تساعية القديس يهوذا تدّاوس الرسول شفيع الأمور الميؤوس منها – اليوم السادس

تساعية القديس يهوذا تدّاوس الرسول شفيع الأمور الميؤوس منها

اليوم السادس

القديس يهوذا تدّاوس رسول الصفح والمحبة

تأمّل:

لقد كان القديس يهوذا تدّاوس بشراً عاديـا مثلنـا، ولـم تأت قدرته على الصفح للآخريـن من ذاتـه، بل قد تعلّم كيف يغفر ويسامح من معلّمـه السيد الـمسيح، وربـما آثـّرت فى نفسه تعاليـم يسوع: “أحبّوا أعداءكم وأحسنوا الى مبغضيكم وصلّوا لأجل من يعنتكم ويضطهدكم لتكونوا بني أبيكم الذي فى السموات”، وأيضاً: “كونوا كاملين كما أنّ أباكم السماوي هو كامـل”. لقد إمتدت رحمة يسوع وغفرانـه للخطـأة وحتى لـمن صلبوه “يا أبت أغفر لهم لأنهم لا يدرون ما يعملون”. لهذا قال بولس الرسول : “لا تغرب الشمس على غضبكم”، ودعانـا السيد الـمسيح قائلاً: “فإذا قدمّت قربانك الى المذبح وذكرت هناك أن لأخيك عليك شيئاً فدع قربانك هناك أمام المذبح وأمض أولاً فصالح أخاك وحينئذ أئت وقدّم قربانك”.

هـل حقـاً يمكننا أن نغفر لـمن آساء إلينـا؟ وكم مرّة أسامح وأغفر؟ عندمـا سأل القديس بطرس مثل هذا السؤال من قبـل للسيد الـمسيح كان الجواب: “لا أقول لك إلى سبع مرّات بل الى سبعين مرّة سبع مرّات”. وعندمـا علّم السيد الـمسيح الرسل كيفيـة الصلاة، وكان من بينهم القديس يهوذا، قال: “فإنكم إن غفرتم للناس زلاّتهم يغفر لكم أبوكم السماوي زلاّتكم”. من أجل هذا فلنسأل الله أن يهبنـا النعمة والقوة لكي نغفر لـمن أخطـأ إلينـا،لا بالكلمات فقط عندما نصلّي قائليـن:”أغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن لـمن آساء إلينـا”،بل بالفعل ومن كل القلب.

صلاة:

يـا قديس يهوذا تدّاوس، يا رسول الرحمة والـمصالحة، ساعدنـا لكي نغفر لبعضنـا البعض، فأنت تعلـم عمق محبة ورحمة الله وضعفاتنـا، وتعلّمت من يسوع، إبن اللـه، كيف تكون رحيماً، وكيف تغفر لـمن أخطأ وآسـاء إليـك، ولـمن قدّمك للـموت. تشفّع لأجلنـا أمام الله الرحوم لكي يهبنا نعمة الصفح لـمن يسيئون إلينـا، ويساعدنـا لكي نرفع كل آثار للكراهيـة أو الحقد أو رغبة الإنتقام من قلوبنـا، وان تكون لنـا القوة لكي نغفر للآخريـن كـما يغفر اللـه لنـا. آميـن.

تتلى صلوات “الأبانـا” و”السلام” و”الـمجد”.  

يا قديس يهوذا ذائع الصيت تضرّع لأجلنـا ولأجل محبيـك ومكّرميك الذين يلتمسون معونتك
بالمسيح يسوع ربنا له الـمجد دائماً. آميـن.