كيف عامل القديسين والقديسات الحيوانات وهل هناك مكان لحيواناتنا الأليفة في السماء
قديسون وحيواناتهم الأليفة
كلنا نعرف حُبّ القديس فرنسيس للحيوانات، لكن هناك الكثير من القديسين والقديسات احتفظوا بحيوانات أليفة وشعروا نحوها بعواطف حارّة.
هاكم بعض الأمثلة:
كان للقديس دون بوسكو كلبًا، بينما القديس فيليب نيري كان لديه كلب وقطة في سن شيخوخته. وكان للقديس فرنسيس من باولا سمكة التي تم طهيها في أحد الأيام دون علمه. لذا، أعادها القديس فرنسيس الى الحياة بقوة الله.
القديسة بريجيتا روّضت حيوانات بريّة. في ذلك الزمن، كان ينصّ قانون الكنيسة أنه إذا احتمى لصّ داخل الكنيسة، فلا يُسمح لأحد بالقبض عليه. في يوم من الأيام، طاردت مجموعة من الصيادين خنزيرًا بريًا فدخل الكنيسة هربًا منهم. فأرادوا الدخول للإمساك به وقتله، لأنهم قالوا أن قانون الإحتماء بالكنيسة لا ينطبق على الحيوانات. لكن القديسة بريجيتا قالت إن القاعدة تنطبق على جميع مخلوقات الله، لذا اضطر الصيادون إلى المغادرة. ثم أعطت الخنزير المنهك ماءًا، وانتهى الأمر بأنه عاش في مزرعتها مع الأبقار.
القديس روكو والقديس لعازر المتسوّل كان لديهما كلب وهو يظهر مع كل منهما في الصُوَر. وعظ القديس أنطونيوس البادواني الأسماك والتي أطاعته واستمعت إليه. تفاوض القديس فرنسيس الأسيزي مع الذئب ووعظ بالطيور طالبًا منهم أن يمجّدوا الله. كان للقديس جيروم أسد ، للقديس البابا سيلفتر ثور، وللقديس جايلز غزال، للقديسة جرترود قطة، للقديس كولومبا حصان. أما القديس مارتن دي بوريس، فكان يعيش معه كلب، قطة، حمامة وفأر.
كان للقديسة تريزيا الطفل يسوع كلب يدعى توم. عندما لم يبقى أحد منزل عائلتها تم نقل بعض الأثاث إلى ديرالكرمل حيث تعيش تريزيا مع أخواتها الراهبات، تبع توم العربات كل المسافة الى أن وصل الى فناء الدير. على الرغم من أن الراهبات يسترن وجوههن بالوشاح، كما يفعلن عادة عندما يدخل الغرباء الدير، إلا أن توم عرف تيريزيا وقفز عليها مختبئًا تحت وشاحها. فتأثرت برؤيته مرة أخرى لدرجة البكاء.
على صندوق ذخائر والدَي القديسة تريزيا، لويس وزيلي مارتن يمكن رؤية توم مع تريزيا ووالدها في نحت يصوّرهم يساعدون رجلًا فقيرًا.
هل هناك مكان لحيواناتنا الأليفة في السماء ؟
هناك جدل بين علماء الكتاب المقدس حول ما إذا كانت الحيوانات ستذهب إلى السماء أم لا. تثور أسئلة حول ما إذا كان للحيوانات “نفس”، وما إذا كانت لها “روح” أم لا. والسؤال الرئيسي الذي يطرحه الكثيرون هو ما إذا كنا سنجتمع مع حيواناتنا الأليفة المحبوبة في السماء أم لا.
للإجابة على هذا السؤال، يجب أن نفهم أن الحيوانات وُضعت تحت سيطرة الإنسان ولم يكن لديها هذا الخيار الحر للتوبة عن الخطيئة وأن يكونوا “مخلَّصين” لأننا نحن البشر نفهم الخلاص. يرتبط المفهوم المسيحي للسماء ارتباطًا وثيقًا بمفاهيم الخلاص والفداء والقيامة.
الكتاب المقدس واضح أن الفداء ضروري للبشر لأننا مخلوقات قد “سقطت”. البشر لديهم إرادة حرّة وبالتالي لديهم القدرة على ارتكاب الخطيئة أو عدم ارتكابها. قد يختار البشر الخلاص (قبول يسوع كربّ ومخلِّص) أو يرفضونه. ومع ذلك، لم “تسقط” الحيوانات مطلقًا، وبالتالي فإن الفداء ليس ضروريًا لهم. لا يمكن للحيوانات الاختيار بين الخير والشر (الخطيئة أو عدم الخطيئة). عندما تتصرف الحيوانات بشكل سيء، يكون ذلك عمومًا بسبب تعارض بين طبيعتها التي وهبها الله ومتطلباتنا البشرية. إذا لم يكن هناك مبرّر، تقديس أو فداء للحيوانات فهل هذا يعني أنه لا يوجد لهم مكان في السماء؟
في رسالة القديس بولس الى رومية 8: 19 -21 يقول الرسول:
لأن انتظار الخليقة يتوقع استعلان أبناء الله. إذ أخضعت الخليقة للبطل ليس طوعًا، بل من أجل الذي أخضعها على الرجاء. لأن الخليقة نفسها أيضا ستُعتق من عبودية الفساد إلى حرية مجد أولاد الله.
تتصرف الحيوانات بشكل غريزي ولا يمكن لومها إذا عضّت أو خدشت أو حتى قتلت بسبب غريزتها للبقاء على قيد الحياة. كأصحاب حيوانات أليفة، يجب أن نكون مسؤولين عن تربيتها ورعايتها، من خلال توفير احتياجاتهم ومنحهم الحب والرعاية، حتى لا يتعرضوا للإيذاء أو الإهمال. قد نُدان بكيفية معاملتنا لهم، وليس العكس!
لذا ، السؤال النهائي هو ليس إذا ما كان هناك مكان لحيواناتنا الأليفة في السماء أم لا، بل هل ستذهب أنت للسماء أم لا!
قد لا نجد جوابًا أكيدًا على السؤال المطروح بخصوص نفس وروح الحيوانات، ومع ذلك هاكم آيات من الكتاب المقدّس يراها البعض مشجّعة:
«عدلك مثل جبال الله ، وأحكامك لجة عظيمة. الناس والبهائم تخلص يا رب. (مزمور 6:36)
«ولكل حيوان الأرض وكل طير السماء وكل دبابة على الأرض فيها نفس حية، أعطيت كل عشب أخضر طعاما». وكان كذلك. (تكوين 30:1)
«فاسأل البهائم فتعلمك، وطيور السماء فتخبرك. أو كلم الأرض فتعلمك، ويحدثك سمك البحر. من لا يعلم من كل هؤلاء أن يد الرب صنعت هذا؟» (أيوب 10:12-7)
«وكل خليقة مما في السماء وعلى الأرض وتحت الأرض، وما على البحر، كل ما فيها، سمعتها قائلة: «للجالس على العرش وللخروف البركة والكرامة والمجد والسلطان إلى أبد الآبدين». (رؤيا 13:5)
«وأقطع لهم عهدا في ذلك اليوم مع حيوان البرية وطيور السماء ودبابات الأرض، وأكسر القوس والسيف والحرب من الأرض، وأجعلهم يضطجعون آمنين. (هوشع 18:2)
اللطف تجاه الحيوانات والمخلوقات هو علامة على القداسة واحترام الله. سواء أكان بإمكاننا التحدث مع الحيوانات مثل بعض القديسين أم لا، فنحن جميعًا بحاجة إلى معاملتهم بلطف وإحسان.