أخبار ومعجزات مديوغوريهدراسة وتحقيق

مديوغورييه ، الكنيسة والقرار المُرتقب !

st-peters-square-vatican-9494مديوغورييه ، الكنيسة والقرار المُرتقب !

لا يمكن لأحد أن ينكر ، حتّى و لو كان هناك في الواقع أشخاص يحاولون ذلك ، أن الحركة الروحية لملكة السلام هي واقع حيّ داخل الكنيسة تعزّزه روح الصلاة أكثر من المبادرات الإنسانية. إنّ ينبوع الضوء و الحياة و السلام والمحبة لوالدة الله قد ولّد مجموعات صلاة في كل مكان وألهم الإهتداءات ويستكمل شفاء و مواساة قلوب المؤمنين الّذين وجدوا في بساطة رسالة ملكة السلام اتّجاه حقيقي لإعادة إكتشاف الإنجيل والعودة إلى قلب الكنيسة. وحتى الآن ، لا يمكننا تعداد الإهتداءات الّتي حصلت في مديوغورييه وبفضل هذه الرسالة قام الكثيرون من الّذين تركوا الكنيسة بالعودة إليها وتعلّم آخرون كثر أن يحبّوا الكنيسة أكثر.

لم تُصدر السلطة الكنسية المختصّة حكمًا نهائيًا حتى الآن في ما يتعلّق بالظهورات الّتي بدأت في العام 1981 . و هناك واقعٌ لا يمكن نكرانه ألا وهو أنّ الحركة الروحية الّتي نشأت من خلال رسائل ملكة السلام هي من أكبر حركات الصلاة في القرن العشرين ومن أكثرها موثوقية. فهي حركة تعيش في الكنيسة وللكنيسة لأنّها تتضمّن المؤمنين والإكليروس جميعهم .

عشرات ملايين الحجاج يتجمّعون في مديوغورييه للصلاة. فقد تواجد الكهنة بالآلاف والمطارنة بالمئات لإحياء القداديس هناك ولسماع اعترافات التائبين الّذين اهتدوا بنعمة والدة الله مريم العذراء لساعات طويلة. وعاد الكثيرون إلى أبرشياتهم ليعطوا شهادة موحّدة :”يهتدي الناس في مديوغورييه”.

تلفت هذه الإهتداءات نظر رعاة الأبرشيات لأنّها “اهتداءات دائمة”. لا يمكن للمرء تعداد الأشخاص الّذين اختبروا وجود العذراء مريم هناك كما لا يمكنه تعداد الروايات عن الإهتداءات الشخصية والشفاءات الروحية و الجسدية والدعوة إلى الكهنوت وإلى الحياة المكرّسة التي ولّدتها نعمة مديوغورييه. هذه هي من أهم الثمار الروحية الّتي دفعت الكثيرين إلى الإستنتاج أن ملكة السلام موجودة حقًا في مديوغورييه وأنّ وجودها هذا يفسّر الإنتشار السريع لحركة الصلاة المتّصلة بها في جميع أنحاء العالم.

يسعى البعض إلى إضعاف قيمة الواقع الروحي لمديوغورييه من خلال القول :”هناك اهتداءات في كل مكان حيث يصلّي الناس”. لكن هناك سبب للإعتراض على ذلك: لماذا إذاً يصلّي الناس أقلّ فأقلّ في أبرشياتهم وفي معاهد تعليم اللاهوت وفي مدارسهم وفي المعامل و في عائلاتهم؟ لماذا يصلّي الناس كثيراً في مديوغورييه؟ كيف يعقل للرعية الفرنسيسكانية الصغيرة في قريةٍ صغيرة أن تصبح للعالم بأسره دعوةً عظيمةً وفعّالةً للصلاة؟

وفقًا لقناعة البعض ، أصبحت واحة السلام هذه ،بفضل نعمة الله ، إحدى المعابد المريمية في الكنيسة حيث يصلّي الناس كثيراً وحيث نهتدي.

Mirjana-Papa

“مديوغورييه هي استمرارية لفاطيما”. هذا ما صرّح به البابا القديس يوحنا بولس الثاني للمطران بول ماريا هنيليكا, في سان خوسيه في العام 1984 . تحدّث البابا مرات عديدة بطريقة إيجابية عن مديوغورييه
أمام الكاردينالات والأساقفة والكهنة وجماعات المؤمنين الذين أعلموه عن مديوغورييه في جلساتهم الخاصة معه. لم يتردد يومًا ممثل المسيح هذا, الّذي كان على يقظة كبيرة على مر التاريخ, عن إظهار كل محبةٍ وامتنانٍ تجاه رسالة مديوغورييه. وقال البابا ردا على سؤال رئيس أساقفة أسونسيون، لاباز، بوليفيا. في شباط 1995 “إمنح الإذن لكل ما يتعلّق بمديوغورييه”. و قال أيضًا “احمِ مديوغورييه” للأب الفرانسيسكاني “يوزو زوفكو” الذي دفع ثمن إخلاصه لظهورات مديوغوريه بالسجن حين كان كاهن الرعية هناك في العام 1981. لم يظهر البابا يوحنا بولس الثاني أعماله الخيّرة تجاه مديوغورييه فحسب بل عبّر أكثر من مرةٍ ( كما أعلن الرئيس الكرواتي) عن رغبته في زيارة مديوغورييه. 1وقد قال بعد لقاء له مع لجنة طبية من جمعية أ.ر.ب.أ : “العالم يخسر إحساسه بكل ما هو خارق. لكنّ الناس تكتشف ذلك من جديد في مديوغورييه ، من خلال الصلاة و الصوم والإحتفال بالأسرار المقدسة”. وقدمت اللجنة مع المطران هنيليكا للأب الأقدس النتائج العلمية التي حصلت عليها من خلال إجراء فحوصات للرؤاة أثناء دخولهم في حالة انخطاف عند حصول الظهورات. واستنتجت اللجنة أنّ هذه الظواهر غير قابلة للتفسير على صعيد طبيعتها. وكانت تلك المرة الأولى التي تستخدم فيها الأجهزة العلمية لإخضاع الرؤاة للفحوصات عند دخولهم في حالة الإنخطاف أثناء ظهورات مديوغورييه.juan-pablo-ii-con-el-padre-jozo-y-vicka

نعلم جيداً أن هناك أصوات تهتف ضد مديوغورييه إلا أنّها ليست المرة الأولى التي يظهر فيها اختلافًا في الرأي حول حدثٍ خارق, حتّى بين المطارنة أنفسهم. نتمنّى أن نعهد بأنفسنا فوق كلّ شيء لتمييز البابا راعينا الأعظم .

الكاردينال كريستوف شونبورن، وهو عضو في مجمع العقيدة والإيمان ، زار مديوغورييه أكثر من مرة ، وقد صرّح ما يلي :”أنا أتابع مديوغورييه لسنوات عديدة ، أني دائما أقول ما قاله يسوع في الإنجيل: “كل شجرة تعرف من ثمارها “ عندما أرى ثمار مديوغورييه في بلادي أستطيع أن أقول فقط أن الشجرة جيدة بالتأكيد”.
أضاف الكاردينال شونبورن : “السلطة العليا في الكنيسة هو الكرسي الرسولي ، البابا ومجمع العقيدة والإيمان ، انها السلطة العليا في جميع القضايا الإيمانية والأخلاقية . السلطة العليا في الكنيسة اعطتنا مبادئ توجيهية واضحة ، لم نتلقّاها مباشرة من البابا بل من مجمع العقيدة والإيمان الذي أكدّ بوضوح ما قاله أساقفة يوغوسلافيا سابقاً وهو الذي يُعمل به بلا شك في مديوغورييه . أضع زيارتي الى مديوغورييه ضمن تلك المبادئ . زيارتي ليست شيئاً غير اعتيادياً على الإطلاق” .

ان الكنيسة واضحة في شأن الحجّاج القادمين الى مديوغورييه . فالحجّاج يحتاجون الى العناية الراعوية غيبيساكتيون فيينا (أبرشية الكاردينال شونبورن) هي من بين اولئك الذين يُقدّمون هذه المساعدة للحجّاج اي رعايتهم ومتابعتهم وتقديم المساعدة لهم حتى بعد عودتهم من مديوغورييه . اعتقد بهذه الطريقة ، يمكن لمديوغورييه ان تواصل بشكل جيد في رحلتها ، مع ثقة كاملة بأن الكنيسة الأمّ والمعلّم ، سوف ترصد رحلتها . أنصح بالصبر . أمّ الله صبورة جداً معنا فهي ترافقنا هنا لمدة 34 عاماً ، انها تُظهر لنا ، بطريقة مباشرة قربها منا واهتمامها برعيّة مديوغورييه وبأعداد الحجّاج الهائلة . يمكننا الإنتظار بسلام وصبر! 34 عاماً هي فترة طويلة من الوقت بالنسبة لنا، ولكنها ليس طويلة لإلهنا”!

من ضمن ما قاله الكاردينال ايضاً في مقابلة له مع المكتب الصحفي لأبرشية فيينا the Press Office of the Archdiocese of Vienna : “ان الاساقفة عليهم ان يهتمّوا من جهة لا أن يعرقلوا ثمار مديوغورييه بل بالأحرى حمايتها من الإنحرافات . وانا أجد الرؤاة اشخاصاً طبيعيين وحسني الأخلاق .وماذا يفعل آلاف الحجّاج يومياً في مديوغورييه : انهم يُصلّون ويشاركون في القداديس وعبادة القربان الأقدس وتسلّق جبل الصليب وتلاوة الوردية وصعود التلّة .ان كل ما يفعلونه هو الصلاة! ومن ثمار مديوغورييه ، الدعوات الكهنوتية وكثير من الإرتدادات وأكّد على الأعمال والمشاريع الإنسانية الي ظهرت في مديوغورييه مثل قرية الامّ التي تعتني باليتامى وجماعة العلّية التي أسستها الأخت إلفيرا للشباب المدمنين على المخدرات و”وجبات مريم” المؤسسة التي توفّر وجبات لأطفال يتضوّرون جوعاً في جميع انحاء العالم .
لذلك علينا ان نسأل أنفسنا كيف تبدو الشجرة التي تحمل كل هذه الثمار وأنهى الكاردينال بقوله :”تشدّد العذراء في الرسائل على ارتداد القلب ، لأن ذلك سوف يسوّي الكثير من الأشياء من خلال القناعة الداخلية . ربما في الكنيسة علينا ان نسمح لأنفسنا بجعل نهج مريم الرعوي مصدر إلهام لنا”.

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق