أخباركنائس الأراضي المقدسة

كنيسة القدّيس يوسف في الناصرة – بيت العائلة المقدّسة حيث عاش يسوع طفولته وصباه

كنيسة القدّيس يوسف في الناصرة

كنيسة القديس يوسف في مدينة الناصرة، وهي كنيسة قديمة موجودة في المدينة منذ أكثر من 100 عام، وتم انشاؤها على انقاض كنيسة قديمة جدًا سُمّيَت “كنيسة الرِّعاية”. بحسب شهادات أهمّها من الأسقف أرشولفو الحاج الذي زار الكنيسة عام 680. يقول التقليد أنها تقع فوق المكان حيث كانت منجرة القدّيس يوسف، وهناك ترعرع الصبي يسوع ونما في الحكمة والنعمة أمام الله والناس.

منذ قرون مدينة الناصرة هي في قلب الحجّاج والرحالة. “زهرة الجليل” تحتفظ بالحوار الذي دار بين رئيس الملائكة جبرائيل ومريم العذراء. تشير التقاليد المسيحية إلى أنه بالإضافة إلى كنيسة البشارة، توجد في الناصرة كنيسة القديس يوسف، والتي أطلق عليها أيضاً اسم كنيسة الرِّعاية، لأنها المكان الذي نشأ فيه يسوع حتى بلغ سن الرشد . تروي الإناجيل المنحولة، موت ودفن أب يسوع بالتبني في الناصرة. كما تصف كيف ساعده يسوع ذاته وواساه في لحظة رحيله من هذه الحياة.

يميّز هذه الكنيسة موقعها الاستراتيجي إذ تقع بالقرب من كنيسة البشارة التي تعتبر الكنيسة الأشهر والأكبر في المدينة، ويميز كنيسة القدّيس يوسف أيضا عمارتها المذهلة إذ تم بناؤها على طراز الرومانسك فتجد فيها السقوف المنحنية والأعمدة المزخرفة والجداريات الرائعة.

بنيت كنيسة القدّيس يوسف على المكان الذي كانت فيه كما تروي التقاليد منجرة يوسف، خطيب العذراء مريم، أم يسوع. بعض التقاليد تنسب المكان أيضًا لبيت يوسف.  أقيمت هذه الكنيسة الفرنسيسكانية  في عام  1914، فوق بقايا كنائس أكثر قدمًا، وهي تقع في باحة بازيليك البشارة.

 

في القبو (الطابق السفلي للكنيسة) يمكن رؤية بئر مياه قديمة، لوحات فسيفسائية، مُغر ومخازن للغلال من بقايا الناصرة القديمة في القرنين الثاني والأول قبل الميلاد. إحدى هذه المُغر استعملت، حسبما تروي التقاليد، كمنجرة ليوسف. وهذه الكنيسة مثل كنيسة البشارة، بنيت في مكان كانت فيه قرية الناصرة في فترة يسوع. في هذه الكنيسة يمكن ملاحظة الجذور اليهودية للمسيحية، ففي الماضي، قَبِل المُصلّون المسيحيون فرض  العماد اليهودي وبنوا في الكنيسة بِرَكًا لهذا الغرض.

 وصف الكنيسة

بنيت الكنيسة بأسلوب رومانسكي جديد حسب مخطط الكنيسة الصليبية القديمة. فيها ثلاث قاعات طويلة تنتهي في الشرق بثلاث حنيات، مبنية فوق بقايا صليبية. في الطابق الأسفل، الذي نصل إليه من خلال  الدرج، يمكن النزول إلى القبو الذي تحفظ فيه التحف الأثرية من فترة قرية الناصرة في زمن المسيح، وهناك تقع المغارة التي استعملها يوسف في عمله كنجّار. في منطقة المنبر نجد لوحة أخرى للعائلة المقدسة. الزخرفات على النوافذ تحكي قصة المكان أيضا.

قبو الكنيسة

عند دخول الكنيسة، يوجد درج من كل جانب إلى الأسفل إلى القبو، حيث يمكنك رؤية بقايا الكنيسة الصليبية ذات المذبح الرخامي. على ثلاث نوافذ زجاجية نرى خطوبة يوسف ومريم، الملاك يخبر يوسف في حلم عن الحبل الإلهي، ويوسف عند انتقاله من هذا العالم محاطًا بيسوع. ومريم.

تم اكتشاف فسيفساء كبيرة في الكهوف الموجودة أسفل سرداب، أحدها ورشة عمل أو منجرة يوسف. تم إجراء الحفريات في عام 1908.


غرفة الكنيسة نفسها مزينة بلوحات جدارية ، بما في ذلك يسوع عندما كان طفلاً مع والديه والروح القدس على شكل حمامة محاطة بستة ملائكة، ولوحات جصية من نفس الموضوعات على النوافذ الزجاجية الملونة في القبو.

تاريخ الكنيسة  

أقام الصليبيون في القرن الثاني عشر كنيسة على بقايا قديمة لكنيسة من الفترة البيزنطية. أقيمت الكنيسة الصليبية بأسلوب كان متعارفًا عليه في فرنسا في القرن الثاني عشر: كانت ذات ثلاث حنيات، وقسمت إلى قاعة رئيسية وجناحين على شكل صليب. المباني التي كانت في القبو (الطابق السفلي للكنيسة) لم يحصل فيها أي تغيير في الفترة الصليبية.

بعد الفتوحات العربية في القرن الـ 13  بقي المكان مدمرًا طوال مئات السنوات. في عام  1754 تمَّ شراء المكان من قبل الفرنسيسكان فأقاموا فيه مصلى لتخليد ذكرى يوسف. في وقت لاحق تمكّن الفرنسيسكان من شراء المنطقة المحيطة بالكنيسة. في عام  1908 جرت في المكان حفريات أثرية من قبل الأب بروفيسور فيا الذي اكتشف بقايا الكنيسة البيزنطية من القرن الخامس أو القرن السادس. وقد نشر النتائج التي توصل إليها في كتاب “الناصرة وكنيستاها” باللغة الفرنسية. الأساس لإقامة كنيسة في هذا المكان كان المغارة الموجودة في القبو والتي استعملت للسكن في فترات سابقة.

الأب برونو فاريانو الفرنسيسكاني – رئيس دير كنيسة البشارة في الناصرة:

“أهلاً وسهلاً بكم في الناصرة. أهلاً بكم في بيت القديس يوسف، في هذه الكنيسة المكرّسة له. هنالك اثنان من الإنجيليين يتحدثان عن طفولة يسوع وبشارة الملاك: أحدهما هو لوقا، والذي فضّل الحديث عن البشارة لمريم العذراء. كنيسة البشارة تتحدث عن هذه البشارة من خلال فنها والتبشير، وفي دراسة الماريولوجيا، وفي دراسة الكتاب المقدس، وأيضاً في لاهوتها.

على مثال بشارة العذراء بالحبل الإلهي، يُخبرنا الإنجيل عن بشارة للقديس يوسف في الحلم: “”يا يوسف ابن داود لا تخف ان تأخذ امرأتك مريم فإن المولود فيها انما هو من الروح القدس”. لهذا يمكننا التحدث عن ال”نعم” الخاصة به: إنها مشاركة فعالة في سر الخلاص. ولهذا يُدعى “حامي الفادي”.

المصادر:

nazarethinfo.org
biblewalks.com
dannythedigger.com
seetheholyland.net

 

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق