شهر مع العذراء مريم

شهر مع العذراء مريم – اليوم الواحد والثلاثون

شهر مع العذراء مريم – اليوم الواحد والثلاثون

«نسألكِ يا والدة الإله أن تجعلي قلوبنا تتجه نحو قلب مخلصنا. ضعي فينا محبة الطهارة إسهري على الكنيسة المقدسة واحفظيها وكوني لها حصناً منيعاً يحميها من هجمات الأعداء،
كوني لنا إلى الله طريقاً، وفي الشدائد معونة، وفي الأحزان تعزية، وفي التجارب قوة،
وفي الاضطهاد ملجأ ساعدينا خاصة عند ساعة الموت دعينا حينئذٍ نشعر بمفاعيل شفاعتك لدى قلب يسوع ابنكِ، لكي نباركه معكِ في السماء. آمين».

«حوّاء المرأة الأولى: حواء هي أم جميع الناس، عصت أمر الله، وصارت سببًا للخطيئة واللعنة والموت، وبذلك هي رمز للعذراء مريم المرأة الثانية الجديدة، أمّ المخلّص، التي بطاعتها بدأ وتمّ الخلاص في العهد الجديد، وبها صارت النعمة والحياة.

ـ شجرة الحياة: شجرة الحياة في وسط الفردوس هي رمز للعذراء التي أعطت العالم الثمرة المباركة المحيية، ليأكل العالم منها ويحيا إلى الدهر.

ـ القوس في الغمام: قوس القزح بعد الطوفان هو علامة العهد بين الله ونوح: رمز للعذراء، علامة العهد الجديد، أم المخلّص والدة ابن الله.

ـ علّيقة موسى: كانت العلّيقة تتوقّد بالنار وهي لا تحترق بحضور مجد الله فيها: رمز للعذراء التي حلّ فيها الله واتّلد انسانًا وبقيت عذراء.

ـ تابوت العهد: تابوت العهد الحاوي لوحي الوصايا العشر وجرّة المنّ وعصا هارون، علامة العهد القديم بين الله وشعبه، رمز للعذراء التي حلّ فيها ابن الله متأنّسًا بنوع عجيب.

ـ غمامة إيليا: هذه الغمامة العجيبة أسقت الأرض العطشى بندى السماء وهي رمز للعذارء التي روّت أرضنا العطشى بالامء الحي، ابنها ربنا يسوع المسيح.

ـ هيكل سليمان: الهيكل في أورشليم هو علامة حضور الله مع شعبه، وبذلك هو رمز للعذراء التي حلّ فيها “الله معنا” عمّنوئيل، وسكن وصار إلهًا انسانًا مثلنا، لأجلنا.».

في رسائلها في مديوغوريه

«أولادي الأحبة،
أنا، أمّكم، معكم من أجل خيركم، من أجل احتياجاتكم ومن أجل إدراككم ومعرفتكم الشخصية. الآب السماوي أعطاكم الحرية أن تقرروا بأنفسكم وتَصِلوا وحدكم الى المعرفة. أرغب في مساعدتكم. أرغب في أن اكون أمّكم، معلِّمتكم للحقيقة – حتى في بساطة قلب مفتوح، سوف تصبحون قادرين على إدراك النقاء والطهارة التي لا تُقدّر ولا تُقاس، والنور المنبثق منها والذي يحطم الظلام ، النور الذي يجلب الأمل.

انا، يا صغاري، أفهم ألمكم و معاناتكم. من يقدر أن يفهمكم أفضل من الأم ؟
وانتم، يا أبنائي؟ صغير هو عدد أولئك الذين يفهمونني ويتبعونني.
عظيم هو عدد أولئك الذين ضاعوا وتاهوا – وأولئك الذين لم يُدركوا بعد حقيقة ابني

لذلك، يا رسلي، صلّوا واعملوا. انشروا النور ولا تفقدوا الأمل. أنا معكم. بطريقة خاصة أنا مع رعاتكم. بقلبي الأمومي أحبهم وأحميهم، لأنهم يقودونكم الى الفردوس الذي وعدكم به ابني. شكرا لكم».

القدّيس العلامة أوريجانوس

«لقد تسلمنا تقليدا في هذا الشأن (دوام بتولية العذراء ) أن مريم قد ذهبت إلى الهيكل بعدما أنجبت المخلص، لتتعبد، ووقفت في الموضع المخصص للعذارى.
حاول الذين يعرفون عنها أنها أنجبت ابنا طردها من الموضع، لكن زكريا أجابهم أنها مستحقة المكوث في موضع العذارى،إذ لا تزل عذراء”.
كما يتشكل الطفل في الرحم، هكذا يبدو لي أن كلمة الله يتشكل في قلب النفس التي تقبل نعمة المعمودية لتدرك في داخلها كلمة الإيمان الأكثر مجدا والأكثر وضوحا.
يبدو أنه من الخطأ أن نتحدث عن تجسد ابن الله من القديسة العذراء ولا نشير إلى تجسده أيضا في الكنيسة…
إذ يليق بكل واحد منا أن يعرف مجيء ابن الله في الجسد بواسطة العذراء الطاهرة، وفي نفس الوقت أن يدرك مجيئه بالروح في كل واحد منا».

العذراء أمّ الرحمة

«يوماً ما اذ كان أحد المُقسِّمين يقسّم على أحد المعترين من الشيطان فسأل المقسم هذا الروح النجس أن يخبره ماذا كانت تصنع مريم العذراء.
فأجابه العدو الجهنمي: أنها تنزل وتصعد. مريداً أن يشير بذلك الى أن هذه السيدة الحنونة لم يكن لها أهتمامٌ آخر سوى في أن تنزل الى الأرض، جالبةً للبشر النعم التي تكون أستمدتها لهم من الله، ثم تصعد الى السماء لكي تكتسب الرضوان الإلهي نحو تضرعاتهم.
فاذاً بالصواب يسمي هذه البتول المجيدة القديس أندراوس أفالينوس: خدامة السماء أو عمالة الفردوس: لأنها على الدوام توجد مباشرة أعمال الرحمة بأستمدادها النعم للجميع أبراراً وأشراراً.
أما ريكاردوس الذي من سان لورانسوس فيقول: أن عيني هذه السيدة هما مفتوحتان على الصديقين وعلى الخطأة بنوعٍ متساوٍ، لأن عينيها هما عينا أمٍ، والحال أن الوالدة تحدق بنظرها الى طفلها ملاحظةً إياه بعنايةٍ ليس فقط كيلا يسقط، بل أيضاً اذا سقط لتساعده منهضةً وتقيمه من سقطته.

وهذا الأمر قد أوضحه بكفايةٍ مخلصنا يسوع المسيح بنفسه بما أوحاه لآمته القديسة بريجيتا التي يوماً ما سمعته تعالى يخاطب والدته المجيدة قائلاً لها: أطلبي مني يا أمي كل ما تشتهينه.
فالقديسة بريجيتا نفسها سمعت مريم تطلب منه تعالى هذا الشيء بقولها له: “يا أبني أنكَ أنتَ قد أقمتني بصفة أم الرحمة وبوظيفة شفيعة عن البائسين وملجأً للخطأة، والأن تقول لي ماذا أشتهي منكَ، فأنا أطلب إليك أن تصنع الرحمة مع المحتاجين”.
فمن ثم يقول القديس بوناونتورا مخاطباً والدة الإله هكذا: أنكِ يا مريم أنتِ بهذا المقدار ممتلئةٌ من الرحمة، وحريصةٌ على أن تسعفي المساكين، حتى أنه يبان كأنه ليس لكِ أهتمامٌ آخر. سوى أن تكرمي على المساكين وترحمي البائسين وتشاهدي الأشقياء مكللين بالرحمة.
ومن حيث أنه فيما بين جميع المساكين الفقراء توجد الخطأة في أول رتبة من الشقاوة والتعاسة فمريم تستمر على الدوام متوسلةً لدى أبنها من أجلهم».

«لا زالت العذراء مريم تُثمّن سلاماتنا المريمية، التي تحمل في طيّاتها جميع احتياجاتنا، تُثمّن الكم الهائل من سلاماتنا المريمية المرفقة بالورود الملقاة عليها من أيادينا، وتكتنزها في قلبها. ثم تودعها في بيت القربان، تُثمّن شموعنا التي تنوب عنا، وتحرق نوايانا بحرارة سلاماتنا المريمية، وتمسح دموعنا المرفقة بحرقة قلوبنا المتأمّلة برجاء مريم.».

«أيتها البتول، سلطانة السماء والأرض، ملجأ الخطأة، وأمنا المحبوبة، يا من وهبكِ الله ان تكوني أمينة لكنوز رحمته، اني انطرح أمامكِ بكل تواضع أنا الخاطئ الشقي، أن تقبليني بكلّيتي ملكاً لكِ وأن تفعلي بي وبكل قوتي وجسدي ونفسي، وبحياتي بكاملها، وبموتي وأبديتي ما يسرّ قلبكِ.

افعلي بـي كما فعل الرب بكِ ليتحقق ما هو مكتوب:ِ”ستسحق رأس الحيّة”، ومن أجل هذا ومن خلالها وحدها كل الهرطقات قد تبددت. ها آنذا أيتها البتول ذو اليد الرحيمة اجعليني آداة طيّعة فى يديك لأعرّف العديد من النفوس الضالة أن تحبك وبهذا أساهم بطريقة أعظم فى تثبيت مملكة يسوع المسيح. لأنه فى الحقيقة من خلالكِ ستتحول وستتقدس النفوس ولأن كل النعِم تـمر الينـا من قلب يسوع الأقدس عبر يديكِ. آمين».

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق