شهر مع العذراء مريم

شهر مع العذراء مريم – اليوم الرابع والعشرون

شهر مع العذراء مريم – اليوم الرابع والعشرون

«يا ملكتي وأمّي، إجعليني أعيش وأموت متمّمًا الإرادة الإلهيّة. إنّني أتخلّى عن ذاتي وأكرّس نفسي لك مرّة أخرى.
أغمريني في بحار حبّك، وحزنك وفضائلك التي استحققتها لأجلنا. جدّديني، واحمليني وغذّيني. إجعلي منّي يسوعًا آخر.
وباتّحادي الدائم معك، أضمّ كلّ الخلائق – الماضية، الحاضرة والمستقبلة – في لولب الإرادة الإلهيّة.
فاغمريهم في بحارك باستحقاقات دم يسوع الغالي، وحوّليهم إلى أفعال حبّ فيصبحوا جيل الإرادة الإلهيّة حسب مشيئة الثالوث الأقدس.

وفي رباط الإرادة الإلهيّة الذي يجعلني أتّحد بك وبيسوع أجمع كلّ هذه الأعمال في عمل إلهيّ وحيد لا ينحلّ. وبيديك الأموميّتين إحبكي رداء يسوع، وضمّي فيه كلّ النفوس، بلا استثناء. أنت بنفسك، أقفلي أبواب الجحيم.
فلتهدأ العدالة الإلهيّة! ولتنتصر الرحمة!

تعالي وليتحقّق النصر سريعًا، بحلول ملكوت الإرادة الإلهيّة والحبّ الإلهيّ ولينقَِّ الروح القدس كلّ قلب ويلهبه ويقدّسه! يا يسوع! يا مريم العذراء أضفي على كلّ عمل نقوم به قيمة، واجعليه ملكك! يا أمّي وملكتي، أغمريني واغمري العالم بأسره، في ظلّ الإرادة الإلهيّة. آمين».

«أُختِيَ العَروسُ جَنَةٌ مُقفَلَة جَنًة مُقفَلةٌ وَينبوعٌ مَخْتوم. قَنَواتُكِ فِردَوس رمَّان مع كُلِّ ثَمَرٍ لَذيذ وحِنَاءُ مع نارَدين.
نارَدينٌ وزعْفَران قَصَبٌ ودارَ صينيَ مع كُلِّ شَجَرِ البَخور مرّ وعود مع أَفخَرِ الأَطْياب. يَنبوعُ جَنَّاتٍ وبئرُ مِياهٍ حيَة وأَنْهارٌ من لُبْنان».

في رسائلها في مديوغوريه

«أولادي الأحبّة،
آتي إليكم اليوم، مع رغبة أمومية بأن تمنحوني قلوبكم. أولادي، إفعلوا ذلك بثقة تامة وبدون خوف. وأنا سأضع ابني ورحمته في قلوبكم.
بعدها، أولادي، سوف تنظرون إلى العالم حولكم بعيون مختلفة. سترون قريبكم. ستشعرون بوجعه ومعاناته. لن تصرفوا وجهكم بعيدًا عن أولئك الذين يُعانون، لأنّ ابني يصرف وجهه بعيدًا عمّن يفعلون ذلك. أولادي، لا تتردّدوا. شكرًا».

القدّيس خوسيماريا إسكريفا

«مريم، إبنة الله الآب، ووالدة الله الابن، وعروسة الله الرّوح القدس، تصعد إلى السّماء. حيث فوقها، لا يوجد إلاّ الله، والله وحده.

إنّه سرّ الحبّ. إذ لا يمكن أن يفهمه العقل البشريّ. وحده الإيمان يستطيع أن يفسّر كيف أنّ خليقة استطاعت أن ترقى إلى منـزلة كهذه، وأن تصبح موضوع عجب الثّالوث المحبّب. نحن نعلم أنّ ذاك هو السّرّ الإلهيّ. لكن، بما أنّ الأمر يعني أمّنا، نجد – إذا استطعنا القول – سهولة أكثر في فهم حقيقة الإيمان هذه من سواها.

فماذا نفعل لو كان باستطاعتنا أن نختار أمّنا؟ أعتقد أنّنا كنّا انتخبنا تلك الّتي لنا، وكنّا غمرناها بكلّ المكارم. هذا ما فعله المسيح؛ بقدرته اللاّمتناهية، وبحبّه وحكمته غير المحدودة، قد استطاع أن يتمّم كلّ ما أراد».

عذراء الرحمة

«روى احد الواعظين هذا الخبر عن رجل في رعيّته كان سبب عثرة وشكوك لسائر ابناء الرعية، اذ كان منغمسا ً في الشر بكل معنى الكلمة، فكلامه بذيء، وسيرته سيئة، اقترف الموبقات والآثام وكان نزيل السجون اكثر من مرة، وكان يفاخر بجرائمه
ويعلن عن استعداده لاقتراف المزيد إذا ما سنحت له الفرصة.

حاول الكاهن اكثر من مرة التقرب منه واستمالته الى طريق الخير والتوبة، لكنه قوبل دائمًا بالسب والشتم والطرد والازدراء . وتقدم الرجل بالسن، وكلل الشيب رأسه ولم يتُب، بل كان يزداد اصرارا ً في معاصيه ويتباهى بأعماله الدنيئة ويشجّع الآخرين على السير في طريقه.

في احد الايام سقط طريح الفراش وفي هذه المرة ايضا ً حاول الكاهن زيارته لكن قوبل بالرفض. فطلب من ابناء الرعيّة ان يرفعوا الصلاة على نيته ويلتجئوا الى مريم العذراء لكي تعيد الخاطيء إلى طريق الحق. فحدثت المعجزة.

فبعد ايام من بدء الصلاة على هذه النية وكان شهر ايار قد بدأ، والكاهن في الكنيسة يتلو الوردية، دعي الى فراش الشيخ المريض، فاذا به يذرف الدموع ويطلب بالحاح الاعتراف والتناول وأتمَّ كل شيء بتوبة حقيقية.

وزادت العذراء من عطفها عليه إذ منحته الشفاء من مرضه فأصبح من اكثر المتعبدين لمريم وصار مثالا ً صالحا ً للمؤمنين. يهرع قبل الجميع الى الكنيسة، ويردد امام الجميع نعمة العذراء نحوه ويلهج بمديحها وشكرها».

«إن مريم ام الكنيسة تساعد بكل تأ كيد كل من يلتجيء اليها طالبا ً عونها في تأدية رسالته، وتلهمه طريق الخير والصلاح ليكون رسولا ً حقيقيا ً للرب».

«يا والدةَ الله الكليّةَ الطهارة، يا نورَ ظَلامنا، يا سِترَنا ورجاءنا، يا مَلجأنا وعَزاءَنا، أَهِّلينا أن نتقدّم إلى شركة جسدِ ابنكِ ودمهِ الكريم، نحن الخطأة الغيرَ المستحقّين. يا مَن ولدتِ يسوعَ يَنبوعَ الحياة الغيرِ المائتة، أحيِينا نحنُ المائتين بالخطيئة، وامنحينا خشوعَ القلبِ واتّضاعَ الفكر، والندامة الكاملة، والعزمَ الثابت، والتوبة بالاعتراف النقيّ، لنَمدحَكِ ونُبجِّلَكِ ونُعظِّمَك، يا مريم، يا والدةَ الإله الطاهرة.

فأهِّلينا أن نتقدّم إلى تناول أسرارِ ابنكِ الوحيد بلا دينونة، ونحن لابسون ثيابَ العُرس، عندَ مُلاقاةِ هذا الختَنِ السّماوي، إذ نأخذهُ بأفواهنا الشاكرة، ونَحويه في قلوبنا التائبة، يا مَن هي مباركةٌ إلى دهر الداهرين. آمين».

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق