قصص القديسينمواضيع روحية

عاشوا لحظات مرعبة فيها، وكتبوا يحذّرونا منها: قديسون شاهدوا جهنّم !

جهنم
لوحة الغني وليعازر

كثر هم القديسين الذي كتبوا عن زيارتهم لجهنّم او عن مشاهدتهم اياها في رؤيا. هذه الرؤى عليها أن تدكّرنا بما سبق وعلّمته ايانا الكنيسة : جهنّم هي حقيقة، وكثير من البشر يسقطون فيها.
قديسة القرن التاسع عشر الكبيرة، القديسة فوستين، رسولة الرحمة الإلهية كتبت في يومياتها عن تأثير رؤيتها لجهنّم على حياتها :
“نتيجة لذلك، أصبحت أصلّي بلا انقطاع من أجل ارتداد الخطأة. وأستعطف رحمة الله لهم. يا يسوعي، أرغب في أن أبقى في العذاب حتى نهاية العالم، وسط معاناة كبيرة، على أن أهينك بأصغر خطيئة”.
لا يكفي أن تكون مجرّد خائف، ابتعد عن خطاياك، وأعمل على قيادة الآخرين للمسيح !

d
1- الطوباوية آن أمريك :”لا يمكن لأحد أن يشاهد دون أن يرتجف رعباً”
عاشت الطوباوية آن أمريك في أواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشرفي الإمبراطورية الرومانية المقدسة.
شاهدت خلال حياتها الكثير من الرؤى كفيلم سينمائي يُعرض امامها . شاهدت عملية الخلث ، وآدم وحوّاء وحياة الرب يسوع . وأيضاً شاهدت جهنّم. هذا مقتطف من إحدى رؤاها لجهنّم :

“منظر جهنّم الخارجي مرعب ومخيف. هائل بضخامته. بنائه ثقيل من الجرانيت، بالرغم من لونه الأسود، كان المعدن ساطعاً. والأبواب السوداء الضخمة لها براغي رهيبة لا يمكن لأحد ان يلمحها دون أن يرتجف رعباً.
آهات عميقة وصرخات اليأس والعويل يمكن تمييزها وسماعها حتى في الوقت الذي كانت فيه الأبواب مغلقة. لكن، آه، لا يمكن وصف الصراخ والعويل الرهيب الذي انفجر مصمّاً للآذان حين انحلّت البراغي وفُتحت الأبواب على مصراعيها.
آه ! من يمكنه تصوّر كآبة وبؤس منظر سكان هذا المكان البائس!

في الداخل مزدحم، مربك، كل شيء يسترعي الى ملأ الذهن بمشاعر الألم والحزن. علامات الغضب والنقمة على الله مرئية في كل مكان. يأس، مثل النسر ينخر كل قلب، البؤس والخصام يملك في كل شيء…. في مدينة جهنّم لا يمكن مشاهدة سوى الزنزانات المحصّنة، والكهوف المظلمة، والصحاري المخيفة والمستنقعات النتنة المليئة بكل الأنواع التي يمكن تصوّرها من الزواحف السامة والمثيرة للإشمئزاز…”

في جهنّم، مشاهد دائمة من الخصام والفتن البائسة، وكل نوع من الخطيئة والفساد، في أبشع صورة ممكن تصوّرها، أو ممثّلة بكثير من أنواع العذابات المروعة.

كل شيء في هذا المكان الكئيب يملأ العقل بالرعب . لا تُسمع فيه كلمة تعزية او مواساة. فكر وحيد هائل فقط : إن عدالة الله الكليّ القدرة قد حلّت على الملعونين لا أكثر من أستحقاقهم الكامل وباقتناع هائل الذي يُثقل كل قلب.                             الشيطان يظهر على حقيقته، بألوانه القاتمة المثيرة للإشمئزاز، مجرّداً من الأقنعة التي كان بواسطتها مخفيّاً عن العالم، الحيّة الجهنّمية تلتهم أولئك الذين كرّموها وعبدوها هنا على الأرض. بكلمة واحدة، جهنّم هي معبد الألم واليأس…”
e

2- القديسة تريزيا الأفيلية : “مشتعلون، وممزّقون الى أشلاء”
قديسة القرن السادس عشر العظيمة، ومعلّمة الكنيسة، هي أيضاً كانت لها رؤى عن جهنّم:
“يبدو المدخل كممرّ ضيّق وطويل، مثل التنّور، منخفض جداّ، مُظلم، ومُغلق. تبدو أرضها مُشبعة بالمياه، موحلة، كريهة للغاية، تنشر في كل اتّجاه روائح وبائية كريهة، وهي مغطاة بالحشرات المقرفة. في النهاية كان مكاناً مجوّفاً في الجدار، مثل خزانة، هناك رأيت نفسي محصورة…”

“شعرت بالنار في روحي… كانت آلامي الجسدية لا تُطاق. لقد مررت بكثير من الآلام والمعاناة هنا في هذه الحياة،… إلا أنها لا تُعدّ شيئاً بالنسبة لما شعرت به هناك ، خاصة عندما رأيت أنه لن يكون هنالك انقطاع، ولا اي حدود لآلام جهنّم…”
لم أستطع أن اشاهد من كان يعذّبني، لكني شعرت انني أشتعل بالنار، وأمزّق الى أشلاء، هذا ما بدا لي. وأكرّر ذلك، هذه النار الداخلية واليأس، هما أعظم كل العذابات…

لم يكن بإمكاني الجلوس أو الإستلقاء، فليس هناك مكان. لقد وُضعت فيها كأنها حفرة في جدار. وتلك الجدران مرعبة للنظر، طوّقتني من كل جانب. لم أكن أستطيع التنفس. لبس هناك نور، بل ظلام دامس…”
كنت مرعوبة جداً من تلك الرؤيا – وهذا الرعب ما زلت أشعر به بينما أكتب عنه الآن- على الرغم من أن الرؤيا وقعت قبل ست سنوات، يبرد دفء جسدي الطبيعي من الخوف حتى عندما أفكر فيه…”

“تلك هي الرؤيا التي ملأتني بالكرب الأعظم الذي أشعر به على مرأى العدد الكبير من النفوس الضائعة، وخاصة من اللوثريين – لأنهم كانوا مرة أعضاء في الكنيسة بالمعمودية – وأعطتني (الرؤيا) الرغبة العارمة لخلاص النفوس. بالتأكيد، أومن انني مستعدة من أجل خلاص نفس واحدة من تلك العذابات، ان أحتمل الموت عن طيب خاطر عدة مرات.”

يوحنا بوسكو
3- القديس يوحنا بوسكو :”رعب لا يوصف”
في عام 1868 حصل القديس دون بوسكو على رؤيا عن جهنّم في حلم. روايته عن الحلم طويلة جداً نذكر منها اهم المقتطفات:
بمجرّد ان عبرت عتبته، شعرت برعب لا يوصف ولم اجرؤ على اتخاذ خطوة واحدة اخرى. امامي شاعدت ما يشبه الكهف، هائل الحجم، الذي اختفى تدريجياً في تجاويف التي غرقت في اعماق الجبال. كانت ملتهبة مشتعلة، لكن نيرانها لاتشبه النار الأرضية مع ألسنة لهب. كل الكهف – الجدران، السقف، الأرض، الحديد، الصخور، الحطب والفحم – كلها كانت ملتهبة ، تلمع من الحرارة التي تبلغ آلاف الدرجات. بالرغم من ذلك هذه النيران لا تفني ولم تستنفذ شيئاً. انا ببساطة لا يمكنني إيجاد الكلمات لوصف الرعب في الكهف…”

أمرني دليلي ان المس بيدي الجدار القريب، لكني لم أجد الشجاعة الكافية، وحاولت الإبتعاد . لكنه أصرّ :”لمسة واحدة فقط، حتى تستطيع أن تقول أنك لمست جدران المعاناة الأبدية . أنظر الى هذا الجدار انه سميك . يوجد آلاف الجدران بين هذا والنار الحقيقية لجهنّم. وكل جدار سمكه آلاف الأميال، وبين كل جدار وجدار، مسافة تبلغ ايضاً آلاف الأميال. هذا الجدار هو مجرّد الحافّة الخرجية لجهنّم.

أمسك دليلي بيدي مجبراً اياي على فتحها، وضغطها على أول جدار من آلاف الجدران في جهنم. شعرت بآلام مبرحة لدرجة أني قفزت صارخاً ووجدت نفسي جالساً في السرير…”

“كانت يدي تلذعني وظللت أفركها لتخفيف الألم. عندما استيقظت في الصباح لاحظت انها متورّمة. وضع يدي على الجدار ، على الرغم من ان ذلك حصل في المنام، كان شعوراً حقيقياً، بحيث في وقت لاحق انتزع الجلد عن كفّ يدي”.
ضعوا في اعتباركم ، انني حاولت ان لا أخيفكم كثيراً، حتى أنني لم أصفالأشياء المرعبة الكثيرة التي رأيتها. نعلم ان الرب تكلّم عن جهنّم برموز، لأنه إن وصفه على حقيقته، فليس هناك بشر يمكنه فهم وإدراك هذه الأمور”.

b

4- الراهبة لوسي، رائية فاطيما : “صراخ وأنين من الألم واليأس”
الراهبة لوسي ليست قديسة فقد توفّت في 2005 لكنها إحدى رؤاة ظهورات السيدة العذراء في فاطيما، التي جرت في بداية القرن العشرين، ظهورات مثبتة من الكنيسة المقدسة. رؤية لوسي لجهنّم هي جزء من الأحداث التي رافقت الظهورات وهذا ما قالت عنها:

“فتحت سيدتنا يديها وخرج منها شعاع من نور، وبدا الشعاع الذي من نور ينفذ إلى الأرض، ورأينا كبحر من نار، ورأينا الشياطين وأرواح في أشكال بشرية مثل الجمر الشفاف المحترق تغوص في تلك النار، وهى سوداء أو برونزي لامع، تطفوا في حريق هائل ثم ترتفع في الهواء بواسطة اللهب الذي يصدر من داخل أنفسهم مع السحب العظيمة للدخان، ثم يسقطون ثانية في كل جانب مثل الشرار في النيران الضخمة بدون وزن أو توازن، بين الصراخ والأنين من الألم واليأس، الذي أفزعنا وجعلنا نرتعد من الخوف (وقد يكون هذا المنظر هو الذي جعلني اصرخ، كما قال الناس انهم سمعوني).

وكانت الشياطين مميزة (عن أرواح البشر المدانين) بأشكالها المرعبة والعاصية مثل الحيوانات المخيفة والغير المعروفة، سوداء وشفافة مثل الفحم المحترق. وقد دامت الرؤيا للحظات، وشكراً لأمنا السماوية التي وعدتنا في ظهورها الأول أن تأخذنا إلى السماء. فبدون ذلك الوعد لكنّا قد متنا من الخوف والرعب “.القديسة فوستين

5- القديسة فوستين “مكان العذابات الرهيب”

أنا الأخت فوستين، زرت بأمر الله، لجج الجحيم كي أستطيع أن أخبر عنه النفوس، وأشهد لوجوده. لا أستطيع التحدّث عنه الآن. ولكن أمرني الرّب أن أكتب عنه.
ﺇمتلات الشياطين حقدًا ضدّي. ولكن أجبروا على طاعتي بأمرٍ من لدن الله. وما كتبت إلاّ ظلاًّ شاحبًا ممّا رأيت.
ﺇنّما لاحظت شيئًا، وهو أنّ أكثريّة النفوس هناك هي التي لم تؤمن أنّه يوجد جحيم.
قادني اليوم ملاك إلى هاوية الجحيم، حيث العذاب هو فظيع، فيا لهول ﺇتّساعه وامتداده.

أمّا أنواع العذابات التي رأيت فهي:
– العذاب الاوّل الذي يكوّن الجحيم هو فقدان الله.
– العذاب الثاني هو عذاب الضمير الدائم.
– العذاب الثالث هو ثبات تلك الحالة التي لا تتبدّل.
– العذاب الرابع هو النار التي تلجّ النفس دون أن تدمّرها.
– العذاب الخامس هو ظلمة لا تتنتهي، ورائحة مخيفة خانقة، ورغم الظلمة فانّ الشياطين والنفوس الهالكة ترى بعضها البعض كما ترى شرّ الآخرين وشرّها.
– العذاب السادس هو رفقة الشياطين الدائمة.
– العذاب السابع هو يأس مريع، حقد على الله، كلمات باطلة، لعنات وتجديف.

تلك هي العذابات التي تتحمّلها النفوس الهالكة ولكن ليست هذه كلّها، هناك عذابات مخصّصة إلى نفوس معيّنة هي عذابات الحواس. تتحمّل كلّ نفس عذابات مخيفة لا توصف تتعلّق بالطريقة التي ارتكبت فيها الخطيئة. ليعلم الخاطىء أنّه يتعذّب مدى الأبديّة في حواسه التي استعملها لارتكاب الخطيئة.
أكتب هذه نزولاً عند طلب الله حتّى لا تجد النفس أيّ عذر، فتقول أنّه لا يوجد جحيم، أو أنّه لم يقصد أحد ذاك المكان، لذا لا نستطيع وصفه.a

6- القديسة فيرونيكا جولياني “رأيت جمعًا كبيرًا من النفوس والشياطين المشبوكة بعضها ببعض بسلسلة من نار”

العظيمة بين القديسين فيرونيكا جولياني لم تشاهد جهنّم برؤيا او زارتها مرة واحدة بل كانت تراها كلّ يوم تقريبًا، بهولها وعذاباتها. تزورها مرارًا، بحسب إرادة الله، يرافقها عادة ملاكاها الحارسان بشكل منظور، ومريم الكليّة القداسة بشكل غير منظور.

“وجدت نفسي بلمحة بصر في منطقة سفليّة سوداء منتنة. سمعت خوار جواميس وزئير أسود وفحيح أفاع وقصف رعود ترعب الأجواء. وكنت في الوقت عينه ألمح بروقًا صفراويّة تتلاعب وسط الدخان. وهذا ليس شيئًا بالنسبة لما سأراه فيما بعد.
انتصب أمامي جبل عظيم مليء بالأصلال والأفاعي بأعداد هائلة معقودة بعضها ببعض، تتقلّب وتتلوّى عبثًا دون أن تستطيع الانفصال وسألتهم عن تلك الأصوات الكئيبة، فأعطوني جوابًا واحدًا: إنّها جهنّم العليا، أي جهنّم الخفيفة.

فعلاً، فقد انشقّ الجبل بعد ذلك وانفتح جانباه، فرأيت فيه جمعًا كبيرًا من النفوس والشياطين المشبوكة بعضها ببعض بسلسلة من نار. وكانت الشياطين، الشبيهة بجواميس مرعبة وأحصنة مكدونة، تلقي من عيونها وأنوفها وأفواهها النيران، بينما أسنانها، وهي أشبه بخناجر من فولاذ، تعضّ النفوس وتقطّعها.
فَعَلا صراخ حادّ، صراخ يائس… وانتصبت جبال أخرى أشدّ هولاً من هذا الجبل، أجوافها مسرح لعذابات شرسة يستحيل عليّ وصفها.

ورأيت في قعر الهاوية عرشًا هائلاً مؤلّفًا من الشياطين الأكثر بشاعة رعبًا وهولاً، وفي الوسط رأيت كرسيًا مؤلّفًا من رؤساء الظلمات.
هناك ينتصب الشيطان ببشاعته التي لا توصف. وكأنّ رأسه مؤلّف من مئة رأس، تعلوه حراب هائلة حيّة، على رأس كلّ منها عين مفتوحة محرقة تلقي أسهمًا من لهيب، تضرم حرارتها الجمر الجهنّمي وتهيّجه. يرى الشيطان جميع الهالكين، وهم بدورهم يرونه.

وأعلمتني الملائكة بأنّ هذه الرؤية وجهًا لوجه مع الشيطان المرعب هي التي تسبّب عذابات جهنّم، كما أنّ رؤية الله وجهًا لوجه تتضمّن مباهج الفردوس. فالشيطان يلقي على عناصره الآلام والعذابات التي تلتهمهم. وعندما يقذف اللعنات والشتائم، يجعل الجميع يشتمون ويلعنون ويطلقون معه عواء اليأس.
قلتُ لملائكتي: “كم من الوقت تدوم هذه العذابات؟” فأجابوني:
“إلى الأبد، مدى الأبديّة!”

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق