كنيسة الصعود
اعتاد المسيحيون الأوائل الإجتماع سرّاً على جبل الزيتون في المكان الذي شهد على صعود الرب يسوع الى السماء.
“يسوعُ هذا الَّذي رُفِعَ عَنكُم إِلى السَّماء سَيأتي كما رَأَيتُموه ذاهبًا إِلى السَّماء” (أعمال 1: 11)
بنيت كنيسة الصعود الأولى على يد امرأة تقية تدعى بومينيا قبل عام 392 وكانت الكنيسة عبارة عن بناء مستدير الشكل بلا سقف، تتوسطه الصخرة المباركة حيث ارتفع المخلص تاركاً اثر قديمة الطاهرتين. داخل الهيكل كان يوجد صفين من الاعمدة موضوعين على شكل دائرتين الواحدة داخل الأخرى بمحيط 6 متر و2 متر، أرضيتها مرصوفة بالفسيفساء والسقف كان مفتوح ليدل الجميع على طريق السماء.
بقيت هذه الكنيسة البيزنطية حتى القرن السابع الميلادي ودُمرت اول مرة عام 614 على يد الفرس. ثم رمّمها البطريرك مودستس بعد سنتين. اعيد بناءها وبقيت حتى القرن العاشر ثم دمرت مرة اخرى اثناء الفتح الاسلامي.
كنيسة الصعود الحالية على شكل مثمن بناها الصليبيون سنة 1102 وأضافوا إليها بعض التغييرات. لكن عند سقوط القدس عام 1187 حوّلها صلاح الدين الى مسجد. بعد ذلك، وبسبب ازدياد أعداد الحجاج المسيحيّين القادمين إلى المكان، تم التوصل إلى تسوية وتم بناء مسجدٍ ثانٍ قريبٍ من المكان ليسمح للمسلمين بالصّلاة فيه، وتُرِكت الكنيسة مفتوحة أمام الزّائرين المسيحيّين. ولا يزال المكان يخضع للأوقاف الاسلاميّة في القدس حتى الآن. ولا تزال الكنيسة الصّليبيّة والتي يزورها السّياح اليوم تحافظ على مظاهر البناء الصّليبي.
يذهب الآباء الفرنسيسكان والطوائف الأخرى كل سنة في عشية عيد الصعود إلى كنيسة الصعود فيقضون الليل هناك تحت الخيام، ثم يجتمع الشعب في صباح العيد لحضور المراسيم الدينية وتلاوة التسابيح وصلاة المزامير. ويجدر بنا أن نورد ما تأمله يوما القديس اوغسطينس “هنا عاش المسيح. هنا اثر قدميه الطاهرتين فلنؤدي له الإكرام حيث أراد أن يقف في المكان الأخير. ومنه صعد إلى السماء وأرسل تلاميذه إلى العالم”. ولنتذكر ما وعدنا به الرب:
“وهاءنذا معَكم طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم” (متى 28/ 20).
امين يارب العالمين ويارب يا حنونة