التكريس الكامل

اليوم السابع: التكريس الكامل ليسوع من خلال مريم

التكريس الكامل ليسوع
من خلال مريم

اليوم السابع

القراءة

الاقتداء بالمسيح – السفر 1 الفصل 18 (تكملة)

في قدوة الآباء القدّيسين

«لقد كانوا بالظاهر، في عوز، أما في الداخل، فنعمة الله وتعزيته كانتا تنعشانهم. كانوا غرباء عن العالم، ولكن مقربين إلى الله وأصدقاء له مؤالفين. كانوا في أعين أنفسهم كلا شيء، وفي نظر العالم محتقرين؛ أما في عيني الله، فكانوا كراماً ومحبوبين. كانوا ثابتين في التواضع الحقيقي، عائشين في الطاعة الساذجة، سالكين في المحبة والصبر، فكانوا يتقدمون كل يوم بالروح، وينالون حظوة عظيمة لدى الله».

«لقد أعطوا كقدوة لجميع الرهبان؛ ومن الواجب ان تستحثنا سيرتهم على التقدم في الكمال، أكثر مما أن يستدرجنا إلى التراخي عدد الفاترين. ما أعظم ما كانت حرارة جميع الرهبان، عند تأسيس رهبانيتهم المقدسة! ما أعظم ما كان ميلهم إلى الصلاة، وتنافسهم في الفضيلة! ما أدق ما كان حفظهم للنظام! كم ازدهر احترامهم وطاعتهم، في كل شيء لقانون معلمهم!».

«إن ما بقي من آثارهم يشهد إلى الآن، أنهم كانوا في الحقيقة، رجالًا قديسين كاملين، جاهدوا ببأس عظيم، فداسوا العالم بأرجلهم. أما الآن، فيحسب عظيما من لا يتعدى القوانين، ومن يستطيع أن يحتمل، بصبر، النير الذي قد رضي به من قبل. يا لفتورنا وتوانينا! يا لسرعة انحطاطنا عن حرارتنا الأولى! فقد أصبح العيش نفسه لنا سأماً، لكسلنا وفتورنا!».

«أما أنت، فبعد ما رأيت من قدوة ذوي الورع الكثيرة، فعسى أن لا ترقد فيك تمامًا، الغيرة على التقدم في الفضائل!».

الصلوات

هلّم أيها الروح القدس

هلم أيها الروح القدس، وأرسل من السماء شعاع نورك.
هلم يا أبا المساكين.
هلم يا معطي المواهب.
هلم يا ضياء القلوب.

أيها المعزي الجليل، يا ساكن القلوب العذب،
أيتها الاستراحة اللذيذة، أنت في التعب راحة،
وفي الحر اعتدال، وفي البكاء تعزية.
أيها النور الطوباوي، إملأ باطن قلوب مؤمنيك،

لأنه بدون قدرتك لا شيء في الانسان
ولا شيء طاهر:
طهر ما كان دنساً، إسق ما كان يابساً،
إشف ما كان معلولاً، ليِّن ما كان صلباً،
أضرم ما كان بارداً، دبّر ما كان حائداً.

أعط مؤمنيك المتكلين عليك المواهب السبع،
امنحهم ثواب الفضيلة،
هب لهم غاية الخلاص،
أعطهم السرور الأبدي. آمين

السلام عليكِ يا نجمة البحر

السلام عليكِ يا نجمة البحر، يا أمّ الله الرؤوفة الدائمة البتوليّة، يا بابَ السماء السعيد. إقبلي هذا الكلام كما قبلتِه من فم الملاك جبرائيل، مُنّي علينا بالسلام، كسّري قيود الخبثاء، أنيري عقول الخطأة، أبعدي عنّا الشرور التي تدركنا من جميع الجهات. أمطري علينا الخيرات، أظهري ذاتكِ بأنّك أمٌّ لنا، وتوسّطي بيننا وبين ابنكِ الذي تجسّد من أجلنا.

يا عذراء لا مثيل لها، يا عذراء العذارى، خلّصينا من خطايانا لنكون وديعين وطاهرين. ولتكن بواسطتكِ، حياتنا نقيّة، وطريقنا بدون خطر. لكي نتمتّع بالفرح السماوي بمشاهدة ابنك يسوع. المجد والإكرام لله الآب، وليسوع المسيح مخلّصنا وللروح القدس. آمين.

نشيد مريم

تعظم نفسي الربّ وتبتهج روحي بالله مخلصي،
لأنه نظر إلى تواضع أمته
فها منذ الآن تطوبني جميع الأجيال،
لأن القدير صنع بي العظائم واسمه قدوس
ورحمته إلى أجيال وأجيال للذين يتقونه،

صنع عزًا بساعده وشتت المتكبّرين بأفكار قلوبِهم،
حطّ المتكبرين عن الكراسي، ورفع المتواضعين،
أشبع الجياع خيرًا والأغنياء أرسلهم فارغين،
عضد إسرائيل فتاه فذكر رحمته،
كما كلّم أباءنا لإبراهيم ونسله إلى الأبد.

المجد للآب والابن والروح القدس،
كما كان في البدء والآن، وكل أوان، وإلى دهر الداهرين. آمين.

صلاة التكريس لليوم السابع

«يا مريم، أم المسيح المتألم، الذي بموته غلب الموت، صلي لأجلي الآن وفي ساعة موتي، لكي يكون موت حبٍّ، وانقضاءً كاملاً لحياتي، انقضاءً أكون فيه قد مُتّ يوماً بعد يوم عن حبّ العالم الذي يرفض ان يحيا من الحبّ».

«يا مريم، يا من كنت تموتين لأنك لم تموتي مع ابنك، والتي اخترقت أحشاءها الحربة، اكرّس لك جسدي وقلبي، لكي اكون، في جسد المسيح، هذا القلب المائت موتاً والحي حياةً، هذا القلب المنسحق وإنما المُقابل الكراهية بالحب والمرارة بالعذوبة والشتيمةِ بالبركة».


التكريس الكامل ليسوع من خلال مريم

 →  السابق       البداية       التالي  ← 

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق