مواضيع روحية

كيف نصبح قدّيسين بحسب تعليمات الرب يسوع – “الوصايا العشر لأسمى الكمال”

كيف نصبح قدّيسين

القداسة هي هدف كل المسيحيين. قال الرب يسوع “كونوا قديسين كما أنّي قدّوس”. في محادثاته مع المكرّمة بنينيا كونسولاتا فريرو ، أرشدها كيف يمكننا أن نبلغ القداسة وعلّمها طريقة بسيطة كيف نصبح قدّيسين ، قال:

“يا حبيبتي، في كل فرصة تجدينها قولي لذاتك هكذا: لأني أريد أن أصير قديسة، أستغفر هذا الإستغفار. أو تقولين: لماذا أمتنع عن هذه الكلمة؟ لأني أريد أن أصير قديسة. لماذا لا أبرئ نفسي؟ لأني أريد أن أصير قديسة. لماذا أبتسم هذا الإبتسام اللطيف عندما يغُمُّني شيء؟ لأني أريد أن أصير قديسة. فلتكن هذه العبارة كشعار لك ولازمة ترددينها في كل فرصة، وهي: لأني أريد أن أصير قديسة”.

ثم أملى عليها تعاليمه في هذا الشأن، عنوانها “الوصايا العشر لأسمى الكمال” وهي كما يلي:

1- لكي تتوق النفس الى أسمى قداسة، والى الكمال التام، والى أوثق اتّحاد بالله وأعذبه، يجب عليها أن تكون دائماً غارقة في لجّة تلاشيها واتّضاعها واحتقارها ذاتها ونسيان كل مخلوق.

2- إذا أراد الله سيد كل خليقة أن ينشل تلك النفس من اللجّة التي وضعها فيها لكي يجعلها في أمان، يجب عليها أن لا تقاوم بحجّة التواضع ولا تعوِّق الحبّ في أعمال جودته.

3- متى خدمت النفس الحبّ فيما طلبه منها يعود يجعلها في أمان بوضعها في لجّة تلاشيها. وأفعال النفس في هذا الموضع إنما هي أن تتّحد بالاستعدادات الباطنة التي كانت لكلمة الله حين اتّخذ الطبيعة البشرية. وكل عملها حينئذٍ محصور في هاتين الكلمتين: تعجّب! سجود!

4– متى انجذب الحبّ بالنفس المتواضعة وأتى إليها بآلائه الإلهية، وجب على النفس قبل كل شيء أن تسجد عند قدمَي إلهها وتعترف بعدم استحقاقها. ثم حين يسرّ الله بهذا الاستقبال، فيُنهِض النفس ويمنحها ذاته، يجب على النفس أن تقبل حالاً بحبّ وفرح وشكر أي نعمة كانت حتى أغرب النِعم، لأنها في هذه الحال ليست هي التي تطلب بل إنما تقبلها، والذي يمنحها إياها يسهر على أن يحفظ النفس في التواضع.

5- أني أحمل النفس الأمينة لي بغير أن تشعر ولكن بفاعلية على ما يلي:
أ- أن لا تظهر ولا يُبالى بها.
ب- أحمل النفس على أن تصير خادمة الجميع، وعلى أن ترضي غيرها وتفيدهم وتساعدهم بتحمّلها إماتات متواصلة. فذلك هو ثمر الحبّ الحقيقي.
ج- أحمل النفس على جوع وعطش الى الطاعة شديدين حتى انها لا تتنفّس إلا بالطاعة.
د- أخيراً أضرم في النفس المُحبّة نار حبّ واقتداء عظيمة حتى انها لا تقدر أن تحيا بعد من دون أن تعمل لأجل الله، وتحتمل وتضحّي بذاتها لأجل الله. فالتضحية حياتها كما أن الزيت هو حياة اللهيب المشتعل.

6- إن النفس المتواضعة متى غرقت هكذا في لجّة تلاشيها، أنحدِر بحبّ الى مقرّ إقامتها، وأقترب منها بملاطفاتي الخاصة وأجعلها تتذوّق، مسبقاً لذّات الفردوس. فمن يقدر أن يصف ما أقوله للنفس المتواضعة؟ ومن يقدر أن يعيد ما أشرحه لها؟
فتلك دروس يعطيها الحبّ لأجل الحبّ، ولا يعطيها إلا للنفس المتواضعة، لأنه لها وحدها يعطي القدرة على فهمها.

7- الحالة التي أدعو إليها النفس الأمينة، منذ تبتدئ حياة اتّحادها بي، إنما هي حالة اقتداء خصوصي بحياتي في مستودع أمي مريم الجليلة الكليّة الطهارة. فهذه النفس محجوبة بالله، فالله يحملها ويستخدمها لصنيع الخير، لكن النفس لا ترى شيئاً ولا تُرى، وهي آلة خير كثير يصنعه الله بها. لكنها آلة مجهولة.

8- إن الحالة الأخرى التي أدعو إليها النفوس، ولا سيما النفوس الكهنوتية وكل التي تعتني بالنفوس، هي الاقتداء بحياتي الخفيّة. إنها أقل خفية من الحياة التي قضيتها في مستودع أمي الكليّة الحلاوة، لكن الاقتداء بها أصعب. ومكانها أكشف. وتقتضي سهراً أكثر لكي تعمل النفس لوجه الله فقط، وتنسب كل شيء الى الله، وتقبل التعزيات الناجمة من السلوك الحسن الذي تسلكه النفوس الموكولة إلى عنايتها.

9- في أي حالة كانت النفس، فمتى حظيت عندي أمنحها مَيلاً لتقتدي بحياتي الإفخارستية، التي إنما هي حياة موت، ولذلك بعينه ألهم تلك النفس هذه الحياة.
وهي أن يكون لها عينان ولا ترى إلا خدمة الحبّ. أن يكون لها أذنان ولا تسمع إلا ما قد يزيد الحبّ. وأن يكون لها يدان ورجلان وقلب ولا تستعملها إلا بقدر ما يشاء الحبّ. أن تسلّم ذاتها الى الحبّ، تسليم الولد ذاته الى أمه في كل شيء. أن لا تحيا إلا لتضحّي بذاتها لحبّ يسوع، وأن تكتسب بكل تضحية قوّة جديدة لتخدم الحبّ.

10- الحبّ هو الفرح، الحبّ هو السلام، هو الراحة والطمأنينة والأمانة. فمتى امتلك الحبّ الإلهي قلباً، يجلب إليه معه سلاماً إلهياً وثقة لا تتزعزع وأمانة كاملة وسكينة تامّة. وحينئذٍ يستقرّ الحبّ في هذه النفس السعيدة ويجعلها موضعاً لآلائه الإلهية وكمستودع لنِعمه السنيّة.

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق