التكريس الكامل

اليوم الرابع: التكريس الكامل ليسوع من خلال مريم

التكريس الكامل ليسوع
من خلال مريم

اليوم الرابع

القراءة

الاقتداء بالمسيح – السفر 3 الفصل 40

في أنّ الإنسان لا يملك من ذاته شيئًا من الصلاح ولا يستطيع أن يفتخر بشيء

«ربِّ ما الإنسان حتى تذكره، وابن البشر حتى تفتقده؟» بماذا استحقّ الإنسان، أن تمنحه نعمتك؟ ربِّ، ممّ أستطيع التشكّي، إن أهملتني؟ وبم يحقّ لي الاحتجاج، إن لم تصنع لي ما أسأل؟

هذا ما يحقّ لي أن أعتقده وأقوله بصدق: ربِّ، إني لست بشيء، ولا أستطيع شيئًا، ولا أملك من نفسي شيئًا من الصلاح: بل إني ناقص في كل شيء، ومائل إلى العدم دائمًا، فإن تنصرني وتؤيّدني في باطني، صرت بجملتي إلى الفتور والتراخي. «وأنت، يا ربّ ثابت إلى الأبد، وتبقى على الدوام أنت أنت» صالحًا عادلًا قدّوسًا، وتصنع كل شيء بحكمة.

أمّا أنا الجانح إلى التراجع، أكثر ممّا إلى التقدّم: فإني لا أستقرّ على حال واحدة، بل «تتحوّل عليّ سبعة أزمنة». غير أني أصير إلى أحسن حال، إذا ارتضيت ومددت إليّ يد المعونة: لأنك أنت وحدك قادر أن تعينني بدون افتقار إلى عون بشري، وأن تثبّتني تثبيتًا متينًا، «حتى لا يتغيّر وجهي» إلى أحوال مختلفة، بل إليك وحدك يتّجه قلبي، ويستريح فيك وحدك.

ثم لو استطعت أن أرفض كل تعزية بشريّة: إن كان ذلك لاكتساب العبادة، أم لِما أشعر به من الحاجة إلى أن أطلبك، وأنا لا معزّي لي من البشر؛ حينئذً لَحَقٌّ لي أن أرجو نعمتك، وأن أبتهج لما تمنحني من تعزية جديدة.

—————–

من يرغب في أن يكون آمنًا جدًا في وقت السلام، غالبًا ما يصبح مكتئبًا وخائفًا جدًا في وقت المحنة. إذا كنت حكيمًا بما يكفي لتظل دائمًا متواضعًا وصغيرًا في عينَي نفسك، وتقيّد روحك وتحكمها جيدًا، فلن تقع بسرعة في الخطر والإثم. عندما تشتعل بداخلك روح الحماس، قد تتأمل جيدًا في شعورك عندما يغادرك الحماس.

الصلوات

هلّم أيها الروح القدس

هلم أيها الروح القدس، وأرسل من السماء شعاع نورك.
هلم يا أبا المساكين.
هلم يا معطي المواهب.
هلم يا ضياء القلوب.

أيها المعزي الجليل، يا ساكن القلوب العذب،
أيتها الاستراحة اللذيذة، أنت في التعب راحة،
وفي الحر اعتدال، وفي البكاء تعزية.
أيها النور الطوباوي، إملأ باطن قلوب مؤمنيك،

لأنه بدون قدرتك لا شيء في الانسان
ولا شيء طاهر:
طهر ما كان دنساً، إسق ما كان يابساً،
إشف ما كان معلولاً، ليِّن ما كان صلباً،
أضرم ما كان بارداً، دبّر ما كان حائداً.

أعط مؤمنيك المتكلين عليك المواهب السبع،
امنحهم ثواب الفضيلة،
هب لهم غاية الخلاص،
أعطهم السرور الأبدي. آمين

السلام عليكِ يا نجمة البحر

السلام عليكِ يا نجمة البحر، يا أمّ الله الرؤوفة الدائمة البتوليّة، يا بابَ السماء السعيد. إقبلي هذا الكلام كما قبلتِه من فم الملاك جبرائيل، مُنّي علينا بالسلام، كسّري قيود الخبثاء، أنيري عقول الخطأة، أبعدي عنّا الشرور التي تدركنا من جميع الجهات. أمطري علينا الخيرات، أظهري ذاتكِ بأنّك أمٌّ لنا، وتوسّطي بيننا وبين ابنكِ الذي تجسّد من أجلنا.

يا عذراء لا مثيل لها، يا عذراء العذارى، خلّصينا من خطايانا لنكون وديعين وطاهرين. ولتكن بواسطتكِ، حياتنا نقيّة، وطريقنا بدون خطر. لكي نتمتّع بالفرح السماوي بمشاهدة ابنك يسوع. المجد والإكرام لله الآب، وليسوع المسيح مخلّصنا وللروح القدس. آمين.

نشيد مريم

تعظم نفسي الربّ وتبتهج روحي بالله مخلصي،
لأنه نظر إلى تواضع أمته
فها منذ الآن تطوبني جميع الأجيال،
لأن القدير صنع بي العظائم واسمه قدوس
ورحمته إلى أجيال وأجيال للذين يتقونه،

صنع عزًا بساعده وشتت المتكبّرين بأفكار قلوبِهم،
حطّ المتكبرين عن الكراسي، ورفع المتواضعين،
أشبع الجياع خيرًا والأغنياء أرسلهم فارغين،
عضد إسرائيل فتاه فذكر رحمته،
كما كلّم أباءنا لإبراهيم ونسله إلى الأبد.

المجد للآب والابن والروح القدس،
كما كان في البدء والآن، وكل أوان، وإلى دهر الداهرين. آمين.

صلاة التكريس لليوم الرابع

أيتها العذراء الفائقة الوداعة، مريم، ام الرحمة، يا من تسامحي الناس دائماً على إساءاتهم ورفضهم إله الحبّ، صلي لكي لا تنمو في قلبي أية جذورٍ للمرارة او الحقد.

إنني اكرس لكِ جميع علاقاتي البشرية لكي تصبح المكان الذي تتجلى فيه وداعة المسيح، وأكرّس لكِ جميع علاقاتي العاطفية كي أفتش دائماً عن العطاء بدل الأخذ، وكي أهتم بمصلحة الآخر وبشؤون الله بدل الاهتمام بمصلحتي الشخصية وشؤونها، وأكرّس لك كل علاقة عائلية لكي أضع الوحدة والحنان حيث القساوة والخلاف وأنا ابحث عن نموّ الحب.

ملاحظة: من واجب كل من يرغب بالتكرّس أن يتلو المسبحة الوردية يوميًا


التكريس الكامل ليسوع من خلال مريم

 →  السابق       البداية       التالي  ← 

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق