من نصدّق؟ الكنيسة والبابا الذي يحتضن مديوغوريه أم أسقف موستار المفصول عن رعايتها منذ 1986
يبدو ان قرارات البابا وتصريحات المندوب البابوي الرسمي لمديوغوريه لم تُعجب أسقف موستار المفصول عن رعاية مديوغوريه منذ سنة 1986. لم يكن موقف أسقف موستار المعارض للظهورات مجهولاً للفاتيكان منذ حبرية البابا بنديكتوس. لكن التحقيق ودراسة الظهورات والرؤاة لم يكن تحت سلطة الأسقف وليس لأي تصريح منه أي تأثير على مستقبل مديوغوريه. حتى نشرح ونُظهر الحقيقة كاملة يجب أن نعود الى الثمانينات من القرن الماضي – الى قرار زادار للأسقف السابق زينيك والى ردّ البابا القديس يوحنا بولس الثاني، الذي عمل سبق كنسي بتبنّيه مديوغوريه وعزل أسقف موستار عن مهامه الرعوية للقرية، ومن مراقبة أحداثها وإدارة شؤونها.
أسقف رعية مديوغوريه في بداية الظهورات بافيو زينيك أسقف موستار، كان معارضاً ومعادياً لظهورات العذراء في مديوغوريه. وكل التقارير التي رفعها الى الفاتيكان كانت سلبية وتتهم الاولاد بالجنون والكذب وأصدر قرار سُميّ بقرار زادار (نسبة الى المدينة التي خرج منها القرار) كتب فيه أنه لم يجد شيئاً خارقاً للطبيعة في الظهورات. لكن البابا يوحنا بولس الثاني الذي لم يخفي موقفه من مديوغوريه فقد صرّح :” لو لم اكن البابا لكنت الان في مديوغوريه، التي اصبحت كرسي اعتراف العالم”، قام بفصل اسقف موستار في سنة 1986 من مهامه المتعلقة بالظهورات وتبنّت روما عملية التحقيق، وهذا سبق كنسي.
ثمّ قام البابا بتعيين الكاردينال راتزنغر (الذي أصبح فيما بعد البابا بنديكتوس السادس عشر) مسؤولاً عن قضيّة التحقيق والدراسة فقام الكاردينال بتأسيس مجلس جديد يضم اساقفة كل مناطق يوغوسلافيا وأرسلت بعثات علمية وطبية قامت بفحص الرؤاة مراقبتهم أثناء الظهور، إخضاعهم لمئات الفحوصات. ترأس إحدى هذه البعثات الأب رينيه لورنتين Fr. Rene Laurentin اللاهوتي والمريمي الباحث الخبير بظهورات العذراء – أصدر عدّة كتب عن مديوغوريه يؤكّد فيها بالبراهين العلمية والطبيّة صحّة الظهورات. أُكمل التحقيق ورُفعت التقارير والنتائج الى مجلس العقيدة والايمان الذي سيرفع بدوره التقارير مع ملاحظات المجمع الى البابا فرنسيس الذي هو الوحيد المخوّل بإصدار القرار..
أسقف موستار المحلي راتكو بيريك Ratko Peric لم يُخفي استياءه من أن مديوغوريه التي تقع في أبرشيته، لأنه لا يستطيع التدخّل والبثّ في أمورها. الرهبان الفرنسيسكان هم المسؤولون عن تنظيم الصلوات والاحتفالات ورعاية الرعيّة والحجّاج. قد يحاول الأسقف بيريك حثّ الفاتيكان على إرجاع سيطرته على مديوغوريه، إلا أنه لم يلق آذاناً صاغية في السابق من الباباوين بنديكتوس ال16 الذي قال “آراء أسقف موستار هي في حدود معتقداته الخاصة”. وفرنسيس الذي قرّر احتضان مديوغوريه بإرساله مندوب خاص لرعايتها. فقد أبقيا كلاهما الوضع على حاله كما قرّره حينها البابا القديس يوحنا بولس الثاني.
ليس صدفة أن يصدر بيان الأسقف بيريك اسبوع بعد تعيين البابا لأسقف بولندي (وليس بيريك) للإهتمام بشؤون مديوغوريه الرعوية. هل يمكن عدم الربط بين الأمرين؟
ممّا كتبه عن “رأيه وقناعته” بعدم صحّة الظهورات في موقع أبرشيّته يوم 26 شباط:
“موقع الكوريا (موقفه الرسمي) طوال هذه الفترة كان واضحاً وحازماً: هذه ليست ظهورات حقيقية للعذراء مريم”.
يرى الأسقف بيريك أن الظهورات ليست سوى مؤامرة وتلاعب من الرؤاة والفرنسيسكان كهنة رعيّة مديوغوريه.
يقول أن حسب خبرته وعظاته في اللاهوت المريمي أنه حاول أن يُظهِر دور العذراء مريم من خلال التجسّد وعمل ابن الله وابنها، وشفاعتها من أجل الكنيسة جمعاء. وشدّد على أنه اتّبع الأسقف السابق بافيو زينيك الذي عارض هو ايضاً الظهورات.
يقول ايضاً “الشخصية التي يفترض أنها تظهر في مديوغوريه تتصرّف بطريقة مختلفة عن العذراء أم الله كما نراها في الظهورات المعترف بها من الكنيسة. وكتب مستهزئاً: “لا تتكلّم أولاً، تضحك بطريقة غريبة، تختفي قبل بعض الأسئلة وتظهر مرة أخرى، تُطيع الرؤاة وكاهن الرعية الذي يجعلها تنزل عن التلّة وتأتي للكنيسة بعكس إرادتها، هي لا تعرف كم من الزمن ستبقى تظهر….” وغيره من الكلام الغير مدعوم بالحقائق.
الفاتيكان، لم يسمح له باتّخاذ القرارات ورعاية مديوغوريه، كما هو المفروض بما أنها تقع في أبرشيّته. الحقيقة هي أن ليس لديه أي صلاحية او سلطان ولا لكلمته اي وزن بخصوص مديوغوريه ولا يقدر ان يؤثّر على الحركة المستمرّة وتدفّق الحجّاج من جميع أنحاء العالم الى قرية مديوغوريه الصغيرة.
قال الكاردينال شونبورن عضو مجمع العقيدة والإيمان: “السلطة العليا في الكنيسة هو الكرسي الرسولي، البابا ومجمع العقيدة والإيمان، انها السلطة العليا في جميع القضايا الإيمانية والأخلاقية. السلطة العليا في الكنيسة اعطتنا مبادئ توجيهية واضحة، لم نتلقّاها مباشرة من البابا بل من مجمع العقيدة والإيمان الذي أكدّ بوضوح ما قالته لجنة أساقفة يوغوسلافيا سابقاً (لجنة التحقيق) وهو الذي يُعمل به بلا شك في مديوغوريه”.
اذاً ما علينا سوى أن ننتظر الكلمة الأخيرة بموضوع مديوغوريه! وهي ستأتي من الكرسي الرسولي وليس من أسقف أقاله الفاتيكان من كل مهامه فيما يتعلّق بمديوغوريه ومنعه من الإهتمام بها لحكمةٍ غابت عن كل المواقع “التجارية” التي لا تسعى إلا لترويج منشوراتها دون الإهتمام بصحة وفائدة ما ينشرون!
لكل المؤمنين بصحة الظهورات نقول أصبروا قليلاً بعد، لا تهتمّوا لأعداء مديوغوريه، تابعوا الصلّاة من أجل نوايا العذراء القديسة، وصلّوا من أجل البعيدين عن حقيقة مديوغوريه حتى تلمس ملكة السلام قلوبهم. الحرب ضدّ الظهورات وصمودها ل35 سنة هي اكبر برهان على صحّتها! كثيرون يريدون كتم صوت العذراء! كثيرون يرفضون سماعها! في بداية ظهوراتها في مديوغوريه قالت: “جئت أدعو البشرية الى التوبة للمرة الأخيرة! بعدها لن أظهر على الأرض!”
ماذا سيكون شعور البشر الذين يرفضون اليوم صوت أمّهم، عندما يكتشفون أن العذراء أتت وقرعت باب قلبهم لأكثر من ثلاثة عقود ورحلت… دون أن يُفتح لها؟ ماذا سيفعلون عندما يكون قد تأخروا عن تلبية ندائها؟… فلنُصلِّ من أجلهم!
كرادلة وأساقفة الكنيسة حول العالم يدافعون عن ظهورات مديوغوريه
أقوال ورسائل البابا القديس يوحنا بولس الثاني عن مديوغوريه
مقابلة مع اللاهوتي المريمي الأب لورنتين
تصريح المندوب البابوي الخاص الى مديوغوريه
التقارير العلمية والطبية عن نتائج الإختبارات على رؤاة مديوغوريه 1
التقارير العلمية والطبية عن نتائج الإختبارات على رؤاة مديوغوريه 2
التقارير العلمية والطبية عن نتائج الإختبارات على رؤاة مديوغوريه 3