شهر مع العذراء مريم

شهر مع العذراء مريم – اليوم الرابع عشر

شهر مع العذراء مريم – اليوم الرابع عشر

 

«يا أمّ من يحبّنا، يا من استأهلَتْ أن تحمله في أحشائها، وترضعه من لبنها، أليس بقدرتك، أو ليس بإرادتك أن تمنحي من يطلب منك حبّه وحبّكِ؟ فليكرّمك فكري كما تستحقّين، وليحبّك قلبي مثلما يليق بكِ، ولتشغف بك نفسي، مثلما هو في صالحها أن تفعل، وليخدمك جسدي كما يتوجّب عليه، ولتنقضِ هكذا حياتي، لكي يُشيد بكِ كل كياني مدى الأبدية، وليُبارَك الرب إلى الأبد! آمين».

«أَرسَلَ اللهُ الـمَلاكَ جِبرائيلَ إِلى مَدينَةٍ في الجَليلِ اسْمُها النَّاصِرَة،إِلى عَذْراءَ مَخْطوبَةٍ لِرَجُلٍ مِن بَيتِ داودَ اسمُهُ يوسُف، وَاسمُ العَذْراءِ مَريَم. فدَخَلَ إلَيها فَقال: «إفَرحي، أَيَّتُها الـمُمتَلِئَةُ نِعْمَةً، الرَّبُّ مَعَكِ».

في رسائلها في مديوغوريه 

«أولادي الأحبّة، كلماتي بسيطة ولكنّها مُمتلِئة بالحبّ الأموميّ والرعاية. أولادي، أكثر فأكثر تُلقَى ظلال الظلمة والخداع عليكم، وأنا أدعوكم إلى النور والحقيقة – أدعوكم إلى ابني. فوحده يستطيع تحويل اليأس والمعاناة إلى سلام وصفاء؛ وحده يستطيع إعطاء الأمل في أعمق الآلام. ابني هو حياة العالم. كلّما تعرّفتم إليه أكثر، وكلّما اقتربتم منه أكثر، كلّما أحببتموهُ أكثر، لأنَّ ابني هو الحبّ. الحبُّ يغيِّر كلَّ شيء؛ ويجعل جميلاً جدًّا أيضًا ذاك الذي، من دون حبّ، يبدو بلا أهميّة لكم».

القدّيس إفرام السرياني

«معجزة هي أمّك!
فيها ولج السيّد، وأمسى لها عبدًا. فيها ولج الفصيح، وفيها أمسى صامتًا.
فيها ولج الرعد، وخبا صوته. فيها ولج راعي الجميع، وأصبح فيها حمَلًا، ومنها خرج وهو يثغو.
كل الأنظمة انقلبت في أحشاء أمّك يا خالق كل شيء
».

ظهورات العذراء في بونتمان وإنقاذها فرنسا

كانت فرنسا بحلول العام 1871 قد دمرتها الحرب وكان ثلاثة أرباع الأراضي الفرنسية قد وقعت تحت قبضة الجيش البروسي. لكنّ ظهور عجائبي للعذراء في قرية بونتمان الصغيرة على مثال سيدة العجائبية الموجودة في قرية صغيرة في لبنان والتي هي على شاكلة الظهور، قد غيّر مجرى التاريخ لأن العذراء طلبت الصلاة من أجل التدخل، وتمّ تخليص فرنسا.

إليكم القصّة بالتفصيل:

عندما دعا مطارنة فرنسا الى تساعية صلاة لسيدة الإنتصارات، لتخليص فرنسا، كانت دعوة التساعية علنية وشملت كل فرنسا. حدث أنه في ليل 17 كانون الثاني، في قرية بونتمان الصغيرة، كانت بريتاني وسيزار برباديت وولدَيهما جوزيف وأوجين البالغان من العمر 10 و12 سنة يُنهيان أعمالهم في الحظيرة. نظر أوجين من النافذة ورأى مساحة في السماء خالية من النجوم فوق بيت الجيران قبل أن يرى فجأةً العذراء تبتسم إليه كما ورآها جوزيف ايضاً، على حسب ما أخبر عندما أصبح كاهناً:

كانت شابة وطويلة ترتدي حلةً زرقاء. كانت نجومٌ ذهبية تغطي فستانها ونعالها من الأزرق نفسه مرصعة أيضاً بالذهب. كان وشاحٌ أسود يُغطي نصف رأسها فيخفي الشعر والاذنَين منها ويتدلى حتى كتفَيها. وكان فوق الوشاح تاجاً يشبه إكليل أكثر ارتفاعاً من الأمام وأوسع من الجانبَين. كانت يداها صغيرتان تمتد نحونا كما على الأيقونة العجائبية. كان وجهاً رقيقاً الى ابعد حد وابتسامتها بمنتهى العذوبة وعيناها فيهما حنان لا يوصف. وكأم حقيقية، كانت سعيدة في التحديق بنا أكثر من ما كنا نحن في النظر اليها.

في تلك الليلة، تم استدعاء راهبات مدرسة الرعية وكاهن الرعية.

وبدأ أهل القرية بتلاوة الوردية، فتكاثر عدد النجوم على ردائها الى حد أصبح كلّه ذهبياً. وظهرت مع كلّ صلاة حروف تكتب الرسائل على لافتة وضعت عند أقدامها: “أرجو منكم الصلاة يا أولادي”، “قريباً، تصل صلواتكم الى الله” و”ابني ينتظركم”. ودام الظهور ثلاث ساعات.

في الليلة نفسها، توقفت القوات البروسية وهي متجهة الى لافال تزامناً مع بدء الظهور على بونتمان. وهكذا خَلّصت السيدة العذراء فرنسا من الحرب.ويقال أن الجنرال فون شميت كان ينوي التوجه من لافال الى بونتمان فأصدر أوامر بعدم السيطرة على المدينة. فقال لجنوده: “لم يعد باستطاعتنا التقدّم أكثر إذ يبدو ان سيدة تُعيق أمامنا الطريق”

«إنّ شجرة الحياة، المخبّأة في الفردوس، نمت في مريم. لقد انبثقت منها، وبسطت ظلّها على الكون، ونشرت ثمارها على أبعد الشعوب وعلى أقربها، معًا».

«افرحي يا ملكة السماء، هللويا
فإنّ الذي استحققتِ أن تحمليه، هللويا
قد قام كما قال، هللويا
صلي إلى الله من أجلنا، هللويا
افرحي وتهللي يا مريم العذراء، هللويا
فإنّ الربّ قد قام حقاً، هللويا».

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. شكرا جزيلا لكنعل خدمتكم وتعبكم. القديسة مريم العذراء الطوباوية لن تنسى هذه الخدمة الجميلة في الشهر المريمي. ننتظر بشوق وفرح الصلوات والتأملات والأحداث. الرب يبارك بحياتكم وخدمتكم

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق