صعود الرب يسوع الى السماء وانتقال مريم العذراء… هل هنالك فرق؟
يذكر الإنجيل المقدّس حدث صعود الرب يسوع بنفسه وجسده الى السماء. ويؤمن المسيحيون كافّة بأن السيّدة العذراء انتقلت الى السماء بنفسها وجسدها بحسب عقيدة الإنتقال.
“في صعود السيد المسيح إعلان عن لاهوته، فالذي عاش بالجسد معنا على الأرض وهو يخفي لاهوته، يتمجد فوق الخليقة كلها، فهو إله بطبيعته أزلي في جوهره”.
15 آب هو من أكبر الأعياد المريمية. يوم مقدّس تحتفل فيه الكنيسة بانتقال مريم الى السماء.
انه احتفال بالعقيدة الإيمانية: أن مريم في نهاية حياتها الأرضية وبعد مماتها رُفعت نفسها وجسدها الى السماء، حيث تحيا الى يومنا هذا. هذا مختلف عمّا يحدث مع المؤمنين الأموات. فأجسادهم تبقى على الأرض بينما تطير أرواحهم الى السماء.
لكن لماذا يُشار الى ذلك بكلمة “إنتقال”. الرب يسوع ذهب ايضاً الى السماء عند نهاية عمله على الأرض، لكنّ الكنيسة تشير الى ذلك بكلمة “صعود. فهل يوجد فرق؟
نعم. يوجد فرق كبير بين انتقال العذراء وصعود المسيح! والفرق هو بكيفية وصولهما الى السماء.
يسوع المسيح هو ابن الله الذي صار إنساناً وله طبيعتين إلهيّة وبشرية. عندما ذهب الى السماء، بجسده وروحه، فعل ذلك بقوّته وقدرته الذاتية. هو الفاعل لعملية الصعود.
مريم، من ناحية أخرى هي بطبيعة الحال مخلوق. تعتمد كليّاً على نعمة الله في كل شيء. فهي لا تستطيع الوصول الى السماء بقوّتها الذاتية. بدلاً من ذلك أُخِذت الى هناك. أي لم تكن هي الفاعلة بل الله.
اللاهوتيين حذرين جداً في انتقاء الكلمات، خصوصاً في اختيارهم لنصّ العقائد. في كثير من الأحيان، كما في هذه الحالة، يبدو الفارق في المصطلحات صغيراً، لكنه يكون ذو معنى كبير ومهمّ.