العديد من الكهنة وهُدِمت الكنائس. خلال هذه الفوضى أخذ الطوباوي مارتن جميع القرابين المكرّسة من الكنيسة وهرب بها ليختبئ ويعيش في المغاور والكهوف وحظائر الأغنام وحتى بين أكوام القشّ والتبن. فرّ من الميليشيات لأيام عديدة، ثم سمع أن الميلشيات قبضت على أبيه، فخرج من مخبئه وذهب ليدافع عنه. عندما علم الضابط أنه كاهن، قُبِض عليه في الحال وأودِع السجن. في السجن قضى الوقت في التبشير والتعليم الديني، وسماع الإعترافات وتوزيع القرابين المقدّسة التى أنقذها من الكنيسة وحافظ عليها سرّأً في ثيابه.

عندما حان موعد إعدامه سأله الضابط إن كان يريد أن يدير ظهره للبنادق. فأجاب “لا”. ثم سأله إن كان هناك شيئاً يريد قوله، فقال: “فقط أعطيكم بركتي وأن لا يأخذ الله في الحسبان هذا الجنون الذي ترتكبونه”
ثم صرخ: “يحيا المسيح الملك!” “VIVA CRISTO REY!” وأُطلقت الرصاصات من عدّة بنادق فاستشهد.

لحظات قبل إطلاق النار، ابتسم الطوباوي مارتن للمصوّر الجمهوري، هانز غوتمان، الذي التقط له عدة صور. في هذه الصورة يقف قرب جندي الذي سيطلق عليه النار بعد لحظات. في عيني مارتن، يمكنك أن ترى لمحة من الأبدية، يمكنك أن ترى سعادة كاهن أمين.

طوّبه البابا القدّيس يوحنا بولس الثاني في 1 أكتوبر 1990. تعيّد له الكنيسة في 18 أغسطس.

لتكن صلاته معنا.

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق