قصص وأحداث

حقائق مدهشة عن مغارة الحليب في بيت لحم – ما سرّ القوة العجائبية لترابها الأبيض؟

 

ما هي مغارة الحليب

يقول تقليد قديم يعود الى القرن السادس بأن العذراء مريم عندما بلغها خبر المذبحة التي أمر بها هيرودوس، بين أطفال بيت لحم والجوار للقضاء على الطفل المولود ملك اليهود، حملت يسوعها وغادرت مغارة الميلاد بحثاً عن مكان أمين تلجأ إليه. فوجدت هذه المغارة أي مغارة الحليب واختبأت فيها قبل ألهرب الى مصر.

ويقول الإنجيل أن ملاكاً من السماء أخبر القديس يوسف بالخطر الذي يهدّد حياة الطفل الإله، وبوجوب الهرب الى مصر. ويضيف التقليد الشعبي أن العذراء المباركة حينما علمت بالخطر وهي تُرضَع يسوع، بدرت منها حركة تنمّ على الخوف، فأجفل الطفل وأفلت ثدي أمّه، فسقطت بعض قطرات من حليبها على الأرض. كان لون تراب المغارة أحمر فاستحال الى أبيض. وقد حدثت عجائب كثيرة بواسطة تراب هذه المغارة، إذ شاع الإعتقاد بين الشعب بأنه اذا ذُوّب هذا التراب في الماء، وشربته امرأة حبيبها شحيح، فإنه يصبح غزيراً. وأيضاُ أعطي للعواقر فأنعمن عليهن السماء بمولود بعد أن شربن خليط الماء وتراب مغارة الحليب.

الشواهد التاريخية

يذكر المؤرخ الشهير بارونيوس من القرن السادس عشر، أعجوبة حدثت من هذا القبيل بقوله: منذ أن نفض القديس بولس في النار حية لدغته في جزيرة مالطا (أعمال الرسل 5:28) لم يبقَ في الجزيرة حية أو حيوانات سامة، بل أصبح تراب مالطا ترياقاً ناجعاً، أي دواءاً ضد السم. فإذا كانت مثل هذه الفعالية العجائبية قد أعطيَت لتراب مالطا بسبب القديس بولس، فكيف نرفض الاعتقاد بأن الله منح مثل هذه القوة العجائبية بل أعظم منها، للمغارة التي تقدّست بحضور يسوع ومريم فيها”.

ولخّص المؤرخ الفرنسيسكاني كوارزيميوس من القرن السابع عشر، كل ما شاع من تقاليد وأساطير حول مغارة الحليب في كتاب له باللغة اللاتينية طبع عام 1632. ومما قاله في صدد القوة العجائبية لتراب المغارة: “عندما يسحقون هذا التراب الطباشيري ناعماً جداً، ويجبلونه بالماء، يصبح كالحليب. وجرت العادة أن يسمونه “حليب العذراء القديسة”. فيعملون منه شراباً للنساء اللواتي يشكين من قلة حليبهن. وكذلك يستعملونه للعواقر ولشفاء الأمراض العديدة. ولكثرة ما أخذ الحجاج والنساء من تراب المغارة، بقصد التبرّك به، أصبح هناك مغارتان على جانبي المغارة القديمة”.

رؤيا الطوباوية آن كاثرين إيميرك

الطوباوية آن كاثرين إيميرك التي اشتهرت بأنها شاهدت في رؤاها كل حياة المسيح والعذراء، وكأنها معاصرة لهما، تقول في صدد مغارة الحليب:
“رأيت إثنان من الرعاة يدخلان المغارة، ويخبران العذراء بأن السلطة أوفدت رجالاً يتحرّون أخبار الطفل يسوع ليقتلوه. فاستولى على العذراء القديسة قلق شديد واضطربت. وإذا بالقديس يوسف يدخل مسرعاً ويأخذ الطفل من حضن أمّه ويلفّه بعباءته ثم يتوارى عن الأنظار. وبقيت العذراء فريسة الغم والفزع قرابة نصف يوم. ثم حان وقت رضاعة الطفل، فقادوها إليه في مخبأه. وهناك أي في مغارة الحليب، عملت العذراء ما اعتادت النساء عمله قبل الإرضاع، عندما يعصف بقلبهن قلق شديد، أو يستولي عليهن الرعب: قبل أن تبدأ بإرضاع الطفل يسوع، عصرت ثديها فوق نقرة في الصخر، ليخرج الحليب الذي أفسده فزعها وقلقها، فلا يتضرّر الطفل يسوع.
” قصّت العذراء نفسها ما عملته الى أحد الرعاة وكان رجلاً صديقاً رزيناً، ربما هو نفسه الذي جاء يصحبها الى مغارة الحليب لكي ترضع يسوع. وهذا الراعي لملم فيما بعد بقايا حليب العذراء من نقرة الصخر، بكل عناية وتوقير، لاقتناعه بقداسة أمّ المخلّص. وأخذه الى زوجته، وكان حليبها شحيحاً لا يكفي طفلها الذي لا يكفّ عن البكاء بسبب الجوع. وتناولت الزوجة بثقة وإيمان، هذا الحليب الذي أتاها به زوجها، وللحال صار حليبها يهدر في ثدييها”.
ومما قالته أيضاً الطوباوية إيميريك أن هذه المغارة كانت تسمّى قديماً مغارة مهارا. فيها دفن ابراهيم مرضعته بعد موتها.

مغارة الحليب اليوم ملك الرهبان الفرنسيسكان، والبناء الموجود حولها يعود الى عام 1872 فقط، بسبب ما أقامه الحكم العثماني من عراقيل. زيّن مسيحيو بيت لحم داخل المغارة بأشغال الصدف، حتى الدرجات التي تؤدي الى داخل المغارة. تعود واجهة البناء الجميلة الى سنة 1925، فهي تقدمة أهالي المدينة المسيحيين ومن هندستهم. إذ أنهم مشهورين بنحت الحجر وأشغال الصدف.
المدهش في الأمر أن كل المُغُر القديمة التي اكشفتها لحفريات في الجوار، صخورها وترابها حمراء وبنيّة اللون!

وهذه بعض الصور التي تُظهر جمال مغارة الحليب

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق