دراسة وتحقيق

زلزلة عظيمة والشمس أظلمت أثناء صلب المسيح. هل هي حقيقة تاريخية؟

ظاهرة يؤكّدها اكبر مؤرخي وعلماء القرون الأولى

القديس ديونيسيوس

وُلد القديس ديونيسيوس في القرن الأول الميلادي حوالي سنة 8م من أبوين وثنيين، وكان أبوه سقراط حاكم المنطقة، وقد نذر ابنه لبيت الأصنام. تعلم الطفل في أثينا الفلسفة والحكمة ثم سافر إلى مصر حيث تعلم الحساب والفلك. رجع إلى أثينا وصار قاضيها.

زلزلة عظيمة والشمس أظلمت

حدث وهو يحكم بين أهل المدينة أن حدثت زلزلة عظيمة والشمس أظلمت تمامًا من الساعة الثانية عشر ظهرًا حتى الثالثة عصرًا، فابتدأ ديونيسيوس يبحث في كتب الفلك فلم يجد تفسيرًا لما حدث سوى أن قال لأهل مدينته: “إما أن إله الطبيعة يتألم أو أن عناصر الطبيعة تتحلل”، ثم قام وكتب يوم وساعة هذا الحادث العجيب.

ظلت هذه الواقعة فى ذاكرة ديونيسيوس إلى أن بشره القديس بولس. وفي سنة 47 م، اي بعد 14 سنة من يوم الظلمة والحدث الفلكي العجيب، زار الرسول بولس أثينا وبدأ يكرز ويبشر بالمسح، والتقى بفلاسفة أثينا من الابيقوريين والرواقيين، تمامًا كما ذكر في العهد الجديد (اعمال الرسل 17).

عندما سمع الفلاسفة تعاليم بولس الرسول، أخذوه الى “أريوس باغوس” – تل إله الحرب مارس. حيث المحكمة الدينية، فيها كان الفلاسفة يناقشون كل جديد. وأحد اعضاء هذا المجمع كان القاضي ديونيسيوس.

إعلان إيمانه بالرب يسوع

حين تحدّث بولس الرسول عن صلب السيد المسيح وقيامته وعن حدوث زلزلة عظيمة والشمس أظلمت، سأله القاضي ديونيسيوس عن الزمان المحدّد لتلك الظلمة. ومباشرة عاد الى الحدث الفلكي الذي حيّره قبل 14 عام، فوجده مطابقًا لما قاله الرسول بولس، بالزمان والتفاصيل، فصرخ قائلا: “اؤمن بالإله الحي الذي يكرز به بولس”.

بعد أن نال سر المعمودية ترك القاضي ديونيسيوس منصبه، وتبع بولس الرسول في مهامه التبشيرية، وتتلمذ ايضًا على يد يوحنا الرسول.

تعمَّد ديونيسيوس واستقال من منصبه وتبع بولس الرسول في مهامه التبشيرية، فأقامه الرسول أسقفًا على أثينا بعد ثلاث سنوات من تعميده، وقد تتلمذ أيضًا ديونيسيوس على يد الرسول يوحنا اللاهوتي. أقام ديونيسيوس في أسقفيته خمسين عامًا.

إسشهاده

كتب كتبًا في اللاهوت والدرجات الكهنوتية. وأخيرًا أمر الوالي بقطع رأسه لكثرة من آمنوا على يديه، فنال إكليل الشهادة وله من العمر مائة واثنان من الأعوام.

بعد موته أعلن قديسًا وسمي بالقديس ديونيسيوس الاريوباغي، كونه آمن عندما كان عند تل الأريوس باغوس.

ما حدث مع القاضي القديس ديونيسيوس ذكره العديد من المؤرخين والفلاسفة في العالم حينها، وذكر بكتبهم والامر لا يقتصر فقط على مصادر كنسية مسيحية .

في دراسة اسرائيلية نشرت سنة 2015 توصّل علماء الجيولوجيا الى أن أقوى الهزات الارضية في تاريخ الأراضي المقدسة حصلت يوم صلب الرب يسوع.

دليل تاريخي اخر

حوالي سنة 52م، كتب المؤرخ ثالوس تاريخ أمم شرق البحر المتوسط من حرب طروادة حتى هذا التاريخ. المجلد الذي دُوّن فيه التاريخ قد فُقد، ولكن هناك أجزاء من عمله ظلت باقية إلى اليوم في صورة أقتباسات وضعها العديد من المؤرخين في أعمالهم، منهم المؤرخ يوليوس أفريكانوس، الذي عاش سنة 221 م.

أثناء كلامه عن صلب السيد المسيح والظلام الذي غطى الأرض وجد مصدراً في كتابات ثالوس الذي تعامل مع هذا الحدث الكوني الفريد، يذكر فيها: “غطى الظلام العالم بأكمله، والصخور تشققت بفعل زلزال، والعديد من الأماكن في اليهودية ومناطق أخرى طُرحوا واندثروا بفعل الزلزال”.

مؤرخون موثوقون ذكروا ظاهرة الظلمة أثناء صلب المسيح

كورنيليوس تاسيوس (55ب.م.) مؤرخ روماني ملحد، ويعتبر من أعظم مؤرخي روما القديمة. سجل قصة صليب المسيح بالتفصيل في مجلداته التي وصل عددها الى الثمانية عشر مجلداً

جوزيفس (37 – 97 ب.م.) مؤرخ يهودي كتب عن تاريخ شعبه في عشرين مجلداً. حيث سجل قصة حياة المسيح وتعاليمه، ومعجزاته، وقصة صلبه بالتفصيل وحدوث الظلمة، بأمر من بيلاطس البنطي. ثم أشار ايضاً الى ظهور المسيح لتلاميذه حياً في اليوم الثالث.

لوسيان الإغريقي مؤرخ بارز كتب عن صلب المسيح وعن المسيحيين الذين كانوا قد قبلوا الموت لأجل ايمانهم بالمسيح .

بيلاطس البنطي الحاكم الروماني الذي أرسل الى طباريوس قيصر ، تقريراً كاملاً عن صلب المسيح ذلك التقرير الذي استخدمه تورتيليانوس ، كاحدى الوثائق في دفاعه الشهير عن المسيحيين

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق