أخبار

خوسيه غارسيا زار جميع المعابد والمزارات ومشى أكثر من 100 ألف كيلومتراً بسبب اتّفاق عقده مع العذراء

أصبح خوسيه غارسيا يُعرف في وطنه اسبانيا بإسم “الحاج”، بعد أن أمضى الإحدى عشر سنة الأخيرة من حياته مشياً لأكثر من 100.000 كيلومتراً الى مختلف المعابد ومواقع الحج في جميع القارات. هذا العام، وصلت أخيراً رحلته المذهلة إلى نهايتها.

وُلد في بويرتو دي سانتا ماريا، في المحافظة الاسبانية كاديز، أمضى خوسيه انطونيو غارسيا معظم حياته في الماء، يعمل بحّاراً. لم يكن الشخص الأكثر تديّناً، ولكن بعد أن مرّ بتجربة الاقتراب من الموت، قرر أن يكرّس حياته للقيام بمسيرة حج هائلة إلى كل المعابد والمواقع المقدسة التي يستطيع المشي أليها.

بدأت قصة خوسيه في عام 1999 عندما غرق قارب الصيد الذي كان على متنه قبالة سواحل النرويج، وكان هو الناجي الوحيد من طاقم السفينة السبعة عشر. قضى ساعات طويلة في الماء المتجمّد متشبّتاً بجثّتي إثنين من زملائه البحارة. في تلك اللحظات وجّه صرخة من قلبه الى مريم العذراء، واعداً سيّدة الكرمل، شفيعة البحّارة، أنّه سيمشي الى جميع المعابد المقدّسة في العالم، إن هي أنقذته من الموت.

على الرغم من أنه بدأ مسيرته وفي جعبته 36.000 يورو، إلّا أنّه أنفق المبلغ كلّه في المرحلة الأولى من رحلة الحجّ المذهل، وانتهى به الأمر أن جد نفسه يعتمد على عطف الغرباء بتوفير الغذاء والمأوى له، وإرشاده على الطريق.

فوراً بعد انتهاء خوسيه من رحلته التي استغرقت 11سنة، أجرت معه قناة تلفزيونية محليّة مقابلة، قال فيها خوسيه بأنه كان مندهشاً ومعجباً من سخاء الناس في البلدان الفقيرة، هم الذين يعرفون كيف يشعر الجائع وعلى استعداد لتقاسم الطعام القليل الذي لديهم مع شخص في أمس الحاجة الى الطعام.

وفي معرض حديثه عن أهمّ وأبرز التجارب التي اختبرها في رحلته حول العالم، قال خوسيه أنه لن ينسى زيارته لقرية مديوغوريه في البوسنة والهرسك، والفترة التي قضاها فيها: “لا يوجد مزار او معبد يشبه مديوغوريه ودعاها “المكان حيث يمكنك أن تشعر بالايمان”

فيما يتعلّق بكيفية شعور عائلته بكونه بقي بعيداً عنها لأكثر من عشر سنوات، يقول خوسيه أنّهم كانوا مساندين وفخورين بقيامه بإنجاز نذره لسيّدة الكرمل. كما أنّ عمله السابق كبحّار، اعتاد أن يغيب عن البيت لفترة ستّة أشهر في السنة. مما سهّل الأمر بعض الشيء.

بعد أن سار مشياً على الأقدام ما يزيد عن 107.000 كيلومتراً حول العالم، زائراً آلاف الأماكن المقدّسة والمعابد المسيحية، استعدّ خوسيه غارسيا للعودة الى البيت، الى بويترو دي سانتا ماريا، حيث إبنته وأحفاده كانوا ينتظرونه بفارغ الصبر. في ال 67 من العمر، يشعر خوسيه أنّه حقّق وعده لسيّدة الكرمل، وهو على استعداد لتكريس ما تبقّى له من العمر في مساعدة الآخرين.

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق