مواضيع روحية

قيل الكثير عن مريم العذراء وعمّن تكون، هاكم 10 أمور لن تجدها في مريم!

بعض المسيحيين يجدون صعوبة بإعطاء مريم العذراء مكانة عالية في حياتهم. يجاهدون لفهمها أو لرؤية حاجتهم للصلاة إليها. ومنهم من يرفض العبادات الخاصة بها كالوردية والشهر المريمي والتكريس لقلبها الطاهر. ومنهم من يعتبرونها “إضافة” غير ضرورية لإيمانهم. إن كنت واحد من هؤلاء وتريد أن تكتشف مريم، عليك أن تعرف الحقائق الموجودة فيها وأيضاً الغير موجودة في مريم.

1- مريم ليست إلهة أو معبود

إحدى أشهر الانتقادات التي غالباً ما تُفرض علينا هي أننا نعبد مريم. فكيف نصلي لمريم؟ في الحقيقة، كثيراً ما نطلب من الآخرين أن يصلوا من أجلنا. مريم هي شفيعتنا وهي تتوسّط لنا عند الله. هل يرفض المسيح طلب أمّه؟ مريم ترفع صلواتنا إليه وتذكّره بمعاناتنا. نحن نكرّمها ونبجّلها لأنها والدة الإله. لا نعبدها! لدينا إله واحد فقط نعبده ، نسجد له، ونمجّده، كما تأمرنا وصايا الله.

2- مريم لا تديننا ولا تشير لنا بإصبع الإتّهام

كونها قد وُلدت بدون خطيئة، لا يجعلها تدين كل أخطاءنا، بل بالأحرى يجعلها النور الذي يضيء  ظلام نفوسنا وحياتنا ويقودنا الى المسيح. القديس أوغسطينوس وصف العذراء بأنها كالقمر الذي يعكس نور الشمس – إبنها الرب يسوع. تُلقّب مريم بأنها ملجأ الخطأة، ومثل الأمّ الصالحة كل ما ترغبه هو أن تقودنا الى  السماء والى رحمة إبنها الإلهي.
إنها لا ترغب بأن تقف كقاضية، بل لا تزال تحرّكنا، وتشجّعنا الى أن نصل الى الوطن السماوي.

3- مريم ليست مخيفة

قد يكون عدد ظهورات السيدة العذراء موضوعًا مثيرًا للجدل. هل ظهرت حقاً؟ هل يمكننا أن نعرف على وجه اليقين أن الرؤاة يقولون الحقيقة؟ هل يجب أن نؤمن بهم؟ عندما لا نفهم حقيقة الظهورات، يمكن أن يكون الأمر مخيفًا جدًا. قد يستوجب الأمر زيارة إلى مكان الظهورات لندرك الحقيقة ونشعر بالسلام. ومع ذلك، فإن دوافع السيدة العذراء في كل ظهورات تنبع من حبها لنا. وتعطي رسائل، لأنها تهتم بنا وتريدنا أن نخلص من عواقب خطايانا. نحن لسنا ملزمين بالإيمان في هذه الظهورات. ومع ذلك، التكريم والتعبّد المحيطة بها جميلة جداً، وتفيد في تعزيز الإيمان.

4- مريم ليست أمّنا الأرضية

من أجل فهم مريم، ونحن نتطلع بطبيعة الحال إلى أمهاتنا كنموذج للأمومة. هنّ العدسة التي نرى مريم من خلالها. ومع ذلك، مهما كانت أمّهاتنا رائعات، فهنّ ليسوا مثاليات. وقد نجد في كل أمّ صفات لا تروقنا. لكن في مريم تجتمع كل صفات الأمّ المثالية وأكثر من ذلك. إنها الأمومة القصوى! تهتم، ترعى، تداوي، تشفع، وتتوق أن نعرف ابنها بأفضل شكل.

5- مريم ليست ضعيفة

هذا مفهوم خاطئ شائع عن السيدة العذراء، ويأتي من فهمنا البشري الذي يفتقر لمفهوم الطاعة والتواضع. نعم ، مريم كانت مطيعة ومتواضعة، ولكن هذا لا يعني أنها كانت ضعيفة أو خاملة أو ذليلة. بالأحرى يعني أنها كانت تعرف دائمًا أن الله لديه خطة مثالية، أفضل من خطتها، وتفوق فهمها. هذا يعني أنها كانت سخية في كل شيء وتهتم بعمق بكل من حولها.
بحفاظها على تواضعها العميق كانت أيضاً جازمة. كما في عرس قانا الجليل، فقد كانت ملحّة في طلبها من ابنها يسوع بأن يفعل شيئاً حيال وضع أهل العرس.
بالإضافة الى ذلك، يحتاج الأمر لشخص  قوي لكي يكون مطيعاً، ولكي يربي طفلاً في الفقر والعوَز. يحتاج الأمر لشخص قوي لكي يظلّ صامتاً بينما تحيط به الشكوك في وطن يحكمه الغرباء القساة. يحتاج الأمر لشخص قوي أن ينظر وحيده يُعذَّب ويهان ويُعدَم بأبشع طريقة اخترعها العقل البشري والشيطاني. لا يوجد شيء ضعيف بمريم!

6- مريم ليست مجموعة من الصور والأيقونات والتماثيل

بطبيعتنا نحن نعتمد على البصريات. نبني الأفكار والمفاهيم في أذهاننا من خلال ما نراه. نشاهد الكثير من الصور الجميلة، الأيقونات، والتماثيل. قد تكون هذه مفيدة جداً لنا في تعبّدنا لسيدتنا العذراء. ولكن في نفس الوقت قد يصعب على البعض تقبّل صور مختلفة لنفس الشخص. إن لم تجذبك صورة معينة للعذراء، استمر في البحث الى أن تعثر عن صورة تلامس شغاف قلبك وتوضح لك هويّة مريم. هذا يقوّي علاقتك بها ويقرّبك من ابنها الإلهي.

7- مريم ليست بعيدة وغير مهتمّة

أعطانا المسيح أمّه عند أقدام الصليب، في اللحظات الأخيرة من حياته. بالرغم من آلامه فكّر بنا وأعطانا إياها. يحتاج الأمر للوقت والصلاة والصبر والمثابرة لكي نبني علاقتنا معها. لكن مريم تهتم بشدة في حياتنا. نرى اهتمامها وحبّها للبشر يتجلّى في زيارتها لنسيبتها القديسة أليصابات. بعد ان بشرّها الملاك بأنها المختارة من بين كل النساء، لم تفكّر بنفسها بل انطلقت للحال في رحلة طويلة لكي تخدم وتهتم وتجلب النعمة والفائدة. هكذا هي معنا نحن أيضاً. يمكنها حلّ عقد حياتنا وإيصالنا الى يسوع المسيح. تعلّمنا المسير، مثل أطفال صغار، وترفعنا عندما نقع.

8- مريم ليست مملّة

من غير الممكن أن تكون مريم مملّة. هل يمكن أن يكون مملّ من ربى المسيح!
عاشت مريم مع يسوع 30 سنة وكانت حاضرة في الخلفية خلال سنوات خدمته الثلاث.
طلبت وشاهدت معجزة عرس قانا، كانت حاضرة عند الصليب، ولا بدّ أن ظهر لها ابنها القائم من الموت، وكانت مع الرسل تصلّي يوم العنصرة. هذه أحداث استثنائية قليلة من حياتها، ولا شكّ أنها اختبرت غيرها الكثير. هل هذه أمور تدلّ على شخص مملّ؟
طرح وتعريف فقير للوردية هي طريقة أخرى يعتقد البعض من خلالها أن مريم مملّة. يقولون لماذا ترغب مريم أن تسمع صلاة رتيبة متكررة لا نهاية لها؟ فقط امنح الوردية فرصة ثانية وثالثة ورابعة! سوف تحبّ الوردية لأن جمالها يكمن في بساطتها!

9- مريم ليست اختراع

هناك من يتساءل “من أين جاء التعبّد لمريم؟” إذا شككت إرجع الى البداية: الى فتاة الناصرة البسيطة واقرأ آيات الإنجيل التي تتحدّث عنها: البشارة، ختان الطفل يسوع، العثور عليه في الهيكل، وليمة عرس قانا، طريق الآلام، الصلب. إن أردت فهم تعبّد الناس لمريم تأمل فيما تكون بحسب الأناجيل. كيف شعرَت في تلك الأوقات؟ كيف ممكن أن تشعر الأمّ عندما تختبر هذه الأحداث؟ نحن نعتاد بسرعة حتى على المعجزات والقصص الاستثنائية في الإنجيل. أعِد اكتشاف قصة مريم، ودعها تدهشك.

10- مريم ليست للفتيات والنساء فقط

إن أعظم المتعبّدين لمريم قد نجدهم من الرجال! كبار القديسين تفانوا في حبّها وإكرامها مثل لويس ماري دي مونفور، البادري بيو، خوري آرس، دون بوسكو، دومينيك (عبد الاحد)، يوحنا بولس الثاني والكثير الكثير غيرهم.
أيضاً بين المسيحيين اليوم نرى بعض الرجال نموذجاً تحتذي به النساء والفتيات في التعبّد والتكريم المريمي.
اختار المسيح رجلاً (القديس يوحنا) ليعطيه أمّه. كانت مريم تصلّي مع الرسل. لقد ربّت رجلاً إذا هي تعرف كيف تتواصل مع الرجال! لمريم يوجد ما تقوله للجميع! أمومتها تشمل كل البشر دون تمييز.

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق