قصص القديسينمواضيع روحية

ماذا نعرف عن القديسة مريم المجدلية وقريتها مجدلا بعد أن رفع البابا يوم ذكراها الى مرتبة عيد؟

تُعيّد كنيسة مجدلا في الأراضي المقدّسة اليوم السبت 23/7/2016 عيد ابنة مجدلا القديسة مريم المجدلية. في احتفال كبير يترأسه الأسقف بولس ماركوتسو الأسقف المساعد والنائب البطريركي العام في الأراضي المقدّسة.

مريم المجدلية

في العاشر من حزيران 2016 أصدر مجمع العبادة الإلهية وخدمة الأسرار المقدّسة، بناء على اقتراح البابا فرنسيس، مرسوماً يقضي برفع ذكرى القديسة مريم المجدلية الى مرتبة عيد في الكنيسة الجامعة. وبهذا بيّن المجمع إرادة الحبر الأعظم لرفع القديسة مريم المجدلية الى درجة من الأهمية شبيهة بمرتبة الرسل.

لم يحتل هذا النبأ سوى مساحة صغيرة في عالم الإعلام العالمي الواسع. وأما بالنسبة الينا فهو نبأ في غاية الأهمية وسبب فرح عظيم.
أراد البابا بهذا القرار أن يؤكد على دور هذه المرأة العظيمة، التي تبعت يسوع وتتلمذت له، والتي رافقته ووقفت هي أيضاً عند الصليب، وكانت أول اهدة للقيامة. ولهذا أراد أن يُبرز مكانتها في صميم حياة الكنيسة.

المونسنيور أرثور روش سكرتير مجمع العبادة الإلهية خدمة الأسرار المقدسة، أورد ثلاثة أسباب لهذا القرار البابوي.

اولاً، أراد أن يؤكد على در المرأة وكرامتها في العالم وفي الكنيسة.

ثانيا، أراد أن يشجّع عمل البشارة، إذ كانت مريم المجدلية أول من بدأ بها، وأول من حمل الى الرسل بشارة القيامة، ولهذا سماها اللاهوتي توما الأكويني “رسولة الرسل”.

وأخيراً أراد البابا أن يكون هذا الإجراء في سياق سنة الرحمة، لأننا نجد في حياة مريم المجدلية علاقة خاصة بحبّ الله الرحيم الذي ظهر في يسوع المسيح.

في هذا العيد الجديد تجد الكنيسة شفيعاً لها في ثلاثة مجالات، العالم في أمسّ الحاجة للتنبّه لها:

أولاً، الدفاع عن المرأة وعن كرامتها وإعطاؤها المكان الذي تستحقّه في بناء مجتمعنا، وفي حياة الكنيسة.

ثانياً، متابعة وتعميق عمل البشارة الجديدة.

ثالثاً، المزيد من اختبار حبّ الله الرحيم، بأكبر قدر ممكن. لأن الله يريد أن يرافق كل نفس وكل حياة وكل شخص في حجّته الأرضية، ويريد أن يقرّبه منه في الأبدية.

art

ماذا نعلم عن القديسة مريم المجدلية؟

وُلدت في مجدلا، وهي قرية صغيرة لصيادي الأسماك على الضفة الغربية من بحيرة طبريا,
عذبتها سبعة شياطين حررها وشفاها منها الرب يسوع المسيح.
كانت من أتباعه وخدمته في مسيره على الأرض. هي التي وقفت عند الصليب في الجلجثة مع والدة الإله.
وبعد موت الرب, يسوع زارت قبره ثلاثاً. وظهر لها مرتين بعد أن قام من بين الأموات.
مرة لوحدها ومرة أخرى مع بقية حاملات الطيب.
قيل في التراث إنها سافرت إلى رومية
وعرضت شكواها على الأمبراطور طيباريوس قيصر في شأن الظلم الذي ألحقه بيلاطس البنطي بيسوع. وقد ورد أن طيباريوس عزل بيلاطس, الذي ربما قضى قتلاً.
كذلك ورد أن مريم المجدلية بشرت بالكلمة في بلاد الغال (فرنسا) ثم انتقلت إلى مصر وفينيقيا وسوريا وبمفيليا وأماكن أخرى. وبعدما أمضت بعض الوقت في أورشليم انتقلت إلى أفسس حيث أنهت سعيها بنعمة الله.
نقل رفاتها إلى القسطنطينية. يُذكر أن اليد اليمنى للقدّيسة اليوم هي في دير سيمونو بتراس في جبل آثوس وتخرج منها رائحة عطرة.

مريم المجدلية

 لا شك أن للقديسة مريم المجدلية قوّة وشفاعة قديرة لدى الرب يسوع. على ماذا تعتمد قدرتها توضحه لنا هذه الحادثة:
 سأل كاهن احد الممسوسين (ايّ الذين سكنهم الشيطان) :
” من الذي يخيفك من قديسين السماء بعد الله؟
اجاب: “كل القديسين و لكن اثنتان ترعباني اكثر من الكل.
الاولى بطهارتها وانت تعرفها جيدا لا استطيع ان اذكر اسمها ففهم الكاهن بانه يقصد العذراء ام الله. 
والثانية تخيفني بتوبتها لانها منذ عرفت الله لم استطع ان اغلبها بخطيئة واحدة. وقد احبت المسيح لما عرفته اكثر من حبها لي لما كانت بخطيئتها.
اقول اسمها و انا ارتعد هي مريم المجدليّة.”

الدكتور تينا راي باحثة علم الكتاب المقدّس في جامعة سالفي ريجينا في الولايات المتحدّة توضح: “عادة، عندما تُذكر بلدة او قرية باتصال مع اسم إمرأة في الكتاب المقدّس، فإنه يشير الى أنها امرأة ثريّة او صاحبة مركز اجتماعي عالي. مما يؤكد أن المجدلية كانت صاحبة نفوذ وثروة.

من الجدير بالذكر أنه تم اكتشاف آثار قرية مجدلا في آواخر عام 2004 في الحفريات التي قام بها مركز نوتردام البابوي في القدس. أسابيع بعد بدء الحفر وقع علماء الآثار بقايا بناء جميل. في البداية وجدوا بعض أجزاء من الفسيفساء – تصوير من القرن الأول الميلادي، ذا شأن كبير في القديم – فتبين أن الموقع له مكانة هامة، وبعد متابعة البحث اكتشفوا أنه كان مجمع قديم.

هو المجمع الوحيد الذي كان قائما في الجليل أيام يسوع، وهو أحد أقدم سبعة مجامع في العالم.

توجد دلائل هامة جداً على قدم هذا الموقع منها الشهادة التي قدمتها حقيقة وجود عملة تعود إلى العام 29 قبل الميلاد. والتي تم العثور عليها في المجمع: هذا يدلّ على أن المجمع كان على زمن الرب يسوع المسيح.

gallery_06_full-2zcukdauarn96tqehnrle2

20098688530_a11c73fbf2_o-2zmtq5b9wk2hhx1kvxblsa
مجمع مجدلا الذي تم اكتشافه ويعود الى زمن المسيح

 

synogogue1

 

من حجارة مجدلا عليه رموز ترتبط بالهيكل الثاني ويُعد من أهم الإكتشافات في ال50 سنة الأخيرة
من حجارة مجدلا عليه رموز ترتبط بالهيكل الثاني ويُعد من أهم الإكتشافات في ال50 سنة الأخيرة

 

about_01
مركز مجدلا يضم كنيسة، مطعماً ومركزاً للرياضة الروحية بالقرب من الآثار التاريخية

 

article-2432989-1847908200000578-855_634x337
مركز مجدلا

 

blog_letter-31fy3rdny5qqr53jukvswa
مركز مجدلا قيد البناء

 

CM-Duc-In-Altum-Women´s-Atrium-2-550x367@2x
أعمدة مركز مجدلا وكل عمود حُفر عليه اسم امرأة ذُكرت في الإنجيل

 

مجدلا
عمود مريم المجدلية
duc-in-altum-sanctuary
كنيسة مجدلا صُمّم المذبح على شكل سفينة ساريتها الصليب
Jesus-casting-seven-demons-from-Mary-Magdalane-mosaic-in-Magdala-church-Seetheholyland.net_
لوحة فسيفساء في مركز الرياضات الروحية
YA_Kinneret_101
لوحة فسيفساء أثرية تعود الى القرن الأول ميلادي

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق