التكريس الكامل

اليوم الحادي عشر: التكريس الكامل ليسوع من خلال مريم

التكريس الكامل ليسوع
من خلال مريم

اليوم الحادي عشر

القراءة

الاقتداء بالمسيح – السفر 1 الفصل 25

في النشاط لإصلاح سيرتنا كلها

«رجلٌ كان في حيرة، يتقلب كثيرًا بين الخوف والرجاء؛ فإذا كان ذات مرةٍ جاثيًا في الكنيسة، يصلي أمام أحد المذابح – وقد أثقله الحزن – جعل يردد في نفسه: لو كنت أعلم هل أستمر على الثبات…
وللوقت، سمع في داخله هذا الجواب الإلهي: لو علمت ذلك، فما كنت تود أن تصنع؟ فاصنع الآن ما كنت تريد أن تصنعه حينئذٍ، فتعيش في طمأنينة كاملة».

«ففي الحال تعزى الرجل وتشدد، وفوض أمره لمشيئة الله، فزال عنه القلق والتردد؛ وكف عن فضول التقصي في الاستطلاع مستقبله، وأكب بالحري يبحث عن «مشيئة الله المرضية الكاملة»، ليبدأ وينجز كل عمل صالح».

«قال النبي: «توكّل على الرب واصنع الخير؛ أُسكن الأرض فترعى خيراتها»، أمرٌ واحدٌ يصدّ الكثيرين عن التقدم، وعن النشاط في إصلاح السيرة: كره المصاعب، أي عناء الجهاد. فإن الذين يسبقون غيرهم في الفضائل، إنما هم خصوصًا أولئك الذين يجتهدون، بشجاعةٍ أعظم، في قهر ما هو أكثر إرهاقًا ومعاكسةً لهم. فإنه حيثما يزداد قهر الإنسان لنفسه، وإماتتها بالروح، يزداد تقدمه، واستحقاقه لنعمٍ أوفر».

الصلوات

هلّم أيها الروح القدس

هلم أيها الروح القدس، وأرسل من السماء شعاع نورك.
هلم يا أبا المساكين.
هلم يا معطي المواهب.
هلم يا ضياء القلوب.

أيها المعزي الجليل، يا ساكن القلوب العذب،
أيتها الاستراحة اللذيذة، أنت في التعب راحة،
وفي الحر اعتدال، وفي البكاء تعزية.
أيها النور الطوباوي، إملأ باطن قلوب مؤمنيك،

لأنه بدون قدرتك لا شيء في الانسان
ولا شيء طاهر:
طهر ما كان دنساً، إسق ما كان يابساً،
إشف ما كان معلولاً، ليِّن ما كان صلباً،
أضرم ما كان بارداً، دبّر ما كان حائداً.

أعط مؤمنيك المتكلين عليك المواهب السبع،
امنحهم ثواب الفضيلة،
هب لهم غاية الخلاص،
أعطهم السرور الأبدي. آمين

السلام عليكِ يا نجمة البحر

السلام عليكِ يا نجمة البحر، يا أمّ الله الرؤوفة الدائمة البتوليّة، يا بابَ السماء السعيد. إقبلي هذا الكلام كما قبلتِه من فم الملاك جبرائيل، مُنّي علينا بالسلام، كسّري قيود الخبثاء، أنيري عقول الخطأة، أبعدي عنّا الشرور التي تدركنا من جميع الجهات. أمطري علينا الخيرات، أظهري ذاتكِ بأنّك أمٌّ لنا، وتوسّطي بيننا وبين ابنكِ الذي تجسّد من أجلنا.

يا عذراء لا مثيل لها، يا عذراء العذارى، خلّصينا من خطايانا لنكون وديعين وطاهرين. ولتكن بواسطتكِ، حياتنا نقيّة، وطريقنا بدون خطر. لكي نتمتّع بالفرح السماوي بمشاهدة ابنك يسوع. المجد والإكرام لله الآب، وليسوع المسيح مخلّصنا وللروح القدس. آمين.

نشيد مريم

تعظم نفسي الربّ وتبتهج روحي بالله مخلصي،
لأنه نظر إلى تواضع أمته
فها منذ الآن تطوبني جميع الأجيال،
لأن القدير صنع بي العظائم واسمه قدوس
ورحمته إلى أجيال وأجيال للذين يتقونه،

صنع عزًا بساعده وشتت المتكبّرين بأفكار قلوبِهم،
حطّ المتكبرين عن الكراسي، ورفع المتواضعين،
أشبع الجياع خيرًا والأغنياء أرسلهم فارغين،
عضد إسرائيل فتاه فذكر رحمته،
كما كلّم أباءنا لإبراهيم ونسله إلى الأبد.

المجد للآب والابن والروح القدس،
كما كان في البدء والآن، وكل أوان، وإلى دهر الداهرين. آمين.

صلاة التكريس لليوم الحادي عشر

يا مريم، عروس الروح التي تجسّد فيها الكلمة، فيكِ يُكمل الآب فعل ولادة الابن. فشغل الآب الوحيد هو ولادة الحب هذا، وعمل الخلق يفيض من شراكة حبّ الآب والابن مع حبّ الروح.

فيا مريم، أكرّس لك كل ما يصبو فيَّ الى الاتحاد بالله. أكرّس لك كل ما يتوق فيَّ الى خطوبتي وقراني الروحي بخالقي وإلهي. ففيكِ وحدك يجد جسدي العفة الكاملة التي تتطلبها حميمية كهذه، وفيك وحدك يتطهّر جسدي وروحي ويتنقّيان للعناق الإلهي. وفيكِ وحدك يكمل استسلامي فلا أخشى بعد ان آخد في قلب حياتي الحميمة عروسَ عروسِ النار التي لا عيب فيها. وفيك وحدك أيتها العلّيقة الملتهبة لا اخشى ان تلاشيني قُبَلُ ثغرِهِ.


التكريس الكامل ليسوع من خلال مريم

 →  السابق       البداية       التالي  ← 

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق