التكريس الكامل

اليوم الثاني عشر: التكريس الكامل ليسوع من خلال مريم

التكريس الكامل ليسوع
من خلال مريم

اليوم الثاني عشر

الغرض: إفراغ نفسك من روح العالم

افحص ضميرك، صلِّ، تدرب على: التخلي عن إرادتك، الإماتة، ونقاء القلب. هذا النقاء هو الشرط الذي لا غنى عنه للتأمل في الله في السماء، لرؤيته على الأرض ومعرفته بنور الإيمان. يجب استخدام الجزء الأول من التحضير في التخلص من روح العالم التي تتعارض مع روح يسوع المسيح. تتكون روح العالم أساساً من إنكار هيمنة الله السامية. إنكار يتجلى عمليًّا في الخطيئة والعصيان؛ وبالتالي فهي تعارض بشكل أساسي روح المسيح، التي هي أيضًا روح مريم.

تتجلى روح العالم من خلال شهوة الجسد، وشهوة العيون وفخر الحياة. ومن خلال عصيان قوانين الله وإساءة استخدام المخلوقات. أعمال روح العالم هي: الخطيئة في جميع أشكالها، ثم كل شيء الذي يقود الشيطان بواسطته إلى الخطيئة؛ أي الأعمال التي تجلب الخطيئة والظلام إلى العقل، والإغواء وفساد الإرادة. عظمة روح العالم هي الرونق والسحر الذي يستخدمه الشيطان لجعل الخطيئة مغرية بواسطة الأشخاص والأماكن والأشياء.

القراءة

الاقتداء بالمسيح – السفر 1 الفصل 25 (تكملة)

في النشاط لإصلاح سيرتنا كلها

«إذا رأيت ما يستحقُّ اللوم، فاحذر أن تفعل مثله. وإن كنت قد فعلته في الماضي، فاجتهد في إصلاحه بسرعة. كما أن عينك تراقب الآخرين، كذلك الآخرون أيضًا يراقبونك. ما ألذ وما أعذب رؤية إخوة ورعين، مضطرمين في العبادة، ذوي أخلاقٍ طيبة، يحافظون على القوانين!».

«ما آلم وما أثقل رؤية الذين يعيشون على غير نظام، ولا يمارسون الواجبات التي انتدبوا لها! كم يضرنا أن نهمل ما دعينا إليه، وأن نحول أفكارنا إلى أمور لم يعهد إلينا فيها!».

«تذكر ما قطعت عليه العزم، واجعل أمامك صورة المصلوب. إذا تأملت في سيرة يسوع المسيح، وجب عليك أن تخجل، لأنك، إلى الآن، لم تجتهد كثيرًا في تصوير نفسك على مثاله، وقد مضى عليك زمنٌ طويل، مذ انتهجت طريق الله».

«إن الراهب الذي يروض نفسه على التأمل، بجدٍ وتقوى، في حياة الرب وآلامه القدّوسة، ليجد بوفرةٍ، في تلك التأملات، ما هو نافعٌ وضروري له، ولا حاجة به أن يطلب، خارجًا عن يسوع، شيئًا آخر أفضل منه. آه! لو دخل قلبنا يسوع المصلوب، فما أسرع ما كان يعلمنا العلم الكافي!».

«الرجل الحار النشيط، مستعد لكل شيء. إن مقاومة الرذائل والأهواء، لأشدُّ عناءً من الكدّ في الأتعاب الجسدية. «من لا يتجنب الصغائر، يزلق شيئًا فشيئًا نحو الكبائر».
إنك لتفرح دومًا عند المساء، إذا قضيت نهارك في عمل مثمر. اسهر على نفسك، حرض نفسك، عظ نفسك؛ ومهما يكن من أمر الآخرين، فلا تهمل أنت أمور نفسك. بقدر ما تقهر نفسك، تتقدم. آمين».

الصلوات

هلّم أيها الروح القدس

هلم أيها الروح القدس، وأرسل من السماء شعاع نورك.
هلم يا أبا المساكين.
هلم يا معطي المواهب.
هلم يا ضياء القلوب.

أيها المعزي الجليل، يا ساكن القلوب العذب،
أيتها الاستراحة اللذيذة، أنت في التعب راحة،
وفي الحر اعتدال، وفي البكاء تعزية.
أيها النور الطوباوي، إملأ باطن قلوب مؤمنيك،

لأنه بدون قدرتك لا شيء في الانسان
ولا شيء طاهر:
طهر ما كان دنساً، إسق ما كان يابساً،
إشف ما كان معلولاً، ليِّن ما كان صلباً،
أضرم ما كان بارداً، دبّر ما كان حائداً.

أعط مؤمنيك المتكلين عليك المواهب السبع،
امنحهم ثواب الفضيلة،
هب لهم غاية الخلاص،
أعطهم السرور الأبدي. آمين

السلام عليكِ يا نجمة البحر

السلام عليكِ يا نجمة البحر، يا أمّ الله الرؤوفة الدائمة البتوليّة، يا بابَ السماء السعيد. إقبلي هذا الكلام كما قبلتِه من فم الملاك جبرائيل، مُنّي علينا بالسلام، كسّري قيود الخبثاء، أنيري عقول الخطأة، أبعدي عنّا الشرور التي تدركنا من جميع الجهات. أمطري علينا الخيرات، أظهري ذاتكِ بأنّك أمٌّ لنا، وتوسّطي بيننا وبين ابنكِ الذي تجسّد من أجلنا.

يا عذراء لا مثيل لها، يا عذراء العذارى، خلّصينا من خطايانا لنكون وديعين وطاهرين. ولتكن بواسطتكِ، حياتنا نقيّة، وطريقنا بدون خطر. لكي نتمتّع بالفرح السماوي بمشاهدة ابنك يسوع. المجد والإكرام لله الآب، وليسوع المسيح مخلّصنا وللروح القدس. آمين.

نشيد مريم

تعظم نفسي الربّ وتبتهج روحي بالله مخلصي،
لأنه نظر إلى تواضع أمته
فها منذ الآن تطوبني جميع الأجيال،
لأن القدير صنع بي العظائم واسمه قدوس
ورحمته إلى أجيال وأجيال للذين يتقونه،

صنع عزًا بساعده وشتت المتكبّرين بأفكار قلوبِهم،
حطّ المتكبرين عن الكراسي، ورفع المتواضعين،
أشبع الجياع خيرًا والأغنياء أرسلهم فارغين،
عضد إسرائيل فتاه فذكر رحمته،
كما كلّم أباءنا لإبراهيم ونسله إلى الأبد.

المجد للآب والابن والروح القدس،
كما كان في البدء والآن، وكل أوان، وإلى دهر الداهرين. آمين.

صلاة التكريس لليوم الثاني عشر

يا مريم، خاطئًا حبِلت بي أمّي! فهل يستطيع إنسان أن يعود إلى بطن أمه ليولد من جديد؟ ففي أحشائك يا مريم أكرّس ذاتي بكليتها منذ اللحظة الأولى للحبل بي حتى هذا اليوم، لكي يستطيع الانسان الجديد، الانسان الذي وُلد في المعمودية، أن يكبر في حرارة حبّك الطاهر.

يا مريم، بما أن جميع قوانين الطبيعة تجدّدت فيك، ففيك اريد أن أقيم لكي تفعل الشريعة الجديدة في اعضائي، ولكي يدفعني الحب البتولي إلى فعل الخير الذي أريد، وإلى رفض الشر الذي لا أريد. فأنت جميلة يا مريم بقدر ما الخطيئة بشعة، وقد أُخِذَ ملكنا بجمالك. فأنا أكرّس لك ذاتي دون تحفّظ، يا أمّ الحب الجميل، ويا مرآة طاهرة طهر الملائكة، لكي تروق نفسي المتجدّدة لله الآب والابن والروح القدس.


التكريس الكامل ليسوع من خلال مريم

 →  السابق       البداية       التالي  ← 

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق