ظهورات مريمية

غوادالوبي – قصّة ما قبل ظهورات العذراء والثلاثة الشهداء الأولاد

كيف دخلت المسيحية الى الأمريكيتين


التبشير في اسبانيا الجديدة ، كما كان يطلق قديماً على المكسيك، لم يكن سهلاً على المبشرين الأوائل
فقد واجهوا عند شعب الأزتيك على الأقل (ديانة تقدّم ضحايا بشرية) ، وغيرهم من الشعوب مقاومة شديدة أدّت الى استشهاد الكثير من المبشّرين ومن المواطنين الذين اعتنقوا المسيحية .
فبالرغم من غزو الإسبان للشعب الأزتيكي وهدم  مؤسساتهم الدينية ، لم يكونوا اولئك مستعدين لتبنّي الديانة المسيحية بسهولة . وهذا ينطبق ايضاً على الشعوب المجاورة .

مثال على ذلك قصة  الشهداء الأوائل من الأمريكتين التي توضح ذلك بشكل جيد:
منذ ان ساعد شعب جمهورية تلاكسكالا الغزو الاسباني للمكسيك كانت مدينة ووادي الأزتيك أول من بُشّر بالإنجيل. أول من اعتنق المسيحية كان اربعة اعضاء ارستقراطيين من مجلس شيوخ الجمهورية ابناء العائلات الحاكمة.
عام 1520 قبلوا سر العماد وكان كورتيز (القائد الإسباني) عرّابهم.
مع ذلك كثير من الأرستقراطيين والشعب قاوموا الدين الجديد. من بين هذه الأُسر كان شابان كريستوبال وأنطونيو (اسماءهم بعد العماد) قد لُقّنوا التعليم المسيحي على يد الفرنسيسكان وعملوا معهم كمترجمين، وساعدوا في تعليم الآخرين من شعبهم.

شهداء الأمريكيتين الأوائل

في سنة 1527 كان كريستوبال يبشّر أبيه ورفاقه ويحدّثهم عن المسيح  ثم قام بتحطيم الأصنام في البيت غضب أبوه وتناول عصا سميكة من شجر البلوط وضرب ابنه ضربات كثيرة أدت الى كسر يديه ورجليه وطعنه  ثم ألقاه حيّاً في النار فقال كريستوبال قبل استشهاده: “لا تعتقد أني غاضب بل انا سعيد، اذ انك تعطيني شرفاً بقتلي اسمى من اي شرف او لقب تمنحني اياه”.  بعد عامين من استشهاد كريستوبال أي سنة 1529 بينما كان أنطونيو وخادمه خوان يحطّما الأصنام  في احد بيوت البلدة، دخل عليهما رجلان يحملان العصي وانهالا على خوان بالضرب حتى استشهد. اما انطونيو فلم يهرب عند  رؤيته ذلك بل استمر في تحطيم الأصنام فقتلاه ايضاً  وكان له من العمر تلاثة عشر سنة .

بدء ظهورات العذراء في غوادالوبي

بعد ذلك بسنتين في عام 1531 ظهرت السيدة العذراء إلى فلاح اسمه خوان دييغو في غوادالوبي بالمكسيك .

ظهورها هذا أدّى الى  تغيير مجرى التيار. فقد تبع ظهورها لخوان اعتناق 8 ملايين من شعوب أمريكا الجنوبية للديانة المسيحية في مدة 7 سنوات فقط ، اي ما يعادل 3000 شخص يومياً !

هكذا أطلق الله من خلال مريم عنصرة جديدة ، مشابهة للعنصرة الأصلية حيث ذكر الكتاب المقدس :” فَقَبِلُوا كَلاَمَهُ بِفَرَحٍ، وَاعْتَمَدُوا، وَانْضَمَّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ نَحْوُ ثَلاَثَةِ آلاَفِ نَفْسٍ.” (41:2)

أثناء زيارته الى المكسيك في ايار من سنة 1990 قام البابا القديس يوحنا بولس الثاني بتطويب الفتية الثلاثة كريستوبال، انطونيو وخوان داعياً اياهم “شهداء الامريكيتان الأوائل”.

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق