مختارات عالمية

العيش في الإرادة الإلهية هو سرّ مقدّس ويفوق كل الأسرار المقدّسة معًا

من كتاب مملكة الإرادة الإلهية وسط الناس

العيش في الإرادة الإلهية هو سر ُمقدس ويفوق كل الأسرار المقدّسة معًا.

كنتُ أفكر مع نفسي: “كيف يُمكن أن يفوق عمل إرادة الله حتى على الأسرار المقدسة؟”
تحرك يسوع في داخلي وقال لي: “إبنتي، لماذا تُدعى الأسرار المقدسة أسرارًا مقدّسة؟
السبب هو إنها مقدّسة اي لها القيمة والقدرة على أن تمنح النعمة والقداسة. لكن هذه الأسرار المقدّسة تعمل إستنادًا الى ميول الناس، ففي بعض الإحيان تبقى حتى عديمة الثمار وغير قادرة على أن تمنح الخير الذي تحويه. أما إرادتي فإنها مقدّسة وتحتوي على كل فضائل الأسرار المقدّسة جميعًا.

ليس هذا فحسب بل ليس عليها أن تعمل لكي تجعل النفس تستلم الخيرات التي تحتويها إرادتي. في الحقيقة، حالما تُرتّب النفس ذاتها لتعمل إرادتي فإنها تُرتّب نفسها بنفسها وعندما ترى إرادتي كل شيء ُمهيّأ ومرتبًا، حتى لو كلف ذلك أية تضحية، فإنها توصل نفسها بالنفس دون تأخير وتسكب عليها الخير الذي تحتويه وتُكّون الأبطال، أي شهداء المشيئة الإلهية، والمعجزات العظيمة التي لم يُسمع بها من قبل.

فضلًا عن هذا، ما الذي تفعله الأسرار المقدّسة إن لم تُوحّد النفس مع الله؟ وما الذي تفعله مع إرادتي؟ أليست لكي تّوحد إرادة النفس مع خالقها؟ إنها تُذيب النفس في المشيئة الأبدية، ويرتفع العدم الى الخالق، وينزل الخالق الى العدم. إنه النُبل الأعظم والأنقى والأجمل والعمل الأكثر بطولة الذي يُمكن أن يفعله الفرد.

آه، نعم أؤكد لكِ وأكرر: إن إرادتي هي سرّ مقدّس وتفوق كل الأسرار المقدّسة سوية، ولكن بطريقة أكثر إعجابًا وبدون وساطة من أحد وبدون أي شيء مادي. إن السرّ المقدّس لإرادتي يتكوّن بين إرادتي وإرادة النفس، فتتّحد الإرادتان معا وتُكّون سرًّا مقدّسًا. إرادتي هي الحياة والنفس مُرتبة لإستلام الحياة، وإرادتي مُقدّسة فتستلم النفس القداسة. إن إرادتي قوية، فتستلم النفس الثبات، وهكذا مع الباقي.

من ناحية أخرى، كم يجب أن تعمل أسراري المقدّسة لترتيب النفوس، إذا ما حاولوا هم أساساً! وكم مرة تبقى هذه القنوات التي تركتُها لكنيستي مضروبة ومحتقَرة ومضطهدة! البعض يستعملها حتى لتمجيد أنفسهم، محوّلين إياها ضدي ولإهانتي.

آه لو علمتِ بالتدنيسات الكثيرة المرتكبة في سر الإعتراف المقدّس، والإساءات المريعة لسرّ القربان المقدّس، لبَكيتِ معي بسبب الألم الكبير. آه، نعم فقط سرّ إرادتي المقدس يُمكنه أن يُغني بالمجد والنصر. إنه كامل في تأثيراته وغير ملموس من قبل إساءات الناس. في الحقيقة، لغرض الدخول الى إرادتي يجب على النفس أن تتخلى عن إرادتها وعن عواطفها، فقط عندئذ ستنحني إرادتي بإتجاهها وتُطوقها وتُميّزها وتعمل المعجزات بها.

لذا عندما أتحدث عن إرادتي أصبح مبتهجًا، لا أتوقف أبدًا ويكون فرحي كاملًا، ولا تدخل أية مرارة بيني وبين النفس. أما بالنسبة للأسرار المقدّسة الأخرى فإن قلبي يسبح في الحزن. لقد حوّلها الإنسان الى ينبوع مرارة لي، في حين إني أعطيتهم بقدرها ينابيع من النِعم.”

نُقل بإذن المترجم.
يمكن إيجاد مجلدات الإرادة الإلهية التي أملاها الرب يسوع على لويسا بيكاريتا في موقع المترجم الرسمي wisamkako.com

 

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق