الكنيسة المقدسةشهر مع العذراء مريم

شهر مع العذراء مريم – اليوم الواحد والعشرون

شهر مع العذراء مريم – اليوم الواحد والعشرون

«يا أمي مريم ألعذراء الكليّة القداسة، غالباً ما جلب الاكرامُ للورديّة السلام للكنيسة المضطهدة والمعذّبة.
وأنتِ في فاطيما، قد طلبتِ أن تتلى المسبحة كل يوم من أجل الحصول على السلام في العالم.
فإّني أرغب في تلبيةِ هذا الطلب، وأستسلم لطيبة قلبك الطاهر، وأتعهّد بأن أتلو المسبحة كلّ يوم لكي تمنحي السلام للعالم، ولكي نبقى أوفياءَ لإبنك الإلهي. أرجوكِ أن تباركيني لكي أكون أميناً لهذا القصد. آمين».

«فإنَّها نَفحَةٌ من قدرَةِ اللهِ واْنبعاثٌ خالصٌ مِن مَجدِ القَدير. فلِذَلك لا يَتَسرَبُ إِلَيها شيءٌ نَجِس، لأنَّها اْنعِكاسٌ لِلنَّّورِ الأزَليَ ومِرآةٌ صافِيَةٌ لِعَمَلِ الله وصورَةٌ لِصَلاحه.

تَقدِر على كُلِّ شيء وهي وَحدَها وتُجَدَدُ كلَّ شيَءٍ وهي ثابِتَةّ في ذاتها وعلى مَرِّ الأجْيالِ تَجْتاُز إِلى نُفوسٍ قِدِّيسة فتُنشئُ أَصدِقاءَ لِلهِ وأنبياء. لأنَّ اللهَ لا يُحِبُّ إِلَّا مَن يُساكِنُ الحِكمَة. فإنَّها أَبْهى مِنَ الشَّمس وأَسْمى مِن كُلً مَجْموعةِ نجوم وإِذا قيست بِالنورِ ظَهَرَ تَفوَقُها».

في رسائلها في سان داميانو

«تعالوا إلي عندَ قدميّ ، لاتشـُكّوا فيّ ! أنتم الذين جئـتم إلى هنا في المَطر والضَباب وعِبرَ الثلوج ، لم يلحَـقكُم أي أذى! إني سوف اساعِدكُم ، وأشـَددُ عِزيمتَكم : الأمَ في إنتظارِكم!
لقد نزلتُ إليكم لنتحِدَ معاً ، انتم وأنا ، لنلتمِـسَ من الآب الأزليَ الشفقة والرَحمة

أعلِنوا للعالم وجَمَيع أبنائي المُكّرسين ….. تَحدثوا إلى الكهنة والأساقِفة ، لِيَحضُروا هنا عِند قدميّ حيث أهبُهم قوة كبيرة ! وقدرة كبيرة ! أرسلوا ملاككم الحارس إلى العالم أجمع لِيـُلهِم أنفُساً كثيرة للحضور إلى هنا».

القدّيس توماس دي فيلينيف

«قالت مريم، كيف يكون هذا، وأنا لا أعرف رجلًا؟ يا لخفرها الرائع! يا لحيائها الفائق بالعفّة! الملاك يُعلنها أمًّا لله، وهي قلقة على بتوليّتها. إنها ستتلقّى الله ابنًا، وطهرها هو الذي يشغل بالها.

كم كان عشقها للطهر المقدّس جمًّا! ولكن من أين جاءها هذا الحياء القدسي بالطهر، الذي لا عهد للعالم به؟ من لقّنك يا مريم هذا الخفر البتولي الذي يلقى لدى الله حظوة كبرى؟ في أيّة مدرسة تعلّمت أن الحفاظ على البتولية يفوق كل مجد، بحيث قيّدتِ موافقتك على أن تكوني أمًّا لله، بأن تظلّي أمًّا عذراء؟!».

العذراء تشفي تريزيا الصغيرة

«كانت تريزيا في العاشرة من عمرها، بعد دخول أختها البكر بولين الى دير الكرمل، أُصيبت تريزيا بمرضٍ غريب، عبارة عن ألمٍ شديد في الرأس مع رجفةٍ غريبة وهذيانٍ، فأصبحت طريحة الفراش لأيّام… حتّى ظنّ من رآها أنّها لن تُشفى أبداً ! فكتبت بنفسها عن تلك الحادثة قائلةً:

هذا المرض، تسرّب إليّ من دون شكٍّ من حسد الشيطان ! الذي اغتاظ لمشاهدة الدخول الأول الى الكرمل -بولين- (لأنّ جميع أخوات تريزا ترهّبن فيما بعد في الكرمل) فأراد الإنتقام منّي، للضرر الكبير الذي ستُلحقه به أُسرتي في المستقبل ! ولكن فاته أنّ ملكة السماء ساهرةٌ بأمانةٍ على زهرتها الصغيرة.. “إنّ هذا المرض ليس للموت، بل لمجد الله”.

بعد الكثير من الصلوات والمحاولات… ركعت أختي ماري باكيةً على الأقدام (بجنب سرير تريزا) ثمّ اتجهت الى تمثال العذراء المباركة، وابتهلت اليها بحرارة الأمّ التي تتضرّع طالبةً حياة ابنها. واقتدت بها ليوني وسيلين (الأختان الأخرتان) ثمّ انفجر صراخ إيمانٍ أرغم باب السماء على الإنفتاح!

وكنتُ انا أيضًا اتّجهتُ نحو أمّي السماويّة، إذ لم أجد على الأرض أيّ نجدة !!
وإذا بالتمثال يتحرّك .. فأضحت العذراء مريم جميلةً، جميلةً حتّى ليتعذّر عليّ أن اهتدي يومًا الى كلمات تعبّر عن هذا الرُّواء الإلهي، وكان وجهها يبثُّ عذوبةً وطيبةً وحناناً يعجز عنه الوصف.. وإنّ ما دخل الى أعماق روحي هو ذلك الإبتسام الساحر ! فاختفت عندئذٍ كلّ آلامي، وانبثقت من أجفاني دمعتان كبيرتان، وسالتا على الخدّين بتّئادٍ وسكون… حقًا كان ذلك لمجد الله
».

«أيًّا كنت أيها الإنسان، تأمّل حوّاء ومريم، وقارن بين أمّك وأمّ المخلّص. وتبيّن أيّة منهما تحظى بحبّ الله الأزلي، وبامتيازاته.

إحداهما أخضعت كل ذرّيتها لعبودية إبليس، والأخرى حطّمت أغلال العبودية التي كانت تُكبّل أجدادها.
إحداهما جاءت بالموت، والأخرى جاءت بالحياة.
واحدة أشرعت أبواب الجحيم، والأخرى أشرعت أبواب السماء».

«أيتها البتول الرحومة لقد اختارك الرّب كي تكوني أماً لاْبنه ،وأنت أستجبت بفرح وقلت نعم، فحملت للبشرية المخلّص والفادي. نتضرّع إليك كي تعلمينا أن نقول نعم لمشيئة الرب في كل يوم. آمين».

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق