فاطيما ،يوحنا بولس الثاني، ومديوغورييه . هل هناك صلة ؟!
“هل ظاهرة مديغورييه هي استجابة السماء الى صلاة البابا القديس يوحنا بولس الثاني : “فعل تكريس العالم لقلب مريم الطاهر”؟
بعد محاولة إغتيال البابا يوحنا بولس الثاني حيث أُطلِق عليه النار وأصيب في ساحة القديس بطرس في 13 مايو 1981، قرر الأب الأقدس تكريس العالم لقلب مريم الطاهر .وقد ألّف صلاة خصيصاً لهذه المناسبة ، وأطلق عليها اسم “فعل التكريس لقلب مريم الطاهر”، والتي كان من المقرّر القيام بالاحتفال فيها في بازيليك القديسة مريم الكبرى في 7 يونيو 1981 .
وبما أن البابا لم يتمكن من الحضور بسبب إصاباته، وتم بث خطاب مسجّل له .
وفيما يلي الجزء الذي يشير تحديداً الى فعل التكريس :
«يا أم الناس والشعوب، أنتِ يا من تعرفين كلّ آلامهم وآمالهم، أنتِ يا من تشعرين بصورة أموميّة بكل الصراعات بين الخير والشرّ، بين النور والظلمات التي تهزّ العالم المعاصر، تقبّلي النداء الذي نوجّهه مباشرةً إلى قلبك، مدفوعين بالروح القدس، وضمي أنتِ يا أم الرب وخادمته، عالمنا الإنساني، الذي نقدّمه ونكّرسه لك، ونحن في قلق شديد على مصير الناس والشعوب الزمني والأبدي. نقدّم لك ونكّرس بصورة خاصّة الناس والأمم الذين بحاجة خاصّة إلى هذا التقديم والتكريس.
فإلى حماية رحمتكِ نلتجئ، يا أمّ الله القديسة. لا تردّي صلواتنا ونحن في قلب المحنة.
أمامك، يا أمّ المسيح، أمام قلبك البريء من الدنس، نريد اليوم مع الكنيسة جمعاء أن نتَّحد بالتكريس الذي كرَّس به ابنُكِ نفسَهُ لأبيه، حُبّاً لنا: «أنا أقدّس ذاتي من أجلهم، ليكونوا هم أيضاً مقدّسين في الحقّ» (يو 17/19). نريد أن نتّحد بفادينا بواسطة هذا التكريس من أجل العالم والناس، الذي هو في قلب الله ذو سلطان أن يمنحنا الغفران ويمُدّنا بالتعويض».
يبدو أن السيدة العذراء استجابت لهذا التكريس بطريقة مفاجئة وغير متوقعة ، فسبعة عشر يوما بعد ذلك ، اي في 24 يونيو 1981 – في عيد يوحنا المعمدان، أعلن ستة أطفال من مديوغورييه ان السيدة العذراء قد ظهرت لهم .
عناق الأمّ ، زمن النعمة ،”زمن السلام” الذي صلّى من أجله البابا ، قد أتى !
لذلك هل علينا أن نندهش عندما في 25 مارس 1984، أعرب البابا يوحنا بولس الثاني رأيه حين قال: “مديوغورييه هو استمرار لفاطيما، انه اكتمال وتتمّة فاطيما ؟”
في رسالتها الى ماريا في 25/7/1990 قالت السيدة العذراء :
«أولادي الأحبّة،
اليوم أدعوكم للسّلام ! جئت إلى هنا «مليكة سلام»، وأريد أن أغنيكم بسلامي كأمٍّ لكم
أولادي الأحبّة، أنا أحبّكم وأودّ أن أقودكم جميعاً إلى هذا السلام الّذي يمكن للّـه وحده أن يهبه، والّذي يغني كلّ قلب. وأدعوكم لتصبحوا حملة سلامي، في هذا العالم الفاقد السّلام والشّهود له. وليعمّ السّلام الأرض لأنّ العالم قلقٌ ويشتهي السّلام
أبارككم بركة أمّ لكم.
أشكركم على تلبيتكم ندائي»
في رسالة لاحقة إلى ماريا (25/8/1991) أتت ملكة السلام على ذكر فاطيما :
«أولادي الأحبّة ،
اليوم أدعوكم لتبدأوا الصّلاة فوراً كما لم تفعلوا البتّة من قبل، بينما خططي بدأت تطبّق. فالشّيطان قويّ، ويريد أن يبيد ما رسمته للفرح والسّلام، كما يريد أن يحملكم على الإعتقاد بأن بُنَيّ غير ثابتٍ في عزائمه وقراراته
لذلك أدعو كلّ واحدٍ منكم، أحبّتي، للصّلاة والصّيام بمزيد من الصّلابة. وأدعوكم للزّهد طوال تسعة أيّامٍ بحيث يمكنني أن أتمّم بمؤازرتكم كلّ ما كنت أريد إتمامه من خلال الأسرار التي بدأتها في فاطيما.
أدعوكم، أحبّتي، لتدركوا إدراكاً عميقاً أهميّة محبّتي وخطورة الموقف. أريد أن أخلّص جميع النّفوس فأقدّمها للّـه. لذلك صلّوا ليتمّ كلّ ما بدأته.
أشكركم على تلبيتكم ندائي».
لقد أتت مريم لتمدّ لنا يد العون وتوجّهنا الى ابنها يسوع ، تماماً كما فعلت حسب ما ذكر لنا الكتاب المقدس :
أتت لتخدم كما فعلت مع نسيبتها اليصابات :
مِنْ أَيْنَ لِي هذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟ (لوقا 1)
وكما فعلت في عرس قانا الجليل :
قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ».
قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ؟ لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ».
قَالَتْ أُمُّهُ لِلْخُدَّامِ: «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ». (يوحنا 2)
المجد كل المجد للرب يسوع المسيح وأمّه الكلية القداسة .