أخبارظهورات مريمية

في زمن الصوم هذا، استمعوا إلى أمّكم!

مقطتفات من رسائل العذراء حول العالم

في زمن الصوم هذا، استمعوا إلى أمّكم!

طوال طفولته وصباه، كان يسوع يستمع إلى إمّه مريم. يخبرنا إنجيل لوقا أنه عندما وجداه مريم ويوسف في الهيكل يسمع معلّمي الشريعة ويسألهم، عاد معهما إلى الناصرة وكان خاضعًا لهما يسمع لهما ويطيعهما وكان ينمو في الحكمة والقامة والنعمة.

مريم هي أيضًا أمّنا. وهي تعلّمنا. مثلما كان يسوع يستمع إليها ويطيعها، نحن أيضًا علينا أن نصغي إليها ونطيعها. من خلال العديد من الظهورات، تحدّثت السيّدة العذراء إلى الرؤاة وقدّمت نصائحها ومشورتها الأمومية، ليس فقط لهم ولكن للعالم لأسره. الرسائل التي أعطتها مريم موجّهة إلى جميع البشر.

من الجميل أن نتأمّل خلال هذا الزمن المبارك، ببعض رسائل السيّدة العذراء. ففي كل ظهور كان لها رسالة محدّدة قد تتكرّر خلال الظهورات المختلفة إلحاحًا منها، وذلك يدل على خطورة وأهمية الرسالة.

فيما يلي مقطتفات من رسائل العذراء حول العالم

غوادالوبي

ظهرت عذراء غوادالوبي للقدّيس خوان دييغو في ديسمبر 1531. وأخبرته أنها والدة الإله الحقيقي والحيّ. وأمرته في الذهاب إلى الأسقف ويطلب بناء كنيسة إكرامًا لها.
“أنا أمّ الرحمة، أنا أمّكم جميعاً، أنا أمّ البشر، أمّ جميع الذين يحبّونني ويلجأون إليّ بثقةٍ بَنويّة… سأستمع إلى طلباتهم وأمسح دموعهم وأخفّف آلامهم وأوجاعهم وأسدّ احتياجاتهم”.

لوس، فرنسا 

في سلسلة الظهورات هذه، التي تلقّتها بنوات رنكوريل على مدى عدّة قرون (1664-1718)، تُكرّم مريم تحت لقب العذراء ملجأ الخطأة. كانت رسائلها تركّز على اهتداء الحياة، مؤكّدة على واجب احترام اسم الله. حصلت هذه الظهورات على موافقة الكنيسة في 5 مايو 2008.

رو دي باك، فرنسا 

ظهورات العذراء سيّدة الأيقونة العجائبية للقدّيسة كاثرين لابوريه عام 1830.
خلال هذه الظهورات طلبت سيّدتنا صنع أيقونة تحمل عبارة : يا مريم التي حُبل بها بلا دنس الخطيئة، صلّي لأجلنا.

لا ساليت، فرنسا 

في جبال فرنسا سنة 1847، ظهرت السيّدة العذراء لطفلين هما مكسيمان وميلاني وبكت على خطايا الناس، ومخالفتهم شريعة الله، وقد قالت للولدين: “إنَّ ما يؤلم قلب إبني، هو العمل يوم الأحد، والتجديف على إسم الربّ.
“لقد دنا يوم الإنتقام بعد أن طفح كيل الخطايا! لا يوجد شخص يستحقّ أن يطلب الرحمة والغفران للشعب، لا توجد نفس كريمة وشخص جدير أن يقدم الضحية (أي المسيح) التي هي بدون عيب للأب الأزلي على نية العالم. سيضرب الله البشر بطريقة لا مثيل لها.

الويل لسكان الأرض، لقد إستعر غضب الله، ولا أحد يقدر أن يبعد عنه هذه الكأس. عند الضربة الأولى لسيفه القاطع، تهتز الجبال والطبيعة بأسرها خوفاً، لأنَّ جرائم البشر وخطاياهم هزت عرش السماوات.
حصلت هذه الظهورات على موافقة الكنيسة في 16 نوفمبر من عام 1851

لورد، فرنسا

في 11 شباط 1858 ظهرت مريم العذراء لفتاة عمرها 14 عاماً اسمها برناديت في قرية لورد التي تقع في جنوب فرنسا.

سألتها برناديت: من أنتِ أيتها السيدة؟ أجابتها العذراء: أنا التي حُبل بها بلا دنس، تأكيداً لعقيدة الحبل بلا دنس التي أعلنها قداسة البابا بيوس التاسع قبل أربع سنوات.
رسالة العذراء
كان للعذراء رسالة تريد أن توصلها للمؤمنين وهي :
– التوبة والرجوع إلى الله .
– الصلاة والإماتة والتقشف من أجل عودة الخطاة .
كما تفجّر نبع من صخرة المغارة لا تزال مياهه تمنح الشفاء العجائبي لمئات الأشخاص كل عام.

فاطيما، البرتغال

خلال سلسلة ظهورتها في فاطيما عام 1917 كشفت السيّدة العذراءثلاثة أسرار لثلاثة أطفال رعاة هم فرانشيسكو وجاسينتا ولوسيا وطلبت تلاوة الوردية المقدّسة كل يوم من أجل السلام في العالم.

ثماني سنوات بعد ظهورات فاطيما، أسّست العذراء عبادة الخمس سبوت:

في العاشر من كانون الاول من عام 1925، ظهرت القديسة مريم للوسيا في بونتيفيدرا، مع طفلها يسوع في سحابةٍ من نور، وقال يسوع: “استمدّي الرحمة من قلب امك المقدسة، المحاط بالأشواك التي تعبّر عن الناس غير الشاكرين الذين ما يزالوا يطعنون قلبها، ويستمرون في عمل ذلك دون أن يزيل أي أحد منهم الأشواك عن طريق العودة الى الله”. ثم قالت السيدة العذراء: “ابنتي، انظري الى قلبي المحاط بالأشواك التي وخزني بها الناس غير الشاكرين بلغتهم المجدفة ونكرانهم للجميل، هل تستطيعين إراحتي وتجعليهم يعلمون بأن كل من حضر القداس في أول يوم سبت من كل شهر لمدى خمسة أشهر متتالية، واعترف وتناول القربان المقدس، وصلى الوردية، وقام بتخصيص دقائق ليتفكر بأسرار الوردية سيعوض وسأهبه الرحمة التي هو بحاجة إليها ساعة موته.

مديوغوريه، البوسنة والهرسك

عرّفت السيّدة العذراء عن نفسها: “أنا ملكة السلام والمصالحة”. وقالت في بداية ظهوراتها: “لقد جئتُ أدعوا العالم إلى التوبة لآخر مرّة. وبعدها لن أظهر على الأرض”.

أولادي الأحبّة، إفهموا أن الله اختار كل واحد منكم ليستخدمه في مخطّط كبير لخلاص البشرية. لا يسعكم أن تدركوا أهميّة دوركم في مخطّط الله. لذلك، صلّوا أولادي الأحبّة، صلّوا لتدركوا المخطّط الذي رسمه الله لكم. وأنا معكم لأتيح لكم تحقيقه كاملًا”.

“أولادي الأحبّة، لو كنتم تعلمون مدى حبّي لكم، لبَكَتْ قلوبكم. إن جاءكم من يسأل شيئاً، أعطوه إياه. وأنا أيضاً أقف بأبواب قلوب كثيرة ولا تفتح لي”.

“أنتم لا تفهمون هذه النعمة الآن، ولكن سيأتي وقتٌ تبكون فيه على هذه الرسائل. لذلك، أولادي الصغار، عيشوا جميع الأقوال التي أعطيتكم إياها طوال وقت النعمة هذا، وجدّدوا الصلاة إلى أن تصبحَ فرحاً لكم”.

أمستردام، النمسا

لا تختلف ظهورات العذراء سيّدة جميع الشعوب عن باقي الظهورات المريمية في محتواها ورسائلها. هناك في أمستردام أعطت صلاة وطلبت تلاوتها يوميًّا أمام الصليب:

أيُّها الرَّبُّ يسوعُ المسيح. يا ابنَ الآب، أرسِل الآنَ روحَكَ على الأرض. أَسكِن الرّوح القُدُسِ في قُلوبِ جميع الشُّعوب، لكَي يُحفَظوا منَ الفَسَادِ والكوارثِ والحروبِ. لِتَكُن سيّدةُ جميعِ الشُّعوب، الطوباويّةُ مريمُ العذراء، مُحامِيَةً لنا، آمين.

“يجب العودة إلى الصليب وغرسه في الوسط. يجب إنقاذ شُعلة الإيمان عند الشباب، يجب إشعال الإيمان من جديد”.

“إنه لأمر بسيط وصغير، ليتلُ كل واحد هذه الصلاة أمام صليبه الخاص، ومن لا يملك صليباً، فليتلُ الصلاة في قلبه. لهذا أتيت، لأخلص النفوس، فليساهم الجميع في هذا العمل”.

أكيتا، اليابان

في أكيتا حيث بكى تمثال العذراء الخشبي لسيّدة جميع الشعوب، أعطت الأم السماوية رسائل خطيرة، قالت في إحداها:

“الكثير من الناس يحزنون الرّب ! على النفوس أن تعزّيه لتخفّف غضب الآب السماوي. أرغب مع ابني أن تعوّض النفوس من خلال المعاناة والفقر لإصلاح الخطايا ونكران الجميل. لذلك سيعرف العالم غضبه، ويعدُ الآب السماوي ليرسل عقاباً عظيماً على كل الجنس البشري. لقد تدخّلت مرّاتٍ كثيرةٍ لتهدئة غضبه، ومَنعت حدوث الكوارث بتقديم آلام الابن على الصليب ودمه الثمين كما قدّمت نفوسًا محبوبةً تعزّي الآب السماوي تلك التي تشكّل جماعة نفوسٍ مُضحّية. الصلاة والتوبة والتضحيات الشجاعة يمكن أن تهدّئ غضبه!”

“إن لم تتب البشريّة وتصلح ذاتها فسيوجّه الآب عقابًا مُريعًا على كل البشرية، وسيكونُ عقابًا أعظم مِن الفيضان، عقابًا لم يره الإنسان مِن قبل ، فستسقط نارًا من السّماء وتبيدُ جزءًا عظيمًا مِن البشرية، الصالح مع الشريرالكاهن مع الأمين ! وسيجدُ النّاجيين أنفسهم في عزلةٍ يتمنّون فيها الموت. وسيكون السلاح الوحيد الذي سيبقى لكم هو المسبحة الورديّة والعلامة التي تركها الابن (علامة الصليب). 

 كيبيهو، رواندا

أخيرًا فلنستمع إلى ما تقوله لنا السيّدة العذراء، سيدة الأوجاع في ظهورات كيبيهو – أفريقيا (1982-1989)

لقد تمرّد العالم على الله.. عليكم أن تتوبوا وتستغفروا! إنّ نعمة الإرتداد تُنال بتأمّل آلام المخلّص، وآلام أمّه.
أكلّمكم
ولا تسمعون! أريد أن أنهضكم، ولكنكم تظلّون طريحي الحضيض. أدعوكم ولكنكم تصمّون آذانكم.
متى ستلبّون دعوتي؟  إنكم لا تبالون بأي من نداءاتي!

 “ليس هناك الكثير من الوقت للإعداد ليوم الدينونة.الذين يعملون الخير سيذهبون الى السماء. إذا فعلوا الشرّ، سوف يدينون أنفسهم بلا رجاء في الرجوع. لا تُضيّعوا الوقت عن فعل الخير والصلاة. ليس هناك الكثير من الوقت ويسوع قادم.

ما أحوجنا في مشوار الصوم الأربعيني هذا في أن نلتقي بالسيّدة العذراء ونستمع إلى كلماتها. هذه الأمّ السماوية تمنحنا أفضل النصائح. دعونا نستمع إليها ونعيشها في حيانتا.                                       

صلاة:

ساعدينا، يا أمّنا مريم، خلال مسيرة الصوم الأربعيني هذا، أن نستمع إلى كلماتك ومشورتك الأمومية، وبذلك ندرك مدى حبّك لنا ورغبتك في ما هو الأفضل لخلاصنا. آمين

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق