لماذا يشبّه الرب يسوع المِرآة المحطمة بالقربان الأقدس؟
كلمات الرب يسوع للقدّيسة كاثرين السيانية
شرْح سرّ القربان الأقدس بفم يسوع المسيح
في إحدى أجمل روائع الأدب الروحي: “حوار العناية الإلهية” لمعلّمة الكنيسة القدّيسة كاثرين السيانية نجد ما قاله الربّ يسوع لها عن سرّ القربان الأقدس ويُعطيها مثالًا عن كيفية تقبّله في النفس بحسب استعدادها:
“في سرّ القربان الأقدس انت تستقبلين كل جمال الجوهر الإلهي. لنفترض أن القربان الأقدس يمكن تقسيمه: حتى لو تمكنا أن نفتته إلى آلالاف من القطع الصغيرة، ففي كل واحدة منها يبقى المسيح الإله الكامل والإنسان الكامل حاضرًا.”
“إذا تحطمت المِرآة لآلاف من القطع الصغيرة، فجميعها قادر على عكس الصورة؛ كذلك الخبز المقدس (عند تقسيمه) لن يحطِّم أو يقسِّم صورة الإله والإنسان التي نراها فيه. فصورة الله والإنسان موجودة في كل قطعة. وعلى عكس النار، فإن الصورة الموجودة في الخبز المقدس لا تتضاءل في الإيمان أو الألوهية”.
“خذي هذا المثال: إن كان لديك شمعة واحدة، واستعملها العالم كله لاضاءة شموعه، فضوءها لن يقلّ وسيكون لدى الجميع شموع مضاءة. صحيح أن أولئك الذين اضاءوا شموعهم منها، قد يكون لديهم شعلة أكبر أو أصغر، ولكن كل واحد منهم سيحصل بالضبط على كمية النار التي يحتاجها ليضيء شمعته”.
“إذا أحضر أشخاص كثيرون شموعاً من كل الأحجام- أحدهم جلب شمعتين وآخر ست شموع. يحضر واحد شمعة صغيرة وآخر شمعة كبيرة – ويمكنك أن ترى كل الشموع مضاءة. فبحسب اللون، الضوء، الحرارة ستحكم أن الشخص ذو الشمعة الصغيرة لديه ضوء أقل من الذي لديه الشمعة الكبيرة.”
“هكذا هي الحال أيضاً مع الذين يأخذون القربان المقدس؛ فكل شخص يحمل شمعته الخاصة ليستطيع أن يستقبل القربان، إلا أن الشمعة تكون غير مضاءة ولكنها تشتعل حين يأخذ القربان الأقدس.”
وفي الواقع أنتم جميعاً متشابهون، مصنوعين ومخلوقين على صورتي ومثالي. وكمسيحيين فأنكم ممسوحين بالمعمودية المقدسة لذلك تستطيعون أن تنموا في الفضيلة من خلال نعمتي الإلهية، أنتم لا تغيّرون حياتكم الروحية التي أنعمتُ بها عليكم ولكنكم تستطيعون أن تنموا وتزدادوا في محبة الفضيلة، وتستخدمون إرادتكم الحرة مع الفضيلة والمشاعر المترافقة بينما لازال لديكم الوقت، لأنه بمجرد إنقضاء الوقت لن يكون هذا ممكناً فيما بعد.