شهادة الدكتور ماركو مارينيللي الملحد بعد أن أجرى اختبارات على رؤاة مديوغورييه
الدكتور ماركو مارينيللي كان من الملحدين المتحمّسين الذي اعتاد السفر الى مواقع مختلفة في محاولة لدحض الإدّاعاءات عن الظواهر الروحية الغامضة والظهورات . فمثلاً سافر الى سان جيوفاني روتوندوفي 1987، محاولاً أن يفنّد وينقض سمات البادري بيو. يعترف الدكتور مارنيللي أنه أتى الى مديوغورييه، آمِلاً أن يُثبت كذب وخديعة الرؤاة وينشر إنكار العلم للظهورات “المزعومة”.
“أنا غير مؤمن، وبالتالي ذهبت الى مديوغورييه تشدّني روح النقد، وكنت على استعداد للترحيب بأي دليل قد يناقض أو يكشف الوهم والتزييف. فيما يخصّني، وذلك من خلال دراستي في مجال التغيير في حالات الوعي عند الأطفال، يجب أن أقول بأنني بواسطة أجهزتي العلمية والطبيّة، تحقّقت ووثّقت حالة أصيلة وحقيقية من الإنخطافات والنشوة الروحية التي تفوق مقدرة العلم على تفسيرها أو فهمها.”
“بالتأكيد، رأيي العلمي يذهب الى الإقتناع بعدم وجود أي كذب أو غش. وبالتأكيد يدخل الأولاد في حالات مختلفة من الوعي. والتي تسمّى علميّاً “حالة ألفا”.
إن كانوا يرون حقّاً السيّدة العذراء، أو إن كان ذلك إيحاء لا يمكن تفسيره بالنسبة لنا العلماء، فتلك مسألة كفاءة لاهوتية، والتي لست مخوّلاً لبثّ فيها.”
“بلا شك، نحن في حضور ظاهرة غير اعتيادية. منذ عودتي من مديوغورييه، لا زلت أفكّر فيها، وأعترف أنني أسأل نفسي أيضاً أسئلة ليست علمية، وأسأل نفسي ماذا يعني كل ذلك.”
“كرجل فاجأتني أنا أيضاً الأحداث المحيطة بهذه الظاهرة. يوجد شريط فيديو سجّله أحد الزملاء توثيقاً لعملنا. يمكن للمرء أن يرى الحركة المتزامنة تماماً التي يقوم بها الأولاد. نظرات جميعهم تتبع الظهور بنفس اللحظة. وتختفي أصواتهم بنفس اللحظة وهم يتلون الأبانا. ويسقطون على ركبهم سويّة أيضاً في نفس اللحظة. هناك أفلام صوّرها أشخاص أعرفهم وأعلم صدقهم، يظهر فيها الصليب المرتفع على جبل كريزيفاك (جبل الصليب) يختفي فجأة. هناك أيضاً الصمت التام من الطيور التي تتجمّع قبل مغيب الشمس في الساحة، وعددها يبلغ الآلاف، وجميع هذه الطيور تصمت معاً في اللحظة التي يبدأ فيها الظهور.”
“امرأة تسكن في ميلانو، والتي اختبرت أنها شخص مسؤول للغاية، قالت لي حقيقة غريبة. مريضة باللوكيميا – سرطان الدم – قرّرت الذهاب الى مديوغورييه راغبة فقط بالحصول على احتضان من السيّدة العذراء. لم تقل شيئاً لأحد. بعد أن انتهى الظهور، قام أحد الرؤاة ومن بين مئات الحضور توجّه اليها واحتضنها وقال: “هذا الإحتضان هو الذي تمنّيته من العذراء القديسة.” اليوم هذه المرأة قد شُفيَت من مرضها.
طبيب آخر من منجياغالي ميلانو واسمه لويجي فريغيري، الذي ندين له بنتظيم رحلتنا الى مديوغورييه، أخبرني أنه تم تخصيصه من بين جميع الحضوربنفس الطريقة من قبل أحد الرؤاة. فبعد انتهاء الظهور قال له أحد الرؤات بصوت عالٍ وبالكرواتية: “أين هو الطبيب من منجياغالي في ميلانو؟ طلبت مني السيّدة العذراء أن أقول له أنها راضية عن العمل الذي يقوم به.”
“إذا قيلت لي هذه الأمور قبل رحلتي الى مديوغورييه، لكنت ضحكت واستهزأت به. نحن بلا شكّ أمام ظاهرة مثيرة للإهتمام بشكل كبير. نحن نتعامل مع ظهورات حقيقية أو شيء آخر لا نستطيع تفسيره، لماذا يفشل العلم في فهمه وتفسيره؟ هذا سؤال أفضِّل أن لا أُدخِل نفسي فيه، لأنّ العلم يقف حائراً وصغيراً أمام ظاهرة أعظم منه.”
الذي أثّر فيه بقوّة كان سلوك الطيور… قبل ظهورات السيّدة العذراء للشهود الستّة في الكنيسة، كان هناك آلاف العصافير والطيور المختلفة التي يُسمع تغريدها وهديلها عالياً وأحياناً بشكل مزعج.
حتى لحظة وصول العذراء المباركة وبدء الطهور. في الثانية التي يقع الرؤاة على ركبهم ويدخلون في انخطاف، تصمت تماماً كل الطيور في الخارج. لا يعود يُسمع لها صوت.
هذا الصمت التام من قبل الطيور شغل فكره، جعله يطرح أسئلة ليست علميّة… تأملاته فيما يحدث بمديوغورييه أدّت به الى الخروج من كفره وإلحاده. صرّح الدكتور مارينيلي. عدة أسابيع بعد عودته الى إيطاليا، أصبح الطبيب كاثوليكياً ممارساً.
تعود كلمات الرب يسوع الى الحياة مجدّداً، في عصر المنطق والعقلانية: «لاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِنًا» (يوحنا 27:20).