الكنيسة المقدسة

هل ستحصل العذراء هذا العام على لقب «مريم شريكة في الفداء، ووسيطة ومحامية»؟

كما أن ظهورات فاطيما حدثت في المراحل الأخيرة من الحرب العالمية الأولى، هكذا أيضاً وقعت ظهورات هامة أخرى في نها ية الحرب العالمية الثانية، هذه المرة في أمستردام، هولندا. هذه الظهورات تحدّثت بشكل أوسع أكثر من فاطيما غن مستقبل العالم. أعطت السيدة العذراء 56 ظهوراً لامرأة هولندية متواضعة من عام 1945 الى 1059.

عرّفت العذراء عن نفسها في ظهورات أمستردام  بأنها «سيّدة جميع الشعوب»، وحذّرت من العصر القادم، «عصر انحطاط وكوارث وحروب» لكنها عرضت مساعدتها إذا رفع المؤمنون طلباً الى البابا بأن يُعلن العقيدة المريمية الخامسة والأخيرة: «مريم شريكة في الفداء، وسيطة جميع النعم السماوية، ومحامية عن الجنس البشري». هذه العقيدة سوف تحضر لنزول الروح القدس وحلول العنصرة الجديدة في الكنيسة المقدسة.

إنه لامتياز كبير أن نعيش في ذروة العصر المريمي. مراكز مريمية عالمية مثل لورد، فاطيما، وأماكن ظهورات معاصرة مثل مديوغوريه، فضلاً عن الكثير من المراكز والحركات المريمية التي بلغت أوج حضور الحبّ والتعبّد لأمّ يسوع في جميع أنحاء العالم.

لكن الى جانب قمّة الإكرام والتعبّد لسيّدتنا العذراء، زمن مريم هذا يدعو أيضاً، بشكل حاسم، الى بلوغ الذروة في العقيدة حول مريم. لأنّ الحب الحقيقي لمريم يجب أن يكون مستنداً بقوة عن حقيقة مريم.

في وقت سابق من هذا العام، قدمت الجمعية المريمية العالمية التماساً إلى البابا فرنسيس، تطلب فيه الاعتراف الجماهيري بلقب «مريم شريكة في الفداء، مع يسوع الفادي».

هذه الوثيقة المكونة من 10 صفحات قدّمتها اللجنة اللاهوتية التابعة للجمعية المريمية الدولية وهى مجموعة تضم اكثر من 100 شخص من لاهوتيين وأساقفة وكهنة وقادة علمانيين من اكثر من 20 دولة مكرسين «للحقيقة والمحبّة الكاملة لمريم لمريم أمّ يسوع». ويأتي هذا الطلب خلال الذكرى المئوية الأولى للظهور المريمي في فاطيما، البرتغال.

وأهمية الطلب، إذا حصل على الموافقة، هو أنه سيمنح المؤمنين مزيداً من الوضوح على دور مريم الفريد بمشاركتها مع المسيح في عمل الخلاص.

ترجع آثار هذا اللقب الى القرن العاشر، حين شملت بعض الطلبات المريمية لقب شريكة في الفداء، الى جانب ابنها. أساسه تطوّر فكرة مريم «حوّاء الجديدة» لقب مريمي يُستخدم منذ القرن الثاني. تم إضافة «co-» في القرن الخامس عشر «Co-Redemptrix» لكي يكون واضحاً أنّ مريم ليست المخلّص، بل هي مشاركة في عمل الخلاص.

يقول الدكتور روبرت فاستيجي، أستاذ في اللاهوت المريمي في المعهد اللاهوتي القلب الأقدس في دترويت Dr. Robert Fastiggi, Professor of Mariology:

«لقب شريكة في الفداء، لا يضع مريم على مستوى المساواة مع الرب يسوع المسيح، الفادي الإلهي الوحيد، لأن ذلك من شأنه أن يشكّل هرطقة وكُفر. لقب شريكة في الفداء لا معنى له بدون يسوع الفادي، وهو يركّز في حدّ ذاته على صليب يسوع المسيح. مريم شريكة في الفداء تُعلن للعالم أنّ المعاناة والألم هو فدائي إذا كان متّحدّاً مع آلام المسيح».

واصل لقب مريم هذا بالانتشار، لدرجة أن القرن ال17 يعتبر «العصر الذهبي» للقب شريكة في الفداء، ومع ذلك، فإنه لم يحصل على اعتراف كنسي حتى عام 1908، عندما استخدم مجمع الطقوس المقدس اللقب في مرسوم يرفع أهمية عيد أحزان مريم السبعة.

منذ ذلك الحين، تم الإشارة إليه عدة مرات من قبل السلطة التعليمية في الكنيسة، بما في ذلك خلال المجمع الفاتيكاني الثاني، في دستور عقائدي في الكنيسة الذي اعلن عن إشتراك مريم في سر الفداء:

-61- إنَّ العذراء الطوباوية التي أُعِدَّتْ منذُ الأزل، في تصميم تجسُّد الكلمة كي تكون أمَّ الله، غَدَتْ على الأرض، بتدبيرِ العناية الإلهية، أُمّاً حبيبةً للمخلِّص الإلهي، وشريكةً سخية في عمله بصفةٍ فريدةٍ أبداً، وأَمَةً للرب وديعة. 62- وفعلاً إن دورها في الخلاص لم يتوقف بعد صعودها إلى السماء: إنها لا تزال تحصل لنا بشفاعتها على النِعَمِ التي تُؤكِّدُ خلاصَنا الأبدي.

إن المجمع الفاتيكاني الثاني أقرّ بأهمية مواصلة تطوير وتوضيح نقاط معينة بالعقيدة المريمية. فاليوم، من شأن بيان بابوي أن يوفّر وضوح أكبر بشأن شراكة مريم الفريدة من نوعها مع المسيح في عمل الفداء والوساطة بالنعم. ومن شأنه أيضا أن يفتح الطريق أمام نِعم كثيرة في حياة الكنيسة.

 

يقول الدكتور روبرت فاستيجي «غالباً ما يمنح الباباوات لقباً رسمياً لمريم لتعميق الفهم اللاهوتي عند المؤمنين مثال على ذلك عندما أعلن البابا الطوباوي بولس السادس مريم بأنها أمّ الكنيسة في عام 1964».
«إن استدعاء مريم تحت ألقاب مختلفة مثل «أم الله» و«معونة المسيحيين» يعزز دور مريم في سر الخلاص».
«لسوء الحظ، الكثير من الكاثوليك لا يدركون أن  الاعتراف بلقب «شريكة في الفداء»، قد تلقّى بالفعل، الكثير من المرات اعترافاً غير رسمياً من السلطة التعليمية في الكنيسة».

يعتقد البعض، أنه لا يسمح لنا أن ندعو مريم شريكة في الفداء، على الرغم من أنّ اثنين من الباباوات، قد أشارا علناً ​​إلى مريم على أنها شريكة في الفداء، وهما بيوس الحادي عشر (3 مرات) والقديس يوحنا بولس الثاني (6 مرات على الأقل).
وبينما هناك مخاوف من أن اللقب قد يُربك البروتستانت وغيرهم ممن لا يوافقون مع التعليم الكاثوليكي عن مريم. يعتقد الدكتور فاستيجي أن الاعتراف الرسمي بالعنوان سيساعد في الواقع على مزيد من التوضيح.

في حين أن الطلب يمكن أن يؤدي إلى تحديد عقيدة مريمية جديدة، من المرجح أن تكون الجمعية سعيدة مع أي شكل من أشكال الاعتراف البابوي الرسمي باللقب.

يضيف الدكتور فاستيجي:

«أعضاء الجمعية يدركون أن الأمر متروك للروح القدس لتوجيه الأب الأقدس فيما يتعلق بهذا الالتماس. وفي هذا الصدد، فإن الصلاة والثقة ضروريان».

«نحن نثق في الروح القدس، الأب الأقدس، وصلاة مريم العذراء، التي هي أمّنا الروحية. لتكن مشيئة الرب».

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الكتاب المقدس
    الرسالة الأولى إلى مؤمني كورنثوس
    إقترن إسم مدينة كورنثوس ، عاصمة مقاطعة أخائية ، بالإزدهار التجاري والحضاري والفكري ،وبالإباحية المنحطة. ويبدو أن الكنيسة فيها ، وهي مؤلفة غالبا من مهتدين وثنيي الأصل ، قد تسربت إليها هذه الإباحية ، إذ كان فيها شقاق بلغ الرسول خبره عن طريق عائلة خلوي ، ونجاسة أخلاقية فادحة ، ودعاو بين المؤمنين لدي الوثنيين ، وتجاوزات في الإحتفال بعشاء الرب ، وفوضى في العبادة الجمهورية ، وإساءة إستخدام لبعض المواهب الروحية ، وميل الي التسلط لدي بعض النساء و جدال حول مسائل الزواج وبعض الأمور الكنسية الأخرى كالعطاء وممارسة المواهب ومسألة القيامة. فكتب الرسول الي الجماعة المسيحية في كورنثوس هذه الرسالة الإصلاحية لعلاج حالتها الشاذة ، ويؤكد فيها التعاليم المسيحية المختصة بكثير من العقائد ، وبالسلوك اللائق ، مشيرا إلي وجود الكنيسة في العالم كجالية سماوية بإعتبارها جسد المسيح مما يستدعي ضرورة إنفصالها عن العالم وشهادتها لرأسها المسيح ، وبخاصة أن مصيرها القيامة والإلتحام برأسها أخيراً ، فتصير بالفعل مجيدة مقدسة ، بينما هي الآن هيكل الله الذي يسكنه الروح وقد رتبه الله أحسن ترتيب وحدد له نظاماً ونشاطات معينة تمارس انطلاقا من مواهب خاصة تكمل بعضها بعضا بالمحبة تاج الفضائل. ومن المواهب التي يستوفي الرسول شرحها وتحديد ممارستها ، التكلم بلغات مجهولة والتنبؤ. ولا تخلو الرسالة من إرشادات عملية هامة فضلا عن الحقائق الثمينة التي تكشفها.
    تحية وصلاة شكر
    1 من بولس رسول المسيح يسوع ، المدعو بمشيئة الله ، ومن الاخ سوستانيس ، 2 الي كنيسة الله في مدينة كورنثوس ، الي الذين تقدسوا في المسيح يسوع ، المدعوين ، القديسين ، والي جميع الذين يدعون بإسم ربنا يسوع المسيح في كل مكان ربا لهم ولنا.
    3 ولتكن لكم النعمة والسلام من الله أبينا والرب يسوع المسيح! 4 إني أشكر الله من أجلكم دائما ، و على نعمة الله الموهوبة لكم في المسيح يسوع. 5 فبه قد صرتم أغنياء في كل شيء ، في كل كلام ، وكل معرفة ، 6 بمقدار ما ترسخت فيكم شهادة المسيح. 7 حتى إنكم لا تحتاجون بعد الي أية موهبة فيما تتوقعون ظهور ربنا يسوع المسيح علنا. ٨ وهو نفسه سيحفظكم ثابتين الي النهاية حتي تكونوا بلا عيب في يوم ربنا يسوع المسيح. 9 فإن الله أمين ،وقد دعاكم الي الشركة مع إبنه يسوع ربنا.
    خلافات بين المؤمنين
    10 علي أنني أيها الإخوة ، أناشدكم بإسم ربنا يسوع المسيح أن يكون لجميعكم صوت واحد وأن لا يكون بينكم أي إنقسام. وإنما كونوا جميعاً موحدي الفكر والرأي. 11 فقد بلغني عنكم ، يا إخوتي ، على لسان عائلة خلوي ، أن بينكم خلافات. أعني أن واحدا منكم يقول : ” أنا مع بولس ” وآخر : ” أنا مع أبلوس ” ، وآخر : أنا مع بطرس ” ، وآخر : ” أنا مع المسيح ”. 13 فهل تجزأ المسيح ؟ أم أن بولس صلب لأجلكم ، أو بإسم بولس تعمدتم ؟ 14 أشكر الله لأني لم أعمد منكم أحدا غير كريسبوس وغابوس ، 15 حتي لا يقول أحد إنكم بإسمي تعمدتم. 16 ومع أني عمدت أيضا عائلة استفاناس ، فلا أذكر أني عمدت أحدا غيرهم.
    الصليب هو قدرة الله وحكمته
    17 فإن المسيح قد أرسلني لا لأعمد ، بل لأبشر بالإنجيل ، غير معتمد على حكمة الكلام ، لئلا يصير صليب المسيح كأنه بلا نفع. 18 لأن البشارة بالصليب جهالة عند الهالكين ، و أما عندنا ، نحن المخلصين ، فهي قدرة الله. 19 فإنه قد كتب : ” سأبيد حكمة الحكماء وأزيل فهم الفهماء! ” 20 إذن أين الحكيم ؟ وأين الباحث ؟ وأين المجادل في هذا الزمان ؟ ألم يظهر الله حكمة هذا العالم جهالة ؟ 21 فبما أن العالم ، في حكمة الله ، لم يعرف الله عن طريق الحكمة ، فقد سر الله أن يخلص بجهالة البشارة الذين يؤمنون. 22 إذ أن اليهود يطلبون آيات ، واليونانيين يبحثون عن الحكمة. 23 ولكننا نحن نبشر بالمسيح مصلوبا ، مما يشكل عائقاً عند اليهود وجهالة عند الأمم ، 24 وأما عند المدعوين ، سواء من اليهود أو اليونانيين ، فإن المسيح هو قدرة الله وحكمة الله. 25 ذلك لأن ” جهالة ” الله أحكم من البشر ، وضعف الله أقوى من البشر.
    26 فاتخذوا العبرة من دعوتكم أيها الإخوة : فليس بينكم كثيرون من الحكماء حكمة بشرية ، ولا كثيرون من المقتدرين ، ولا كثيرون من النبلاء. 27 بل إن الله قد إختار ما هو جاهل في العالم ليخجل الحكماء. وقد إختار الله ما هو ضعيف في العالم ليخجل المقتدرين. 28 وقد إختار الله ما كان في العالم وضيعا ومحتقرا وعديم الشأن ، ليزيل ما له شأن ،29 حتى لا يفتخر أي بشر أمام الله. 30 وبفضل الله صار لكم مقام في المسيح يسوع الذي جعل لنا حكمة من الله وبرا و قداسة وفداء ، 31 حتي إن من إفتخر ، فليفتخر بالرب ، كما قال الكتاب.
    2 وأنا أيها الإخوة لما جئت إليكم لأعلن لكم شهادة الله ، ما جئت بالكلام البليغ أو الحكمة. إذ كنت عازما ألا أعرف شيئا بينكم إلا يسوع المسيح ، وأن أعرفه مصلوبا. 3 وقد كنت عندكم في حالة من الضعف والخوف والإرتعاد الكثير. 4 ولم يقم كلامي وتبشيري علي الإقناع بكلام الحكمة ، بل على ما يعلنه الروح والقدرة. 5 وذلك لكي يتأسس إيمانكم ، لا علي حكمة الناس ، بل على قدرة الله.
    الحكمة التي من الله
    6 علي أن لنا حكمة نتكلم بها بين البالغين. ولكنها حكمة ليست من هذا العالم ولا من رؤساء هذا العالم الزائلين. 7 بل إننا نتكلم بحكمة الله السرية ، تلك الحكمة المحجوبة التي سبق الله فأعدها قبل الدهور لأجل مجدنا 8 وهي حكمة لم يعرفها أحد من رؤساء هذا العالم. فلو عرفوها ، 9 لما صلبوا رب المجد! ولكن ، وفقاً لما كتب : ” إن ما لم تره عين ، ولم تسمع به أذن ، ولم يخطر على بال بشر قد أعده الله لمحبيه! ” 10 ولكن الله كشف لنا ذلك بالروح. فإن الروح يتقصي كل شيء ، حتي أعماق الله. 11 فمن من الناس يعرف ما في الإنسان إلا روح الإنسان الذي فيه ، وكذلك فإن ما في الله أيضا لا يعرفه أحد إلا روح الله. 12 وأما نحن فقد نلنا لا روح العالم بل الروح الذي من الله ، لنعرف الأمور التي وهبت لنا من قبل الله. 13 ونحن نتكلم بهذه الأمور لا في كلام تعلمه الحكمة البشرية ، بل في كلام يعلمه الروح القدس ، معبرين عن الحقائق الروحية بوسائل روحية. 14 غير أن الإنسان غير الروحي لا يتقبل أمور روح الله إذ يعتبرها جهالة ، ولا يستطيع أن يعرفها لأن تمييزها إنما يحتاج الي حس روحي. 15 أما الإنسان الروحي ، فهو يميز كل شيء ، ولا يحكم فيه من أحد 16 فإنه ” من عرف فكر الرب ؟ ” ومن يعلمه ؟ وأما نحن ، فلنا فكر المسيح!
    تجنبوا الحسد والإنقسام
    3 علي أني ، أيها الإخوة ، لم أستطع أن أكلمكم باعتباركم روحيين ، بل باعتباركم جسديين وأطفالا في المسيح. 2 قد أطعمتكم لبنا لا الطعام القوي ، لأنكم لم تكونوا قادرين عليه ، بل إنكم حتي الآن غير قادرين. 3 فإنكم مازلتم جسديين. فمادام بينكم حسد وخصام ( وإنقسام) ،أفلا تكونون جسديين وتسلكون وفقاً للبشر ؟ 4 مادام أحدكم يقول : ” أنا مع بولس ” ، وآخر : ” أنا مع أبلوس ” ، أفلا تكونون جسديين ؟
    5 فمن هو بولس ؟ ومن هو أبلوس ؟إنهما فقط خادمان آمنتم على أيديهما ، كما أنعم الرب على كل منهما. 6 انا غرست وابلوس سقي ، ولكن الله أنمي.7 فليس الغارس شيئاً ولا الساقي ، بل الله الذي يعطي النمو. 8 فالغارس والساقي سواء. إلا أن كلا منهما سينال أجرته بالنسبة الي تعبه. 9 فإننا نحن جميعاً عاملون معا عند الله ، وأنتم حقل الله وبناء الله. 10 وبحسب نعمة الله الموهوبة لي ، وضعت الأساس كما يفعل البناء الماهر ، وغيري يبني عليه. ولكن لينتبه كل واحد كيف يبني عليه. 11 فليس ممكناً أن يضع أحد أساساً آخر بالإضافة إلى الأساس الموضوع ، وهو يسوع المسيح. 12 فإن بني أحد على هذا الأساس ذهباً وفضة و حجارة كريمة ، أو خشبا وعشبا وقشا ، 13 فعمل كل واحد سينكشف علنا إذ يظهره ذلك اليوم الذي سيعلن في نار ، وسوف تمتحن النار قيمة عمل كل واحد. 14 فمن بقي عمله الذي بناه علي الأساس ، ينال أجرا. 15 ومن إحترق عمله ، يخسر إلا أنه هو سيخلص ، ولكن كمن يمر في النار.
    16 ألا تعرفون أنكم هيكل الله وأن روح الله ساكن فيكم ؟ 17 فإن دمر أحد هيكل الله ، يدمره الله ، لأن هيكل الله مقدس ، وهو أنتم. 18 حذار أن يخدع أحد منكم نفسه! إن ظن أحد بينكم حكيماً بمقاييس هذا العالم ، فليصر ” جاهلاً ” ليصير حكيماً حقاً. 19 فإن حكمة هذا العالم هي جهالة في نظر الله. فإنه قد كتب : ” إنه يمسك الحكماء بمكرهم ” 20 وأيضاً : ” الرب يعلم أفكار الحكماء ويعرف إنها باطلة! ” 21 إذن ، لا يفتخر أحد بالبشر ، لأن كل شيء هو لكم ، 22 أبولس أم أبلوس أم بطرس أم العالم أم الحياة أم الموت أم الحاضر أم المستقبل : هذه الأمور كلها لكم ، 23 وأنتم للمسيح ، والمسيح لله.

    رسل المسيح
    4 فلينظر إلينا الناس بإعتبارنا خداما للمسيح ووكلاء على أسرار الله. 2 والمطلوب من الوكلاء ، قبل كل شيء ، أن يوجد كل منهم أميناً. 3 أما أنا ، فأقل ما أهتم به هو أن يتم الحكم في من قبلكم أو من قبل محكمة بشرية. بل أنا بذاتي لست أحكم علي نفسي. 4 فإن ضميري لا يؤنبني بشيء ، ولكني لست أعتمد علي ذلك لتبرير نفسي. فإن الذي يحكم في هو الرب. إذن ، لا تحكموا في شيء قبل الأوان ، ريثما يرجع الرب الذي سيسلط النور علي الأشياء التي يحجبها الظلام الآن ، ويكشف نيات القلوب ، عندئذ ينال كل واحد حقه من المدح من عند الله!
    6 فيما سبق ، أيها الإخوة قدمت نفسي وأبلوس إيضاحا لكم ، لتتعلموا منا أن لا تحلقوا بأفكاركم فوق ما قد كتب ،فلا يفاخر أحدكم الآخر تحزبا لأحد. 7 فمن جعلك متميزا عن غيرك.؟وأي شيء مما لك لم تكن قد أخذته هبة ؟ وما دمت قد أخذت ، فلماذا تتباهي كأنك لم تأخذ ؟ 8 إنكم قد شبعتم وقد إغتنيتم! قد صرتم ملوكا وتخليتم عنا! ويا ليتكم ملوك حقا فنشترك معكم في الملك! 9 فإني أري ان الله عرضنا ، نحن الرسل في آخر الموكب كأنه محكوم علينا بالموت ، لأننا صرنا معرضا للعالم للملائكة والبشر معا. 10 نحن جهلاء جهلاء من أجل المسيح ، وأنتم حكماء في المسيح. نحن ضعفاء وأنتم أقوياء. انتم مكرمون ونحن مهانون. 11 فما زلنا حتي هذه الساعة نجوع ونعطش ، ونعري ونلطم وليس لنا مأوى 12 ونجهد أنفسنا في الشغل بأيدينا. نتعرض للإهانة فنبارك ، وللإضطهاد فنحتمل 13 وللتجريح فنسالم. صرنا كأقذار العالم ونفاية الجميع ، ومازلنا!
    14 لا أكتب هذا تخجيلا لكم ، بل أنبهكم باعتباركم أولادي الأحباء. 15 فقد يكون لكم عشرة آلاف من المرشدين في المسيح ، ولكن ليس لكم آباء كثيرون! لأني أنا ولدتكم في المسيح يسوع بالإنجيل. 16 فأدعوكم إذن الي الاقتداء بي. 17 لهذا السبب عينه أرسلت إليكم تيموثاوس ،إبني الحبيب الأمين في الرب ،فهو يذكركم بطرقي في السلوك في المسيح كما أعلم بها في كل مكان في جميع الكنائس. 18 فإن بعضاً منكم ظنوا أني لن آتي إليكم فانتفخوا تكبرا! ولكني سآتي إليكم عاجلاً ،إن شاء الرب ،فأختبر لا كلام هؤلاء المنتفخين بل قوتهم. 20 فإن ملكوت الله ليس بالكلام ،بل بالقدرة. 21 كيف تفضلون أن آتي إليكم : أبالعصا أو بالمحبة وروح الوداعة ؟

    تسبحة ختامية
    رسالة روما
    25 والمجد للقادر أن يثبتكم ،وفقاً لإنجيلي وللبشارة بيسوع المسيح. ووفقاً لإعلان ما كان سرا مكتوما مدي الأزمنة الأزلية ، 26 ولكن أذيع الآن ، بأمر الله الأزلي في الكتابات النبوية ،علي جميع الأمم لأجل إطاعة الإيمان،
    27 المجد لله الي الأبد ، الحكيم وحده ،بيسوع المسيح. آمين!

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق