شهر مع العذراء مريم – اليوم السابع عشر
شهر مع العذراء مريم – اليوم السابع عشر
«يا مريم، الحبّ الجميل… بما أنك كُرّمتِ أكثر من جميع القدّيسين بسطوع النور السماوي، أرجوكِ بتواضع، بحقّ أحشاء عطفك الأمومي، وخاصة بالحكمة التي تجسّدت فيكِ، هبيني بشفاعتكِ، نعمة الروح القدس، لكي يقوى ذهني على الفهم، وتقوى ذاكرتي على الحفظ، وتقوى أقوالي على التعبير عن كل ما من شأنه أن يكون مفيدًا لي وللآخرين، إكرامًا للكنيسة المقدّسة، ولاسم ابنكِ، ومن أجل مجد الله، ومن أجل خلاصي. آمين».
«مَن يَجِدُ المَرأَةَ الفاضِلة؟ إِنَّ قيمَتَها فَوِقَ اللآلِئ. قَلبُ زوجِها يَثق بِها فلا تُعوُزه الغَنيمة. تأتيه بِالخَيرِ دونَ الشَّرّ جَميعَ أيام حَياتِها. تَلتَمِسُ صوفًا وكتَانًا وتَعمَلُ بِحِذْقِ كَفَّيها فتَكونُ كسُفُنِ التَّاجِر تَجلُبُ طَعامَها مِن بَعيد. تَقومُ واللَّيلُ مُخَيِّم وتُعْطي طَعامًا لِبَيتها ولجَوارحها أَعْمالَهُنَّ».
في رسائلها في لاساليت
«سيكون هنالك نوع من “السِّلم المزيّف” في العالم.
لن يفكّر الناس حينئذٍ سوى بملذاّتهم. والأشرار سيستسلمون لكافّة أنواع الخطايا، وينتشر حبّ الملذّات الجسديّة في كلّ أنحاء الأرض. سيكون الإيمان الحقيقي بالله مَنسيّاً بالتمام فيذهبُ كلّ فرد بعقيدةٍ إنفرادّية تخُصُّه يريدُ بها أن يتسلّط على الإنفراديّين أمثاله.
أمّا أبناءُ الكنيسة المقدّسة، أبناءُ إيماني، أتباعي الحقيقيّون، فإنّهم سينمون ويزدهرون في محبّة الله ومحبّة أعزّ وأثمن الفضائل لديّ.
ستمتلأ الأرض وبغزارةٍ بالكتب الشيطانيّة المُفسدة، وستنشر أرواح الظلام انحطاطاً شاملاً في كلّ مكان لكلّ ما يُعنى بخدمة الله. وسيكون لهذه الأرواح قدرةً كبيرة على قِوى الطبيعة. وسيكون هناك كنائس تُؤسّس لخدمة هذه الأرواح. أناسٌ سيُنقلون مِن مكان إلى آخر بواسطة هذه الأرواح الشرّيرة، حتّى الكهنة أيضاً، لأنّهم لن يكونون مَقودين بِروح الإنجيل الصالحة، التي هي روح تواضع، محبّة وحماس لمجد الله.
كثيرون سوف يستسلمون ليُقادوا إلى الهلاك لأنّهم لم يعبدوا المسيح الحقيقي الذي عاش بينهم».
القدّيس جيروم
«إنّ العذراء بفضل النعمة والاستحقاق، لا بفضل طبيعتها، هي أكثر من عذراء، وأكثر من إنسان. قد يُتاح لعذارى أخريات احتذاء مثَلها حتى الامتناع عن كل أفعال الجسد. غير أنها تلقّت الرسالة الملائكية، بات كل ما يحدث فيها إلهيًّا.
حتى حبلها بابن الله كانت طاهرة منزّهة من كل دنس ولوثة، ولكن ربما كان لا يزال فيها بقايا وهن بشري، ولكن مذ حلّ عليها الروح القدس، أصبحت امرأة يحتفظ بها الله لذاته».
عذراء العمود
«في السنة الأربعين بعد الميلاد، ظهر الرّبّ يسوع لأمّه مريم وطلب منها أن تذهب لمساعدة تلميذه يعقوب الذي يواجه صعوبة كبيرة في بشارة الشّعب الإسباني الوثنيّ في جزيرة أيبيريا.
في إحدى الليالي، وفيما كان يعقوب يُصلّي وبعض التّلاميذ على ضفّة نهرٍ، وصلت العذراء مريم محمولةً من الملائكة على عمودٍ. فنزلت وأشارت للملائكة بإصبعها إلى المكان الذي يجب أن يزرعوا فيه العمود حيث وضعت أيقونةً لها. ثمّ، توجّهت العذراء إلى يعقوب طالبةً منه أن ينفّذ رغبة ابنها يسوع بتشييد معبد يحمل اسمها. وحين أنهت حديثها، حملها الملائكة وعادَت إلى أورشليم، تاركةً ملاكًا واحدًا ليحرس المكان كعلامةٍ لحمايتها.
منذ ذلك الحين، فاضت النّعم في إسبانيا، فارتدَّ الكثيرون وشفي كثيرون آخرون. بدوره توجّه القدّيس يوحنا بولس الثّاني إلى سراغوسطة الإسبانية خلال حبريته لزيارة “عذراء Pilar” أي العمود. وحينما وصل عبّرَ مبتهجًا: “اليوم تحقّقت أمنيتي كابنٍ متعبّدٍ للأمّ السّماوية، وها أنا أسجد وأُقبِّل العمود الذي كانت واقفةً عليه».
«إن الكتاب المقدّس المُلهم من الله يعلن أن كلمة الله صار بشرًا، أي أنه اتّحد بجسد ينعم بنفس عاقلة… ومجمع نيقية يعلن أن كلمة الله هو سيّدنا يسوع المسيح، المولود من الآب، والمساوي له في الجوهر… ومن ثمّ، يمكن أن تُدعى العذراء القدّيسة، في الآن عينه، أمّ المسيح، وأمّ الله، فهي لم تضع إنسانًا مثلنا، بل كلمة الله الذي تجسّد، وصار بشرًا».
«سلام، يا أمّ الرحمة، وموطن الثالوث الأقدس، ولكنك لجلال الكلمة المتجسّد وفّرتِ مقدِسًا خاصًّا.
من عرشك الرفيع في السماء، أوصي ابنك بنا، لكيلا يقوى إرهاب أعدائنا وخداعهم على ضعفنا.
في الصراع الذي نخوض غماره، أُعضدينا بسندكِ، وليُهزم عدوّنا المشبع جسارة ومكرًا أمام قدرتك الفائقة، ولتفشل حيلته أمام فطنتك!
ويا يسوع، احفظ خدّام أمّك. حلّ قيود الخطأة، وخلّصهم بنعمتك، وادمغنا بملامح نورك المجيد. آمين».