شهر مع العذراء مريم – اليوم الثاني
افتحي لنا باب التحنن يا والدة الله المباركة
لأننا باتّكالنا عليك لا نخيب. بك نخلص من كل المحن، لأنك أنت خلاص جنس المسيحيين.
ارحمنا يا رب ارحمنا لأننا عليك توكّلنا فلا تسخط علينا ولا تذكر آثامنا
بل نجنا من أعدائنا لأنك أنت هو إلهنا ونحن شعبك وجميعنا صنع يديك وباسمك نُدعى.
هللويــا
«رَأَيتُ المَدينَةَ المُقَدَّسة، أُورَشَليمَ الجَديدة، نازِلَةً مِنَ السَّماءِ مِن عِندِ الله، مُهَيَّأَةً مِثلَ عَروسٍ مُزَيَّنَةٍ لِعَريسِها. وسَمِعتُ صَوتًا جَهيرًا مِنَ العَرشِ يَقول: «هُوَذا مَسكِنُ اللهِ مع النَّاس، فسَيَسكُنُ معهم وهم سيَكونونَ شُعوبَه وهو سيَكونُ «اللهُ معَهم». (رؤيا 3:21-2)
من رسائل العذراء للكاهن دون غوبي (الكتاب الأزرق)
«أنا أمّ الكنيسة؛ إنّ دوري الوالدي هو أن أتبع كلّ حياة الكنيسة على الأرض، خلال مجرى تاريخها. ولقد قدّمتُ دائمًا للكنيسة طوال سيرها الأليم، الملجأ الأكيد، ألا وهو قلبي البريء من الدّنس. إنّه يحتوي على كلّ حبّي البتولي والوالديّ لأجلكم. إنّه ينفتح ليقدّم لكم العون والتعزية والحماية. إنّه يصبح بالنسبة إلى كلّ واحدٍ منكم، الملجأ الأكثر أمانًا، والدّرب التي توصلكم إلى إله الخلاص والسّلام.
هناك أحداثٌ معبِّرةٌ وأليمة بالنسبة إلى هذه البشريّة المسكينة، والتي أصبحت الآن تحت رحمة قوّات الشرّ، التي ثارت ثائرتها مرّة أخرى، إنّي أدعو الجميع ليدخلوا في ملجأ قلبي البريء من الدّنس الأكيد».
البابا فرنسيس
«مريم ليست أم يسوع بل أم الله ففي قلبها ينبض قلب الكنيسة
علينا البدء من جديد من المذود ، من الام التي تحمل الله بين ذراعيها
التعبد لمريم هو فرض من فروض الحياة المسيحية
نحن كلنا بحاجة الى قلب جديد شبيه بقلب مريم
وهو قلب يعلم كيفية حفظ حب الله العذب والشعور بدقّات قلب كل من حولنا
ام الله هي أعظم كائن بشري خلقه الله».
عذراء الخدم
كان تمثال جميل للعذراء في حديقة قصر إحدى الأميرات بالنمسا، وكانت لهذه الأميرة خدم كثير و لكن كانت هناك وصيفة واحدة لخدمتها الخاصة منذ عدة سنوات.
وفي أحد الأيام، إذ بها لا تجد خاتمها الماسي الثمين. فنادت على وصيفتها التي ربّتها منذ كانت طفلة وقالت في لهجة غاضبة: “أين خاتمي الثمين الذي أهداه لي الإمبراطور شخصيًا؟ واتّهمتها بسرقته.
لم تجب الخادمة بل أسرعت نحو الحديقة حيث تمثال السيدة العذراء وقالت لها أنجديني يا أمي الملكة”
فما كان من الأميرة إلا أن قالت لها عندما رأتها أمام التمثال “أن العذراء ليست للخدامين”
شعرت الخادمة و كأن خنجر يخترق قلبها. وعبثا حاولت أن يغمض لها جفن في تلك الليلة. فدموعها تنساب بغزارة. هل حقًّا أيتها السيدة العذراء أنت لست للخدم؟؟ ألا يحق لي أن أدعوك أمي؟ هل حتى عند الله يوجد أسياد وخدم؟
في اليوم التالي أرادت الأميرة أن تحضر إحدى الحفلات … فأخرجت وشاح الدانتيل لتلبسه، وإذا بالخاتم عالقًا بطرفه حيث اشتبك الدانتيل بأحد الحجارة الثمينة.
خجلت الأميرة جدًا من نفسها، وذهبت إلى وصيفتها مسرعة تعتذر لها لأول مرة في حياتها.
وحتى تعبر عن أسفها الشديد وندمها، قررت أن تهدي هذا التمثال للكنيسة و يسمى تمثال عذراء الخدم حتى يعرف كل البشر أن العذراء هي أم لكل إنسان. وفعلًا تم نقل التمثال للكاتدرائية واشتهر بهذا الاسم في كل الأرجاء فالعذراء مستعدة أن تكون أمًّا لك إن دعوتها، فهي قريبة جدًّا من أولادها. وابنها الحبيب لا يرفض لها طلب … إذ ليس لنا دالة و لا حجة و لا معذرة من أجل كثرة خطايانا فنحن بك نتوسل إلى الذي وُلد منك يا والدة الإله العذراء لأن كثيرة هي شفاعتك ومقبولة عند مخلصنا.
طوبى لكِ، يا مريم: إنَّ الخلاص بكِ جاءنا، والآن بين يدَيَّ المولى بالمجد تتمتّعين.
يا رب، أنشر علينا لواء نعمتك. أنت اصطفيتَ مريم لتكون أمًّا لابنك الوحيد، إرحم جميع الذين ينتظرون الخلاص. أنت حملت الفرح والسلام إلى قلب مريم، على لسان جبرائيل، أُشمُل العالم كلّه بالفرح والسلام والحقّ. آمين