أربعة إدعاءات ضد ظهورات العذراء في مديوغوريه , الحركة المريمية تبدء سلسلة مقالات في اللاهوت الدفاعي .
أربعة إدعاءات ضد ظهورات العذراء في مديوغوريه، الحركة المريمية تبدء سلسلة مقالات في اللاهوت الدفاعي .
إلى قرائنا الأحباء سوف نبدء بنشر سلسلة مقالات ” دفاعيّات ” عن العقيدة المسيحية وتعاليم الكنيسة وبالأخص عن العذراء مريم وعلى وجه التحديد، ضد جميع هرطقات البدع التجدديّة على انواعها وإدعاءاتهم وتعاليمهم .
المقال الأول : إدعاءات حول ظهورات العذراء في مديوغوريه – البوسنة والهرسك .
سوف نعرض الإدعاءات ومن ثم الرد . إن هذه الإدعاءات هي من الممكن أن تكون أيضا من أبناء الكنيسة الواحدة الجامعة , فلا بأس بطرح الأسئلة بهدف التعمق للوصول الى الحقيقة .
الإدّعاء الأول:
من المتّبع أنّ الكنيسة هي التي تنشر رسائل من العذراء بعد التأكّد من صحة الظهورات. ألا يُعدّ نشر رسائل مديوغوريه تعدِّ على الكنيسة؟
الجواب:
رسائل مديوغوريه تصل بشكل غير مباشر من الكنيسة نفسها، وبهذه الطريقة: ينقل الرؤاة الرسالة بلغتهم الأمّ- الكرواتية. ويؤخذ النص الى مكتب الرعية وبإشراف الكهنة الفرنسيسكان تقوم لجنة خبراء بترجمتها الى الإيطالية ومنها الى باقي لغات العالم. حتى اليوم لم يصدر عن الكرسي الرسولي والفاتيكان أي حظر على كهنة الرعيّة بخصوص نشر الرسائل. والفاتيكان ليس بنائم وبدون أي شك يراقب كل المجريات وخاصة الرسائل ليرى إن كان هناك أغلاط وتعدّيات لاهوتية.
وللمقارنة نذكر هنا رسائل المدعوة ماريا الرحمة الإلهية التي بقيت على مدى عدة سنوات تنشر رسائل تزعم انها إلهية وبعد دراسة أصدر الأسقف المحلي (الإيرلندي) قراراً بعدم صحة الظهورات والرسائل وتم رفضها قطعياً من الكنيسة ومنع المؤمنين من تداولها ونشرها.
النتيجة الواضحة هي أن الكنيسة الجامعة ليس لديها اعتراض على نشر رسائل مديوغوريه!
ومع ذلك، نشر رسائل السيدة العذراء هو ليس عمل بشري!!! فأي بشر يستطيع أن يوصل في غضون ساعات قليلة رسالة منه الى جميع أطراف العالم بأسره؟؟؟ لا يوجد! وحده التدّخل الإلهي قادر على هذا العمل!
الإدّعاء الثاني:
الكنيسة المحلية في يوغوسلافيا حذّرت من ظهورات مديوغوريه. لماذا علينا نحن أن نؤمن بصحتّها ونتابع أخبارها ورسائلها؟
الجواب:
قرار الكنيسة المحلية المعروف بقرار او بيان زادار الذي كتبه الأسقف زينيك أسقف موستار في بداية الظهورات هو تقرير سلبي ينفي وجود أحداث فوق طبيعية في مديوغوريه ويتّهم الاولاد بالجنون والكذب. هذا صحيح ! الأسقف زينيك عارض الظهورات وتجاهل كل التقارير التي رفعها اليه لجان قامت الكنيسة بتعيينها وتضم نخبة ذائعة الصيت من علماء وأطبّاء أجرت هذه اللجان الكثير من التجارب والإختبارات على الرؤاة وكانت جميعها تصرّح أن ما يحدث لا تفسير علمي له وهو فائق الطبيعة. بعض هذه التقارير نشرناها في الموقع . بالإضافة تجاهل شهادات الكثيرين عن معجزات حدثت. منها شفائية وأخرى عجائب في الطبيعة لا يمكن نكرانها، إذ وُثّقت وصوّرت بعضها.
لكن عندما رفع الأسقف زينيك تقريره الى الفاتيكان. رفضه البابا يوحنا بولس الثاني الذي لم يقتنع بمحتوى البيان وقرّر التصدّي لهذا القرار. فقام بفصل زينيك اسقف ابرشية موستار من مهامه المتعلقة بالظهورات. وتبنّت روما عملية التحقيق في صحة الظهورات وهذا سبق كنسي في غاية الأهمية. في سنة 1986 أسس الفاتيكان برئاسة الكاردينال جوزيف راتزنغر لاحقاً أصبح البابا بنديكتوس ال16 مجلس جديد يضم اساقفة كل مناطق يوغوسلافيا يخضع لمجلس العقيدة والايمان في روما. وقد أنهى التحقيق منذ ما يقارب السنتين وبقي أن يعلن مجلس العقيدة عن توصياته للبابا فرنسيس الذي وحده صاحب القرار في صحة الظهورات. إذاً قرار زادار مرفوض من الكنيسة ذاتها!!!
دليل آخر على رفض هذا القرار هو تصريحات الكاردينال فون بالثزار معلّم ومرشد البابا بنديكتوس ال16 منها رسالته التي وجّهها الى الأسقف زينيك وجاء فيها:
“كم هي رسالة حزينة التي أرسلتَها الى جميع أنحاء العالم! لقد تألمت كثيراً لرؤية وظيفة أسقف تتدهور بهذا الشكل. بدلاً من أن يكون لك الصبر كما نصحك رؤساؤك، فإنك ترعد وتلقي السهام السامّة، وتشوّه سمعة الناس المعروفين والأبرياء، الذين يستحقّون احترامك وحمايتك. لقد أصدرت اتهامات مراراً وتكراراً أُثبت عدم صحّتها مئات المرّات .”
نشرت بعض المواقع أن الفاتيكان يُحذّر من ظهورات مديوغوريه وأنه أصدر تعليمات للأبرشيات بعدم تشجيع الرعايا بالذهاب الى مديوغوريه ومنعهم بمتابعة أخبارها ورسائلها.
هذه ال “تحذيرات” المزعومة، الفاتيكان بريء منها. ولم تنشر أي من المواقع الرسمية مثل هذه الإدّعاءات الكاذبة . يجدر بالذكر أنّ ليس فقط الفرنسيسكان هم المتواجدون في مديوغوريه بل زارها ويزورها كهنة من جميع الرهبانيات وأساقفة ورؤساء أساقفة بل وحتى كاردينالات. نذكر منهم كريستوف شونبورن كاردينال النمسا ويد يمين البابا وعضو مجمع العقيدة والإيمان. زارها عدة مرات والتقى بالرؤاة واستقبلهم في أبرشيته ويشجّع باستمرار رعاياه للحجّ الى مديوغوريه. والكاردينال شونبورن واحد من آلاف الرعاة المؤيدين للظهورات.
البابا يوحنا بولس الثاني لم يخفي موقفه من مديوغوريه فقد صرّح :” لو لم اكن البابا لكنت الان في مديوغوريه, التي اصبحت كرسي اعتراف العالم”.
إلى الأب يوزو زوفكو ، كاهن الرعية في ميديوغوريه عندما بدأت الظهورات قال: “اشغل نفسك بمديوغوريه، ارعى واهتم بميديوغوريه، لا تتعب، ثابر، كن قويا، أنا معك اراقب، واتابع مديوغوريه! ”
وحتى : “مديوغورييه هي المركز الروحي للعالم” (للمونسنيور موريلو كريجر، رئيس اساقفة في البرازيل)
والكثير من كهنة الأراضي المقدّسة زاروا مديوغوريه واستقبلوا في رعيّاتهم الرائية فيتسكا عام 2013. وفي لبنان أيضاً اهتمام كبير ومتابعة مستمّرة لكل ما يحدث في مديوغوريه. فقد دُعي الرؤاة الى زيارتها فحضر منهم ماريا وإيفان الذي استقبله البطريرك الراعي في مقره في بكركي. وتقوم جمعية أصدقاء مريم بلبنان- بتوكيل مباشر من مكتب رعية مديوغوريه، بترجمة الرسائل.
ولائحة الكهنة والأساقفة حول العالم المؤيّدين والمتابعين لمديوغوريه بتكاثر مستمرّ.
الإدّعاء الثالث:
بدأت الرسائل تصل من مديوغوريه ابتداءاً من سنة 1991 بعد انفصال مديوغوريه سياسياً عن البوسنة واخترعوا الظهورات ليكسبوا الأموال من السياحة الدينية. فما حاجتنا لدعمها وتأسيس حركة تتبع روحانيتها بينما تحتاج كنائسنا الى دعمنا ؟
الجواب في هذا الإدّعاء ثلاث نقاط نجيب عليها
الأولى – رسائل السيّدة العذراء بدأت منذ بداية الظهورات. وتم توثيق نص الرسائل كلّها منذ سنة 1981. ولا علاقة للسياسة بالظهورات. فتاريخ المنطقة يشهد الصعوبة البالغة التي واجهها كل من الرؤاة والكهنة والأهالي في مديوغوريه من السلطات الشيوعية التي حكمت البلاد في فترة بدء الظهورات وتلتها الحرب مع الصرب والبوسنة.
الثانية – أهالي مديوغوريه لم يستغلوا الدين لترويج السياحة! أغلب المستثمرين في مديوغوريه هم من الأجانب وقاموا ببناء الفنادق وغيرها لإستيعاب ملايين الحجّاج سنوياً. يجدر بالذكر ويشهد على ذلك كل من زار القرية أن سكانها الأصليون ما زالوا يحافظون بأغلبيتهم على بساطة عيشهم وفقرهم. وبالرغم من ذلك ما زالوا حتى اليوم يستقبلون الحجّاج في بيوتهم المتواضعة. وكذلك الرؤاة لم يقبل أي منهم مساعدة أو تبرّع بل يقومون بالإدلاء بشهادتهم دون أي مقابل وفي كل مكان يُطلب منهم ذلك.
الثالثة – جميع الحركات المريمية هدفها واحد: تمجيد الله والعمل على مساعدة مريم بخلاص النفوس. لأنه بمريم ابتدأ الخلاص وبمريم ينبغي أن يتمّ (القديس لويس غرينيون دي مونفور). واتّباع روحانية مديوغوريه الغنيّة بالصلوات والعبادات الليتورجية الكنسية انما هي ما تشجّع عليه الكنيسة. في الحقيقة هذه الروحانية تنتشر في كنائسنا وتُغنيها. فأينما تُقام يُلاحظ ازدياد في عدد الحضور والمشاركة في قداديس والنشاطات الدينية في رعايانا.
الإدّعاء الرابع
تعليمات الكنيسة تمنع ترتيب رحل حج عن طريق خدام سلك الكهنوت بجميع مراتبهم ومستوجب الطاعة لتعليمات مجمع العقيدة الصادر من الفاتيكان والذي نُشر في مواقع كنسية.
الجواب:
لا يوجد اي تعليمات تمنع كهنة او غيرهم من ترتيب رحلات حج.
هنا نرغب بلفت النظر لأمر في غاية الأهمية وهو أن مجمع العقيدة والإيمان حتى كتابة هذه السطور لم يصدر منه أي كلمة بخصوص مديوغوريه. ولا نعلم حتى اذا ما بدأ المجمع في تداولاته بشأنها!
أما المواقع التي تنشر مثل هذه الأكاذيب، نقول بئس المواقع وبئس المصادر. فالمصدر الوحيد لقرارات الفاتيكان وأي حقائق أخرى تصدر عن الكرسي البابوي او مجمع العقيدة والإيمان، هو المتحدّث باسم الفاتيكان الأب فريدريك لومباردي. وأي مصدر آخر هو مشكوك بأمره.
والأب لومباردي لم يصرّح حتى اليوم بأي تصريح ضد مديوغوريه !
أبسط الشروط حتى تكون الظهورات إلهية هي أن تنسجم مع تقليد الكنيسة شكلاً ومحتوى. وعلى مدى 35 سنة لم تجد الكنيسة اي تناقض بين رسائل مديوغوريه والإنجيل المقدس وتعاليم الكنيسة! هل تعتقدون لو وُجد هناك تناقض واحد بينها أنّ الكنيسة ستبقى صامتة؟؟؟؟ تاريخ الكنيسة مليء بقرارات تكذّب ظهورات مزعومة (ذكرنا ماريا الرحمة الإلهية كمثال على ذلك). هل تستطيع ظهورات غير إلهية أن تصمد دون خطأ واحد مدّة 35 سنة؟؟
ربنا يبارك خدمتكم . وأريد ان اسأل اذا يوجد نفس المنشور عن الرد على ظهورات العذراء في ميديغوريا في اللغه الانجليزية لو سمحتم ؟. وشكرا
لا يوجد هذا الرد إلا هنا وباللغة العربية فقط. لأنّه خاص بموقع الحركة
سيدتي يا أم النور يا كلية القدرة والقداسة باركي كل المؤمنين بك وباركي الخاطئين وإشفي المرضي فأنت مظهر الوجود الحق