أخبار ومعجزات مديوغوريه

“أيتها العذراء سيّدتنا! لقد غدا ثوبك وسخاً!”

عندما قالت العذراء سيّدتنا للشهود: “اليوم كل من يريد لمسي، بإمكانه أن يأتي إليّ ويفعل ذلك.” كانت خطوة بسيطة ومتواضعة منها لتعطي درساً بليغاً في أهميّة سرّ الإعتراف!

رسالة العذراء

في آب عام 1994 وبعد أن باءت بالفشل كل محاولات الحكومة الشيوعية منع رؤاة مديوغوريه من التجمّع والتكلّم عن الظهورات، قرّرت تحريم تلّة الظهورات على الشعب. فمدّت الشرطة أشرطة شائكة عند أقدام التلّ. وهكذا لن يعود بإمكان الجماهير التوجّه بالألوف الى القمّة لمشاهدة الظهور اليومي.

غير أنّ العذراء هي عذراء عاملة. فقد توقّعت أوامر السلطات مسبقاً ورتّبت شؤونها على ضوء تصرّفات أبنائها الشرطيين. فقالت للشهود:

“غداً سأظهر في حقل “غومنو”. قولوا للقرويين أن يرافقوكم إليه.”

كانت شمس آب لا تزال عالية في الفضاء، عندما ظهرت العذراء لأولادها، عند الساعة 6:40. فقالت للشهود:

“اليوم كل من يريد لمسي، بإمكانه أن يأتي إليّ ويفعل ذلك.”

لكن الشهود أجابوا:

“ولكن كيف يمكن أن يتقدّم الناس ويلمسوكِ وهو لا يرونك! ونحن وحدنا نفعل ذلك”.

“هلمّوا أتوني بهم بنفسكم. وهكذا يمكنهم لمسي.”

أمرٌ جديد… فنفّذ الشهود الطلب، والدهشة تتملّكهم. فأوضحوا للقرويين الهديّة التي تقترحها العذراء عليهم. وأعانوهم واحداً واحداً على الإقتراب منها. فوضع القرويون، والشهود يقودونهم، يدهم على كتف العذراء، فعلى وشاحها، أو على ذراعها… وأحسّ الجميع بوجودها الحقيقي الثابت من غير أن يراها أو يسمعها. حتى أن البعض أحسّ بحرارة لدى لمسها. والبعض الآخر ببرد. وآخرون بشيء كالكهرباء، كتيّار غير قابل التحديد. في جميع الأحوال، كان التأثّر بالغاً، لا يُنسى.

السيّدة العذراء

وبينما كان هذا المشهد الأقل قابلية للتصديق يتواصل، لاحظ الشهود لطخات تظهر على ثوب العذراء القديسة. وشيئاً فشيئاً صارت اللطخات تمتدّ الى درجة أنّ الثوب بات وسخاً فعلاً… وكسا وجه العذراء ظلمة كآبة شديدة.

لم يعد أي أمر يسير على ما يرام! واقع غير طبيعي! فاضطرب الشهود وقالوا:

“أيتها السيّدة العذراء ! لقد غدا ثوبك وسخاً!”

فأجابت بتواضع:

“هي خطايا الذين يلمسونني!”

وتصرّف الشهود، كما جميع الأطفال يتصرّفون، بمنتهى الحزم. أضف الى ذلك، أن الشهود كرواتيون مولعون بمليكتهم. فأشياء الله مقدّسة، ولا مجال لتلطيخها… فصرخوا بوجه القرويين:

“توقّفوا عن لمس العذراء، توقّفوا!”

 

حينئذٍ خاطبتهم العذراء بمنتهى الجدّية عن الإعتراف، وعن ضرورة الإعتراف الشهري لكل واحد. فأوضحت:

“لا أحد على الأرض ليس بحاجة الى الإعتراف ولو مرّة في الشهر.”

فهتف رجل:

“هيا بنا جميعاً الى الإعتراف لنَطهر!”

في ذلك المساء، تدفّقت موجة كبيرة من الخطأة على الرعية. موجة كبيرة الى حدّ أن الأب يوزو كاد أن ينسى بسببها، ما تعلّمه من اللاتينية. واضطرّ الى طلب النجدة من إخوته الكهنة في القرى المجاورة لتلبية طلب المعترفين.

في ذلك المساء، انهمر سيل الرحمة غزيراً. فعرْض العذراء، في كل إشراقة بساطة، استطاع أن يؤثّر في قلوب بنيها، تأثيراً أعمق مما يحدثه أي خطاب مستفيض.

منذ ذلك الحين، لم تعد مديوغوريه تفرغ من خطأة يبحثون عن غفران. لذلك أطلق عليها البابا القديس يوحنا بولس الثاني كنية تستحقّها عن جدارة:

“مديوغوريه؟ إنها كرسي اعتراف العالم!”

 

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق