البادري بيو يقلب حياة ممثّلة وعارضة أزياء من عالم الشهرة والمخدرات الى حياة اعتزال وخدمة في مديوغوريه
البادري بيو يظهر لممثلة بولندية ويبدي عدم رضاه عن أسلوب حياتها المتهوّر!
قبل ارتدادها الى الإيمان الكاثوليكي، عاشت أنيا غولدزينوسكا Ania Golędzinowska الممثّلة وعارضة الأزياء البولندية، حياة المشاهير. تعاطت المخدرات وكان قلبها مليء بالعداء نحو الكنيسة الكاثوليكية. في إحدى الليالي، وقف شخص غريب في غرفتها موجّهاً لها اللوم والعتاب. فقط بعد ثماني سنين، عند زيارتها لمديوغوريه، تعرّفت على ذلك الزائر الغامض، إنه البادري بيو، الراهب الكبوشي حامل سمات المسيح!
منذ سنوات استيقظت أنيا في منتصف الليل في بيتها في إيطاليا، لتجد أن رجلاً غريباً يقف عند جانب سريرها ، يهزّ رأسه في خيبة أمل واضحة.
في تلك الفترة من حياتها كانت أنيا ممثّلة شهيرة في المسلسلات الإيطالية ومذيعة تلفزيونية بجانب عملها كعارضة أرياء. تعترف أنها كانت تتعاطى المخدّرات وتفتقر الى الإيمان بالله، بالإضافة الى استياءها وعدائها القوي تجاه الكنيسة الكاثوليكية. تؤمن أنيا أن البادري بيو جاء ليحذّرها من الإستمرار في طريقها: “لسنوات عديدة لم أكن أعرف من هو. وقد ذكرت هذه الحادثة في كتابي ، لكني لم أذكر اسمه لأني في تلك الأيام لم أكن قد تعرّفت إليه.
تعرّفت أخيراً على شخصية القديس بيو في مديوغوريه منذ بضعة أشهر فقط. حين أعطاني أحد الأشخاص كتاب عن حياة البادري بيو، وللمرة الأولى منذ ثماني سنين، أستطيع أن أقول اسم الذي أتى ليوبّخني، ويحذّرني من أنّني إن واصلت قيادة حياتي في الطريق الذي كنت أسير به، فسأهلك.
كنت بعيدة جدّاً عن الكنيسة الكاثوليكية. تطوّرت في داخلي كراهية كبيرة لكل ما هو كاثوليكي. لو أُعطِيت الفرصة، كنت سأطلق النار على جميع الكهنة والراهبات، أينما شاهدت كنيسة، كنت أعبر الى الجانب الآخر من الشارع.
في تلك الليلة كنت قد تعاطيت المخدرات، وشربت الكحول . عندئذِ في منتصف الليل جاء الإنذار! حتى كلبي شعر بوجود شخص غريب في الغرفة، أكّد لي الأمر أنني لست أهلوِس.
استيقظت لأن كلبي كان ينبح، والى جانب سريري كان يقف هذا الرجل، كبير في السنّ، له لحية وينظر اليّ، ويهزّ رأسه علامة على خيبة أمله. في البداية اعتقدت أن المشهد هلوسة نتيجة الكحول والمخدّرات. قلت لنفسي لا، هذا لا يمكن |أن يحدث. عندها أضأت المصباح فوجدت أن الرجل ما زال واقفاً يهزّ رأسه، وكلبي لا يزال ينبح باتّجاهه!
على الرغم من أنيا تؤمن أن البادري بيو حضر إليها مع رسالة مهمّة إلّا أنه لم يحتاج الى كلمات ليوصلها إليها.
تضيف أنيا: “لم يقل شيئاً، لكنه نظر إليّ كأنّه يريد أن يقول “أنيا، ماذا تفعلين؟”
ظهرت أنيا في الكثير من الصحف والمجّلات وفي مقابلات تلفزيونية، بعد أن نشرت صحيفة هارولد الكاثوليكية مقابلة معها أجراها الراهب الفرنسيسكاني مارسين رادومسكي Marcin Radomski.
تحدّثت أنيا في هذه المقابلة عن ارتدادها وقرارها في اعتزالها حياة الشهرة، وإنهاء علاقتها بباولو إنريكو بيرينا، ابن شقيق رئيس الوزراء آنذاك الإيطالي سيلفيو برلسكوني. هي تعيش اليوم في مديوغوريه حياة بسيطة في الصلاة والخدمة مع جماعة القلوب النقيّة Pure Hearts وهي جماعة تضمّ كهنة وراهبات من جميع أنحاء العالم قدموا الى مديوغوريه ليعيشوا رسائل السيّدة العذراء ويقدّمون المساعدة للمواطنين والحجّاج.
أصدرت كتاباً يروي سيرة حياتها شاهدة لتدخّل الله في حياتها وإنقاذها من طريق الهلاك بواسطة القديس البادري بيو . كما قضت كثير من الوقت تتجوّل في أنحاء بولندا مُدلية بشهادتها وقصة ارتدادها، ومشجّعة مواطنيها على الحجّ الى مديوغوريه.