أخبارمختارات عالمية

أبحاث تكشف ما هو النبات الذي منه صُنع إكليل الشوك

ما هو النبات الذي منه صُنع إكليل الشوك

وَضَفَرُوا إِكْلِيلًا مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!»

بالإضافة إلى الصليب ، فإن إحدى الصور المركزية لآلام المسيح يسوع هي إكليل الشوك الذي توّج هامته المقدّسة أثناء صلبه.

إن قيام الجنود الرومان بوضع تاج من الأشواك على رأس يسوع كان هدفه إذلاله والاستهزاء به لكونه ابن الله و “ملك اليهود”. لقد اتّخذوا رمزًا للملكية والاحترام – التاج – وحوّلوه إلى شيء مؤلم ومهين.

اكتشف المؤرخون وعلماء الآثار أن تاج الأشواك مصنوع إما من فروع شجرة Ziziphus spina-christi، المعروفة باسم سيدر أو باسمها الشعبي الدوم، وإمّا من شجرة العِنّاب واسمها العلمي Ziziphus jujuba. لكنّ البعض نفى إحتمال أن تكون  شجرة الدوم، النبات الذي منه صُنع إكليل الشوك . ثم أنّ إنتزاع اشواك من الإكليل وتقديمها هدايا يُشير بأن الأشواك كانت كبيرة وخشبية بحيث يمكن إنتزاعها، وهذا ينطبق على أشواك العِنّاب. ونستبعد بأن إكليل الشوك صنع من نباتات حولية.

كانت أشجار العنّاب، متوفرة في جميع المُدن والقرى في عهد سيدنا يسوع المسيح كشجرة تربوية، وليس من المستبعد بأن يكون في فناء بيت قيافا او أمام بيت الوالي الروماني شجرة عنّاب، ولذلك كانت في متناول أيدي الجنود.

رمزية إكليل الشوك

في الكتاب المقدس، ترمز الأشواك إلى الخطيئة وكذلك إلى عواقب الخطيئة. إنّ ارتباط الخطيئة بالأشواك نجده في بداية الكتاب المقدس في سفر التكوين. عندما خلق الله جنة عدن، كانت مكانًا مثاليًا حيث تنتج النباتات ثمارها بسهولة ولم يكن هناك أشواك أو أعشاب ضارة. كانت الجنة مكانًا للسلام والوئام، يتمتع بها آدم وحواء، بشرط أن يتبعوا الأمر الوحيد الذي منعه الله: ألا يأكلوا ثمر شجرة معرفة الخير والشر؛ إذا فعلوا ذلك، سيموتون.

نتيجة لإغراء الشيطان، عصى آدم وحواء أمر الله. ونتيجة لذلك لعن الله الأرض:
قَالَ الله لآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلًا: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. وَشَوْكًا وَحَسَكًا تُنْبِتُ لَكَ، وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ.

التناسق الذي كانا عليه، والذي أولتهما إياه حالة البرارة الأصلية قد تهدّم، وسيطرة قوى النفس الروحانية على الجسد تحطمت… التناسق مع الخليقة نُقض: الخليقة المنظورة أصبحت بالنسبة إلى الإنسان غربية ومُعادية، وبسبب الإنسان أخضعت الخليقة لعبودية الفساد. وأخيراً فإن العاقبة التي أُنبئ بها بصراحة لمعصية الإنسان ستتحقق:«سيعود الإنسان إلى الأرض التي منها أُخذ». وهكذا دخل الموت في تاريخ البشرية. منذ هذه الخطيئة الأولى، غمر العالم «اجتياح» للخطيئة حقيقي. بدءًا من قتل قاين لأخيه هابيل. (التعليم المسيحي ف400)

لكن رحمة الله لم تشأ أن يهلك الإنسان: «لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ».

ليس من قبيل المصادفة أن يسوع، في طريقه إلى الصلب، لبس الأشواك (الخطايا) التي خلقتها خطيئة البشرية الأصلية. أي رمز أفضل من تاج الشوك ليمثّل ما كان يسوع على وشك تحقيقه؟ المسيح، في تضحيته وبذل ذاته، كان على استعداد لتحمّل كل معاناة بشرية، حتى عذاب الموت لتحقيق النصر على الخطيئة والموت – ليس من أجله فهو البار ولم يكن بحاجة إلى الخلاص ولكن من أجلنا نحن الخطأة!

فوائد شجرة العِنّاب

تحتوي شجرة العِنّاب على ثمار حلوة صالحة للأكل ولها عدّة استخدامات مفيدة: منذ قرون يُستخدم خشب جذعها الثقيل والمتين في البناء وصنع الأثاث، في حين أن الأغصان والفروع تستخدم كحطب وفحم عالي الجودة. كما تُستعمَل الفواكه والأوراق والجذور واللحاء في الطب الشعبي.

تتمتع شجرة العِنّاب بجودة رائعة أخرى – فهي مرنة بشكل ملحوظ. لاحظ العلماء أن صلابة شجرة العِنّاب تجعلها قادرة على تحمّل درجات الحرارة المرتفعة والجفاف. وهي أشجار شوكية مُعمّرة، متساقطة الأوراق في فصل الخريف، غُرست في الحدائق للإستفادة من ثمارها، كانت معروفة لأهل البلاد قبل الميلاد، أضف لذلك في شهر نيسان تكون الأغصان خشبية جرداء، ذات أشواك بارزة، يمكن ثني الأغصان من أجل تضفيرها لصنع إكليل من شوك.

وفقًا للباحثين، فشجرة العنّاب هي أحدى الأنواع القليلة جدًا التي يمكن زراعتها على المنحدرات القاحلة حول القدس – وتزدهر. حتى في أسوأ الظروف، توفر قوّة الشجرة وصلابتها القوت للنحل والطيور ويمكن أن تساعد في دعم الحياة في المناطق المهدّدة بالجفاف والحرارة الشديدة.

لماذا شجرة العِنّاب

من المثير للاهتمام أن خصائص هذه الشجرة ومزاياها تحمل تشابهًا مذهلاً مع رسالة المسيح ورجاء الإيمان المسيحي! حتى في أسوأ الظروف، توفّر قوة يسوع ومحبّته القوت لنا وتساعدانا في دعم مجالات حياتنا المهدّدة بالألم والمعاناة وعدم اليقين.

حارب يسوع وربح المعركة ضد الخطيئة والموت، عرق دمًا وبكى من أجلنا وحتى أنه سفك دمه كلّه في سبيل خلاصنا. لقد مهّد الطريق لنا، وعلى الرغم من أننا أيضًا سنواجه الكثير من الأشواك في هذه الحياة، إلّا أننا إذا بقينا ثابتين في إيماننا ورجاءنا بيسوع ، فسوف نتمتع يومًا ما بمكان خالد لا يوجد فيه أشواك ولا معاناة.

المصدر: catholicfaithstore.com

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق