أخباردراسة وتحقيق

هل المسيحية في خطر؟ الجواب في دراسات وإحصاءات حديثة قد تصدمك

دراسات وإحصاءات حديثة موثوقة!

الفكرة التي يبيعنا إياها الإعلام أنّ العالم يتّجه نحو العلمانية هي أبعد ما يكون عن الحقيقة!

في أوروبا نعم! العلمانية تسيطر! الصحافة التقليدية والمسيحية أيضًا راضية أن تكرّر وتعمّم كأنّ العلمانية تجتاح العالم بأسره.
لكن الحقائق تشير إلى عكس ذلك.
فمثلًا من بين كل عشرة أطفال يولدون في العالم، يولد تسعة أطفال في أسر تُعلن أنها متدينة، سواء كانت أُسر مسيحية أم مسلمة.
في حين أن “التقدميين” والمشجعين العلمانيين ينجبون عددًا أقل من الأطفال.
في هذه المقالة نأتي بتحليل اثنين من أشهر علماء الاجتماع خبراء مختصّين في الدين.

1- أصدر مركز دراسات المسيحية العالمية في جنوب هاملتون، ماساتشوستس، المركز الأكثر موثوقية في العالم للإحصاءات الدينية، بقيادة تود م. جونسون تقريره الذي طال انتظاره بعنوان “المسيحية في سياقها العالمي، 1970-2020”.

يمكن تلخيص النتيجة الأساسية لهذا البحث الشامل في جملة واحدة: العالم أصبح ليس أقل، ولكن أكثر تديناً، بشكل خاص عدد المسيحيين والكاثوليك في ازدياد، لكن هذه الزيادة تعتمد بالغالب على إفريقيا وآسيا، بينما تبقى الأمريكتان مستقرتان وأوروبا تصبح أقل تديناً وأقل مسيحية وأقل كاثوليكية ( ذلك صحيح في أوروبا الغربية فقط أما الشرقية فالمسيحية تزدهر مثل بولندا، كرواتيا، البوسنة والهرسك، أوكرانيا، روسيا وغيرهم).

الأسر الدينية لديها أطفال أكثر

إزداد عدد الأشخاص الذين يعلنون أنهم متدينون في العالم من 82٪ في عام 1970 إلى 88٪ في عام 2013 ، وسيبلغ عددهم حوالي 90٪ في عام 2020.

يرجع هذا الإزدياد إلى سقوط الإمبراطورية السوفيتية وفقدان مصداقية الشيوعية وتطور الدين في الصين، وهو ما لا يمكن لنظام الحكم في الصين أن يوقفه.

لكنه يعتمد أيضا على العوامل الديموغرافية.

تقدم المسيحية

سوف يصبح العالم مسيحيًا أكثر، وفي الوقت نفسه إسلاميًا أكثر .

في عام 1970، شكّل المسيحيون والمسلمون معا 48٪ من سكان العالم في عام 2020 سيكون 57.2 ٪.

سيصل المسيحيون إلى 33.3 ٪ في عام 2020 والمسلمون 23.9٪ .
واحد من بين كل ثلاثة سكان الأرض مسيحي وحوالي واحد من كل أربعة هو مسلم.
في عام 1970، كان 41.3 ٪ فقط من المسيحيين يعيشون في جنوب العالم – آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية – وفي عام 2020 ستكون نسبتهم 64.7 ٪.

في إفريقيا، حيث كانت الغالبية مسلمة إنقلب الحال منذ سنوات قليلة، وسيكون المسيحيون في عام 2020 حوالي 50٪ أي الأغلبية المطلقة في القارة السوداء.

في آسيا وإفريقيا، تنمو المسيحية بمعدل ضعف نمو السكان، وهذا ينطبق أيضًا على الكنيسة الكاثوليكية في أمريكا اللاتينية التي – بعكس الإشاعة واسعة النطاق – تشهد انخفاضًا عند الطوائف البروتستانتية، وأيضا في عدد الأشخاص الذين لا يحضرون أي كنيسة.

أوروبا هي القارة الشاذة

أولئك الذين لا يتبعون أي كنيسة هم بالفعل الأغلبية في أوروبا الغربية، وفي عام 2020 سيكونون ثلثي السكان.

لا تزال الولايات المتحدة أول بلد في العالم من حيث عدد الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم مسيحيين، ولكنها انخفضت من 90.9٪ في عام 1970 إلى 80.1٪ اليوم ومن المتوقع أن تنخفض إلى 78.1٪ في عام 2020

في عام 2020، ستكون الولايات المتحدة هي الدولة “الغربية” الوحيدة من بين العشرة الأوائل التي تضم أكبر عدد من المسيحيين، وهي قائمة كانت تضم إيطاليا وإسبانيا في عام 1970، لكن اليوم يلي الولايات المتحدة، البرازيل، الصين، المكسيك، روسيا، الفليبين، نيجيريا، الكونغو، الهند وإثيوبيا.

2- في دراسة ثانية، يشرح البروفيسور في جامعة بايلور، رودني ستارك، أحد رواد علم الإجتماع الديني في العالم، بعمق ووضوح شديد في كتابه الجديد، انتصار الإيمان. (The Triumph of Faith)

“العالم ليس متدينًا كما كان من قبل. بل هو – بطرق مهمة – أكثر تديناً من أي وقت مضى؛ في الواقع، عدد الكنائس بارتفاع.”
“… الفكرة الشعبية المتمثلة في عالم متّجه بازدياد نحو العلمانية ليست خاطئة فحسب، بل إنها في الواقع عكس ما يحدث اليوم”.

وجدت الدراسات الاستقصائية التي أجراها بروفيسور ستارك والتي شملت أكثر من مليون شخص بالغ وتغطي 163 دولة أن:
81٪ يقولون إنهم ينتمون إلى ديانة منظّمة.
74٪ يقولون أن الدين مهم لهم.
50٪ يقولون أنهم حضروا “خدمة دينية” في الأيام السبعة الماضية.
56٪ يعتقدون أن “الله مشارك بشكل مباشر في الأشياء التي تحدث في العالم”.

بينما يكرّس ستارك جزءًا من كتابه موضحًا كيف أن الروحانية بشكل عام ما فتئت تنمو في العقود الأخيرة، إلا أنه يوضح أيضًا كيف أنّ المسيحية تنمو بأعداد كبيرة.

تراجع أو نمو الكاثوليكية؟

معظم الاستطلاعات التي نراها تظهر انخفاض وتراجع ملحوظ في الأبرشيات.
هذا ليس جديدًا للكثيرين منا.

بالرغم من ذلك، يوضح ستارك أن الكاثوليكية، تنمو بقوة في أجزاء كثيرة من العالم.

فمنذ عام 1960 تم تقليص الإنخفاض تقريبًا إلى النصف ومنذ ذلك الحين تتصاعد أعداد المنتمين إلى الكنيسة الكاثوليكية باستمرار كل عقد .

بينما كانت أمريكا اللاتينية دائمًا كاثوليكية وبقوة، ازدهرت في العقود الأخيرة في كنيستها صحوة مذهلة حيث أصبحت الرعايا مليئة الآن بأعضاء ملتزمين يوم الأحد”.

في الأمريكية الشمالية نرى البروتستانتية في تقهقر، بينما ينمو الكاثوليك (البعض يسميها “ثورة يوحنا بولس الثاني”)، في حين أن مدارس هانز كونغ / ليوناردو بوف البروتستانتية قد انقرضت.

واليوم يمكن القول بكل تأكيد أنّ هناك هجرة لا يمكن تجاهلها من قبل البروتستانت والإنجيليين (صغارًا وكبارًا) إلى الكنيسة الكاثوليكية، في الشرق وفي الغرب على حد سواء.

الإسلام

الإسلام لم يتجاوز المسيحية على مستوى العالم، حتى إنه ليس قريبًا من تحقيق ذلك.
يفصل بين العقيدتين حوالي 10 نقاط مئوية.
يقل عدد المسلمين في أمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية وأوقيانوسيا وشرق آسيا عن 0.5 في المائة من مجموع السكان.
في أوروبا والمناطق المتاخمة لها ، فهم 2 في المائة فقط.

الإلحاد

ظل الإلحاد راكداً لا ينمو طالما كان المستطلعون يقيسونه.
معظم الدول في جميع أنحاء العالم أقل من 5٪ من سكانها يعلنون أنهم ملحدون.

لا توجد أمة في العالم حيث يزيد عدد الملحدين عن 30٪ وثلاثة منهم فقط فوق 20٪ وهم: كوريا الجنوبية بنسبة 29.5٪ الصين 27٪ وفيتنام 24٪.

في أحد عشر دولة فقط، يشكل الملحدين أكثر من 10٪ من سكانها.

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق