دراسة وتحقيقرسائل العذراء في مديوغوريه

عندما تحذّر السيدة العذراء من إبليس !

ذكرت السيدة العذراء إبليس في رسائلها تقريبًا مئة مرّة، محذّرة من قوّته ومخطّطاته لهدم السلام وهجومه الشرس على الكنيسة الكاثوليكية، وكيف أنه يرغب بالسيطرة على القلوب. وتقول انه بجانب كل واحة توجد صحراء حيث يتربّص إبليس لإغراء وإغواء كل واحد منا، وأيضاً انه في الصلاة نحن قادرون على التغلّب على كل تأثير.

لكن هل تؤخذ دائماً تحذيرات العذراء على محمل الجد؟ لا يبدو الأمر كذلك. بعد عشر سنوات من بدء ظهوراتها في مديوغورييه اندلعت الحرب في البوسنة والهرسك والتي استمرّت أربع سنوات .

اذا نظرنا الى الوراء في رسائل العذراء، منذ ان بدأت تعطي رسالتها الشهرية الى ماريا عام 1984، نستطيع ان نرى بوضوح ازدياد تحذيراتها من إبليس حتى الوصول الى حرب البوسنة في نيسان 1992.هناك 45 رسالة في تلك الفترة تحذّر السيدة العذراء من نشاط ابليس، و11 رسالة اخرى خلال الحرب من نيسان 1992 وحتى كانون اول 1995.  منذ ذلك الحين وحتى عام 2009 توقّفت السيدة العذراء عن تحذيراتها . يبدو واضحا جداً ان تحذيراتها في ذلك الوقت لم تلقَ آذاناً صاغية كما رغبت. في فاطيما، أعطت السيدة  العذراء العالم تحذيراً محدداً، أنه إذا لم يتوقّف الناس عن الإساءة إلى الله، حرب أسوأ (من الحرب العالمية الأولى) ستندلع خلال حبرية البابا بيوس الحادي عشر. بدأت الحرب العالمية الثانية في عام 1939 واستمرت لمدة ست سنوات حتى عام 1945. وتشير التقديرات إلى أن نحو 75 مليون شخص لقوا حتفهم في الحرب.

في مديوغورييه، لم تعطي العذراء أي إشارة مباشرة إلى منطقة معينة أو تاريخ، فقط تحذيرات مستمرة من قوة الشيطان التي يمكن التغلب عليها من خلال الصلاة والصوم.  ولتُذكّرنا جميعا من الخطر الدائم والتهديد المتواصل للحرب، قدمت لنا رسالتين في بداية الألفية الجديدة، في عامي 2001 و 2003، والذي قالت فيها: “أكرر لكم: فقط من خلال الصلاة والصوم يمكن أن تتوقف الحروب”. اعطت هذه الرسالة نفسها في أبريل 1992، في الشهر الذي اندلعت فيه الحرب في البوسنة والهرسك.

اللائحة أعلاه تُظهر الأشهر التي فيها ذكرت السيدة العذراء بالتحديد إبليس في رسائلها (باللون الأحمر). تراكمت وتيرة هذه الرسائل في فترة حرب البوسنة (الرمادي) بشكل غير موجود في باقي رسائلها. اتّضح الأمر بعد فوات الأوان.

منذ عام 2010 عادت السيدة العذراء الى تحذيراتها من إبليس بعد توقّف تام تقريباً لمدة 15 عاماً. بدءاً من 2010 هناك 16 رسالة تحتوي على تحذير من مخطّطات الشيطان .هذه بعضها:

“لا تسمحوا لإبليس بفتح دروب ومسارات للسعادة الدنيوية، دروب لا يوجد فيها ابني”. (2/8/2010)

“إبليس لا ينام، فهو من خلال الحداثة والعولمة يحوّلكم ويقودكم إلى طريقه”.(25/5/2010)

“كأفراد، أولادي، لا يمكنكم ان توقفوا الشرير الذي يريد أن يبدأ في حكم في هذا العالم وتدميره. ولكن، وفقا لإرادة الله، كلّكم سويّة، مع ابني، يمكنكم تغيير كل شيء، وشفاء العالم”.(2/8/2011)

اليوم أدعوكم للصلاة والصوم على نواياي لأن إبليس يرغب بتدمير مخطّطي. (25/8/2011)

اليوم أيضاً أدعوكم إلى الصلاة، خاصة اليوم حيث أن الشيطان يريد الحرب والكره. (2/3/2012)

بحب أمومي أتوسل اليكم أن تهدوني قلوبكم، حتى أتمكن من تقديمها لإبني كي يحرركم – يحرركم من استعباد الشرير.(2/7/2013)

صلّوا من أجل نواياي، لأنّ إبليس يريد أن يدمّر مخطّطتي الذي لديّ هنا وأن يسلب سلامكم.(25/8/2014).

في رسالتها الأولى لماريا في 25/1/2015 تقول العذراء:” الآن، يودّ إبليس أكثر من أي وقت مضى أن يخنق الانسان وروحه برياحه المعدية من الكراهية والاضطراب.” وفي رسالتها في 25/3/2015 أتت على ذكر إبليس مرتين :” انتم ، أولادي الصغار ، صلّوا وحاربوا ضد التجارب وكل مخطّطات الشر التي يقدّمها لكم إبليس من خلال العصرنة. كونوا أقوياء في الصلاة ، والصليب في ايديكم،  صلّوا كي لا يستخدمكم ابليس وان لا يستولي وينتصر فيكم”.

تقول السيدة العذراء أن مديوغورييه هي علامة للجميع ودعوة للصلاة ولعيش زمن النعمة التي يعطينا إياه الله ، وأننا يجب أن نقبل هذه الدعوة للصلاة بكل جدية. رسائل مديوغورييه هي أيضا علامة للعالم بأننا عندما لا نصغي للدعوة إلى السلام من خلال الصلاة، عندها يُحقّق الشيطان رغبته في خلق حرب في قلوب الكثيرين وغالباً ما تكون هناك عواقب وخيمة..

“أولادي الأحبّة ، اليوم أدعوكم، كما لم أدعكم من قبل، للصّلاة من أجل السّلام، السّلام في قلوبكم وفي عائلاتكم وفي العالم بأسره. إبليس يريد الحرب، يريد ان ينعدم السلام، يريد ان يهدم كل ما هو صالح. لذلك أولادي ، صلّوا، صلّوا، صلّوا!” (رسالة 25/3/1993)

في النظر الى الطريق التي يسير فيها العالم اليوم، لا يسعنا ان لا نفكر، هل تجد السيدة العذراء اليوم آذاناً صاغية، وهل سيصحو العالم قبل فوات الآوان؟

من هنا أيضا نستطيع الحصول على فهم أفضل لخطورة ما تبقى من رسائلها، وربما مزيد من التقدير للأسباب التي دفعت السيدة العذراء أن تبقى معنا كل هذه الفترة الطويلة. لذلك، هذه الفترة من النعمة التي كثيرا ما تشير اليها العذراء في رسائلها هي بالتأكيد ذات أهمية كبرى للعالم. انها ليست معنا طوال اربع وثلاثين عاماً دون سبب أو لأنها في إجازة. انها معنا بطريقة لم يشهدها التاريخ، كي تحثّنا وتشجّعنا على الإستجابة لدعوتها ذات الأهمية القصوى – الدعوة للخلاص.

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق