أخبار ومعجزات مديوغوريه

إقدامي على الإجهاض ليس خطيئة، هكذا كانت تعتقد الى أن تدخّلت عذراء مديوغوريه

 

هل الإجهاض خطيئة؟

جاءت مجموعات من لبنان والأراضي المقدّسة وبلدان الشرق الأوسط لتمضية بضعة أيام في مديوغوريه، راغبين في أن يقوموا بحجّ جدّي. وكانت سهى من ضمن تلك المجموعات. أمّا زوجها الطبيب فلم يستطع أن يرافقها. وقد جائت من دونه لاضطراره الى العمل.

تحمل سهى سرّاً يزعزع سلامها. بعد وصولها بقليل قصدت أحد الكهنة واعترفت له بأنها أقدمت على عمليّة إجهاض. حيث قيل لها بأن الطفل يعاني من التثلّث الصبغي 21. فاتّفقت مع الوالد على التخلّص من الجنين. وتمّ الإجهاض. وإذ بقي قلبها مضطرباً سألت سهى الكاهن: “ليست خطيئة، أليس كذلك؟” فأجابها الكاهن: “بلى يا ابنتي. إنها خطيئة! خطيئة كبرى! عليك أن تعترفي!”

ولكن سهى لم تقتنع وتقوقعت في الرفض. غير أنها طلبت من العذراء أن تعطيها علامة إن كان يترتّب عليها أن تعترف بهذا العمل.

في المساء، أثناء ظهور العذراء على إيفان على تلّة الظهورات، حضرت سهى مع مجموعتها. وما أن وصلت العذراء، حتى ارتمت سهى أرضاً على غير استعداد. كان جسدها متقوقعاً وأنفها يلامس الأرض. ومكثت بهذه الوضعيّة لوقت غير قصير. وعندما نهضت بعد انتهاء الظهور، رآها أصدقاؤها تبكي، وقالت لهم: “عليّ أن أجد كاهناً. يجب أن أعترف فوراً!”

ما الذي جرى لها خلال الظهور؟ يجب أن نحترم سرّها ولكن العذراء تصرّفت. ففيما أغرورقت عينا سهى بالدموع، قدّمت أروع اعتراف في حياتها. أجل، لقد أدركت فظاعة الخطيئة وهي تبكي ندماً عليها الآن. لقد قبلت رحمة الله عليها. وترمّم حينئذٍ سلامها الداخلي. ها هي قد تحرّرت! وشهدت بين أصدقائها على الفرح العارم الذي شعرت به، كما لم تشعر به من قبل. يا للمفارقة، يا للنور المفاجئ الذي ظهر على وجهها!

لدى بعض الحجّاج في مديوغوريه عادة جميلة. يقترح المسؤول على كل فرد الصلاة بنوع خاص من أجل شخص في المجموعة خلال الحجّ. فيسحب كل شخص، في المساء الأوّل أو الثاني، اسم أحد الحجّاج من صلّة صغيرة.

في ذلك المساء، مَن مِن بين المئة وخمسين شخصاً سحب اسم سهى وتكفّل بالصلاة من أجلها؟ كانت صبية صغيرة تعاني من التثلّث الصبغي 21.

عند ذلك المساء أيضاً، اتّصل زوج سهى بها وبعد أن روت له ما حدث، قال لها: “أتعلمين، إنّي أتّصل بك لأقول إنّني أجد الأمر غريباً، أنتِ هناك تصلّين فيما انا هنا أقوم بعمليّات إجهاض. هذا لا يجوز! قرّرت اليوم أن أقلع عن هذا!” هو أيضاً بكى على الهاتف. شعر بأن شيئاً ما يجري لزوجته وأبدى استعداده للقيام بهذه الخطوة الكبيرة على الصعيد المهني. لم تصدّق سهى ما سمعت.

 

تعيش سهى الآن مع زوجها وأطفالها حياة مختلفة، فإنّهم يضعون الله في المكانة الأولى في حياتهم. يمارسون الأسرار ويشاركون في الذبيحة الإلهية كل يوم تقريباً. ويعطون شهادة حياة. لدى العودة من رحلة الحجّ هذه التي لا تُنسى، تساءلا كيف يمكنهما إصلاح هكذا ماضٍ. فقرّروا تبنّي طفل يتيم.

ما مصير هذا الطفل المثلّث الصبغي 21 الذي لم يولد؟

تقول العذراء عن هؤلاء الأطفال الذين لم يولدوا: “إنّهم معي”. يصلّي هذا الطفل حتماً كثيراً لأجل والديه، ولأجل رفاقه الصغار المخطّط لهم اليوم ألّا يبصروا النور أبداً.

والسؤال: هل هم فعلاً يعانون من التثلّث الصبغي 21؟ في الواقع، نشهد يوماً بعد يوم تشخيصاً خاطئاً: ترفض أمّهات كثيرات الإجهاض مهما كانت إعاقة الجنين وغالباً ما يولد الطفل خالياً من أي إعاقة. فثقافة الموت والدفع المتزايد قوّة في ما خصّ الإجهاض ليسا ببريئين! ويجب التفكير في الأمر!

لكن الله عظيم! بالنسبة الى هذه العائلة، لقد حوّل الشرّ الى خير. ومئات الأطفال لن يُجهضوا على يد هذا الطبيب الذي يجاهد اليوم من أجل نصرة الحياة.

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق