ردود على اتّهامات البروتستانت حول اللاهوت المريمي في الكنيسة الكاثوليكية
اللاهوت المريمي هو أحد أكثر المواضيع الكاثوليكية إثارة للجدل بالنسبة للبروتستانت، وللأسف غالباً ما يساء فهمه.
فيما يلي 5 اعتقادات خاطئة الأكثر شيوعاً حول اللاهوت المريمي وتكريم والدة الإله في الكنيسة الكاثوليكية.
الإعتقاد الأول: الكاثوليك يعبدون مريم
الحقيقة: هذا الإتّهام أبعد ما يكون عن الحقيقة، إلّا أنه لا يزال تهمة شائعة اخترعها البروتستانت. في الواقع يؤمن الكاثوليك أنّ مريم هي مخلوق، مسيحيّة مثلنا، ومفديّة بنعمة المسيح مثل جميعنا.
في حال كان هناك شك حول الموضوع، جاء المجمع الفاتيكاني الثاني في الفصل 8 من دستور عقائدي في الكنيسة – Lumen Gentium – نور الامم
وصرّح بوضوح فيما يتعلّق بمريم: “لا يمكن لخليقةٍ أبداً، أن تُوضع على قدم المساواة مع الكلمة المتأنِّس والمخلص. ولكن كما أنه في كهنوتِ المسيح يشتركُ تحت أشكالٍ شتّى الخَدَمَةُ والشعب المؤمن، وكما أنَّ صلاحَ الله الواحد يفيض فعلاً على الخلائق بأنواعٍ مختلفة، كذلك وساطة المُخلِّص الفريدة لا تمنع، بل بالأحرى تَحثُّ الخلائق على التعاون المتنوِّع المشترَك، النابع من مصدرٍ واحد. وإنَّ الكنيسةَ لتعترف دون تردُّدٍ بمثلِ هذا الدور الذي تقوم به مريم مرتبطةً بإبنها، وإنها لا تبرح تختبره، كما أنها لتنصح قلوب المؤمنين، حتى إذا ما ساعدهم هذا العون الأمومي، أن يتمسَّكوا تمسكاً أوثق بالوسيط المخلِّص.(فقرة 62 من الفصل 8)
الإعتقاد الثاني: يؤمن الكاثوليك أن مريم لا تحتاج الى مخلّص
الحقيقة: يؤمن الكاثوليك أنّ مريم مفديّة بنعمة يسوع المسيح مثل أي إنسان آخر. البروتستانت او اي شخص آخر يعتقد خلاف ذلك يكون قد خلط الأمر مع عقيدة الحبل بلا دنس.
عقيدة الحبل بلا دنس تقول “إن الطوباوية مريم العذراء حفظت معصومة من كل دنس الخطيئة الأصلية منذ اللحظة الأولى من الحبل بها، وذلك بامتياز ونعمة خاصة من الله القدير بالنظر إلى استحقاقات يسوع المسيح فادي الجنس البشري”
” العصمة من الخطيئة الأصلية كانت لمريم هبة من الله وتدبيراً استثنائياً لم يعط إلا لها، ومن هنا تظهر العلة الفاعلة للحبل بمريم البريء، فهي من الله القدير، وتظهر أيضاً العلة الاستحقاقية بيسوع المسيح الفادى، و النتيجة هى أن مريم كانت بحاجة إلى الفداء وقد افتديت فعلاً، فهي كانت نتيجة لأصلها الطبيعي، لضرورة الخطيئة الأصلية، مثل أبناء آدم جميعاً إلا أنها بتدخل خاص من الله قد وقيت من دنس الخطيئة الأصلية، وهكذا افتديت بنعمة المسيح لكن بصورة أكمل من سائر البشر وكانت العلة الغائية القريبة للحبل بمريم البريء من الدنس هي أمومتها الإلهية”.
إذن مريم كانت محتاجة إلى الفداء وافتديت ولكن بطريقة سامية “فقد فداها المسيح إذن ولكن بطريقة الوقاية، المناعة”
وبعبارة أخرى، فإن حقيقة ولادتها دون الخطيئة الأصلية، وبعد ذلك لم ترتكب خطيئة، حدث بسبب نعمة مجّانية من يسوع المسيح. وهكذا، في الكتاب المقدس، مريم تنشد بكل صدق “تبتهج روحي بالله مخلصي” (لوقا 1.47)
الإعتقاد الثالث: اللاهوت المريمي الكاثوليكي يتعارض مع الكتاب المقدّس
الحقيقة: الكتاب المقدّس ليس فقط لا يتعارض مع اللاهوت المريمي وحسب بل يدعمه ويؤكّده. هناك الكثير الذي يمكن أن يقال لكن نذكر بعض الأمثلة:
فيما يتعلّق ببتولية مريم الدائمة: الكتاب المقدّس لا يقول أن لمريم كان أولاد آخرين، عبارة “إخوة وأخوات يسوع” تُفهم (حتى من قبل البروتستانت) بأنّها مجرّد إشارة الى أقارب يسوع. ولدعم العقيدة، فسّر اللاهوتيون منذ العصور الأولى للكنيسة ارتباك مريم حول كيفيّة حبلها بيسوع، بالرغم من أنها على وشك الزواج من يوسف، كمؤشّر على أنّها قد اتّخذت نذر البتولية.
وفيما يتعلّق بالسلام عليك يا مريم: يعلّمنا الكتاب المقدّس بوجوب الصلاة من أجل بعضنا البعض (وهذا ما يتضمّنه السلام الملائكي : “صلّي لأجلنا نحن الخطأة، الآن وفي ساعة موتنا”). والأسطر الأولى من الصلاة هي ببساطة من الكتاب المقدّس: تحيّة الملاك جبرائيل “السلام عليك يا مريم، يا ممتلئة نعمة، الرب معك”. وما يليها هو كلمات القديسة اليصابات نسيبة مريم “مباركة أنت في النساء ومباركة ثمرة بطنك يسوع” (لوقا 1)
الإعتقاد الرابع: اللاهوت المريمي هو فساد في الإيمان من العصور الوسطى
الحقيقة: في الواقع كان المسيحيّون الأوائل مهتمّين بشكل مكثّف بدور مريم الفريد في تاريخ الخلاص. اللاهوت المريمي مثل جميع المجالات اللاهوتية الأخرى، تطوّر ونضج على مر الزمن، قد يفاجأ البروتستانت مما قد يجدونه، إن قرأوا عن آباء الكنيسة الآوائل ونظرتهم العميقة عن مريم وكونها “حوّاء الجديدة”.
الإعتقاد الخامس: مريم تحجب يسوع
الحقيقة: في الواقع الحقيقة هي العكس تماماً: حياة مريم بأكملها تتّجه نحو الله وتكرّم يسوع.
في الكتاب المقدّس بعد أن امتلأت أليصابات من الروح القدس، كرّمت مريم عند رؤيتها قائلة: «مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك! فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلي؟» (لوقا 42،1-43)
أمّا مريم فقامت على الفور بتحويل كل المجد لله : «تعظم نفسي الرب، وتبتهج روحي بالله مخلصي، لأنه نظر إلى اتضاع أمته».(لوقا 46،1-48)
هل يحجب الكتاب المقدس يسوع عندما يروي قصص المؤمنين؟ بالطبع لا: تذكّر حياة الرجال والنساء القدّيسين الذين خدموا الله بواسطة نعمة يسوع المسيح وتكريمهم، هو في النهاية وسيلة لتكريم الله. نفس الشيء ينطبق بشكل خاص على مريم، التي هي أفضل وأكمل مثال على الإيمان وأم ربّنا يسوع المسيح.
في النهاية أوّد أن أوجّه سؤال الى جميع الإخوة البروتستانت وغيرهم ممن يرفضون تكريم مريم، ولا يعترفون بمكانتها عند ابنها الرب يسوع ولا بدورها في خلاصهم وخلاص البشريّة جمعاء:
ماذا يكون شعورك إذا قام أحدهم بإهانة أمّك والإستهانة علانيّة بكرامتها، وهل ستسكت أم ستدافع عنها وتستردّ لأمّك كرامتها؟ فكيف تعتقد سيتصرّف يسوع؟ أم هل انت إذاً تكرّم والدتك أفضل من يسوع؟ إذا كنّا نحن البشر نكرّم أمّهاتنا فوق جميع الناس، ولا نرضى أن يمسّ كرامتهن أحد، فكيف برأيك يكون موقف الرب يسوع ممّن يحتقرون أمّه ويرفضونها؟ هل تعتقد أن أمّك تستحقّ الإكرام أكثر من أمّ يسوع؟
يــــا مـــريـــــم، يــــا والـــدة الإلــــه، صــلـّـــي لأجـــلـــنـــا نــــحـــن الـــخــطـــأة
thank you , god bless you
هذا التعليم صحيح مائة فى المائة شكرا
اومن ان الرب يسوع يحب من يكرم امه مريم العذراء ان كان الرب كرم امه
على من يقول اننا نعبد العذراء نعم بعد الله والابن والروح القدس لانها ام الرب