أخباردراسة وتحقيق

تفاصيل مدهشة وحقائق علمية مذهلة حول الستيغماتا – جروحات المسيح المقدّسة

كل ما يجب معرفته حول الستيغماتا – سمات المسيح

ما هي الستيغماتا

الستيغماتا أو السمات المقدّسة هي نعمة خاصة يقدمها الله لأشخاص حيث تكون جروحات يسوع المقدّسة مطبوعة على أجسادهم. تظهر عادة على كفّي اليدين (على الرغم من وجود حالات على الرسغين)مكان المسامير التي اخترقت يديّ الرب يسوع وعلى القدمَين، وغالبًا ما يكون أيضًا جرحًا في الجنب، بالقرب من القلب، يُمثّل جرح قلب يسوع من حربة الجندي الروماني. في بعض الأشخاص، يرافق “الجروح الخمسة” جروح في الجبين نتيجة  تاج الأشواك التي تخرق الرأس، وكذلك جرح الكتف حيث حمل ربنا المسيح الصليب الثقيل. بالإضافة إلى ذلك ، يمكن أن يكون هناك العديد من الجروح التي تمثل ضربات السياط الذي تلقاها ربنا. جميع هذه العلامات المذكورة أعلاه يمكن أن تكون بعضها موجودة في حامل سمات المسيح أو جميعها.

اليدان أم الرسغان؟

كما ذكرنا، فإن معظم جرحَي اليدين تظهر في راحة اليد، ولكن كان هناك عدد من حاملي الستيغماتا على مدار تاريخ الكنيسة الكاثوليكية أصيبوا بجروح في الرسغ – حالتان حديثتان نسبيًا هما الأب جيم بروس من وودبريدج ، فيرجينيا، كاهن كاثوليكي تلقى الستيغماتا في اليوم التالي لعيد الميلاد في عام 1991 حتى عام 1993 ، وكذلك جورجيت فانييل من مونتريال، كيبيك ، التي كانت تعاني من السمات المتقطعة من عام 1950 حتى وفاتها في عام 2002 إذا نظرنا إلى الوراء في التاريخ، نلاحظ أن القديس فرنسيس الأسيزي ذكر أيضًا أنه تلقى الجرحَين في الرسغين.

البادري بيو

حقائق مذهلة عن الستيغماتا

الغرض من الجروح هو جذب واتّحاد الشخص المختار اتحادًا خاصًا مع يسوع في آلامه، بغية ارتداد الخطاة وتعويضًا عن الخطايا. وهكذا، فإن الأفراد الذين يحصلون على نعمة الستيغماتا يعتبرون دائمًا “أرواحًا مُضحّية” لأنهم يتألّمون في وحدة مع يسوع لتحويل الخطاة. عادةً ما تكون السمات مرئية، ولكن هناك عدد كبير من الحالات المسجلة من الجروح غير المرئية، والتي تحدث عادة عندما يطلب الشخص من الله أن يجعل الجروح خفيّة. كما هو الحال في حياة المتصوّفة الأمريكية، ماري روز فيرون (1902-1936) وأيضا الطوباوية آن كاثرين إميريك (1774-1824). غالبًا ما تصاحب الجروح رائحة ورود عذبة وعطرة تنبع من الدم نفسه.

الاتحاد المدهش بين الستيغماتا عند الأشخاص وجروحات المسيح!

وبالحديث عن الدم الذي يخرج من جروح الستيغماتا، سألت ماري روز فيرون من رود آيلاند ذات مرة عن والدتها واثنين من الزوار بالقرب من سريرها: “كيف أفقد الكثير من الدم، بينما ليس لدي الكثير منه؟” بالكاد كانت تنطق بهذا السؤال عندما دخلت في انخطاف وبدأت في الكلام: “أوه! إنه دمك الذي يتدفّق مني! أنا لا شيء، لا شيء، يا يسوعي!”

ماري روز فيرون

مثال آخر على هذا الاتحاد الغامض بين حامل السمات ويسوع هو حالة الطوباوية ماريا بولونيسي (1924-1980). في 2 يناير 1944، ظهر لها يسوع يعاني ويعرق دمًا وشرح لها: “ماريا، إنه من أجل ارتداد النفوس. الآن سوف تحملين عذابي هذا أيضا. جسمك سوف يعرق دمًا. عرقي هو لك”.

صرخت ماريا: “يا إلهي، يا له من ألم! إذا لم يكن يسوع بالقرب مني، فلن أتمكن من احتماله”. عرقت ماريا كمية كبيرة من الدم لمدة خمس دقائق وبعد ذلك كانت ملاءة سريرها غارقة في الدم. إن جروح السمات نفسها مؤلمة للغاية، وفي بعض الأحيان توفي بعض حاملي السمات مثل القدّيسة جيما غلغاني بسبب الألم الساحق جرّاء الجروح. عند تلقيها السمات، وصفت جيما الألم قائلة: “شعرت كما لو كنت على وشك الموت”.

عندما سُئل عما إذا كانت الجروح مؤلمة أم لا، أجاب القديس بادري بيو العظيم: “هل تعتقد أن الرب قد أعطاني إياها للزينة؟” البادري بيو هو الكاهن الوحيد المعترف به الذي حمل السمات (لم يكن القديس فرنسيس الأسيزي كاهنًا ، لكنه كان أخًا وراهبًا) وأكثر بروزًا هو حقيقة أن البادري بيو حمل السمات باستمرار لمدة 50 سنة و 3 أيام – أطول فترة ستغماتا معروفة!

بالنسبة للبعض، تظهر السمات فجأة – غالبًا في مساء يوم الخميس وحتى في كثير من الأحيان خلال فترة الصوم الأربعيني والأسبوع المقدس، وعادة ما تكون مصحوبة بانخطافات أو رؤى عن آلام يسوع المسيح. ثم غالبًا ما تختفي السمات خلال 24-48 ساعة ، فقط لتظهر مجدّدًا في الخميس التالي، من زمن الصوم الكبير، وبشكل خاص خلال الأسبوع المقدّس. ميرنا الأخرس من من دمشق، تتلقى السمات يوم الجمعة العظيمة عندما يقع عيد الفصح  في الكنيستين الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية في يوم واحد (يحدث ذلك مرة كل 4 سنين). ومع ذلك ، فإن حاملي سمات آخرين يحملونها على أساس دائم ومستمر.

ميرنا الأخرس

الستيغماتا عند المتزوجين

لقد أظهر التاريخ أن الستيغماتا يمكن أن تحدث في مجموعة واسعة من الأشخاص والظروف والشروط. في حين أن الغالبية العظمى من حاملي السمات كانوا من النساء (90 ٪) ، ومعظمهم راهبات، فقد حدث عدة مرات على مر القرون في عدد من الرجال والنساء العاديين، عزّب ومتزوجين. على سبيل المثال، ميرنا الأخرس امرأة متزوجة وأيضًا في رجل كاثوليكي متقاعد من ميشيغان يدعى إيرفينج “فرنسيس” هولي الذي توفي في عام 2009. وكلاهما تلقيا دعم أساقفتهم المحليين. وفي الأربعينيات من القرن العشرين، رودا وايز امرأة ارتدّت إلى الكنيسة الكاثوليكية وبعد ذلك بفترة وجيزة شفيت بأعجوبة من مرض قتال وحصلت على سمات المسيح وتلقت أيضًا دعم أسقفها.

إيرفينج “فرنسيس” هولي

تاريخ موجز عن الستيغماتا

في حين أن القديس فرنسيس الأسيزي  يُعرف عادة بأنه أول من حمل سمات المسيح في الكنيسة الكاثوليكية، إلا أن هناك عدد كبير من علماء الكتاب المقدس ولاهوتيين وغيرهم  يعتقدون أن بولس الرسول كان في الواقع أول من حمل السمات، لأنه في غلاطية 6: 17 يكتب بولس نفسه: فِي مَا بَعْدُ لاَ يَجْلِبُ أَحَدٌ عَلَيَّ أَتْعَابًا، لأَنِّي حَامِلٌ فِي جَسَدِي سِمَاتِ الرَّبِّ يَسُوعَ.

سمات لدى النساء أكثر من الرجال

بالنظر إلى ما يقرب من 400 حالة من حاملي السمات داخل الكنيسة الكاثوليكية، 353 هم من النساء و 54 حالة فقط هم رجال. من المهم للغاية أن نلاحظ أنه في جميع هؤلاء الأشخاص، لا تصدّق الكنيسة على الستيغماتا ذاتها، إنما فقط على الفضائل البطولية التي مارسها الأشخاص الذين أُنعم عليهم بها.

الستيغماتا  وعمر ال 33

من الجدير بالذكر أن الكثير من الذين حملوا الستيغماتا انتقلوا من هذه الحياة، على مثال يسوع ، في سن ال33 – وهي حقيقة مذهلة لا يمكن تفسيرها إلا على أنها ختم من العناية الإلهية على تماثل واتحاد النفس المُضحّية مع يسوع.

بعض حاملي السمات الذين ماتوا على مثال يسوع في سن ال 33 هم:  القديسة كاثرين السيانية (1347-1380) ، القدّيسة مريم ليسوع المصلوب(1846-1878) ، خادمة الله دومينيكا لازيري (1815-1848)، خادمة الله لويز لاتو ( 1850- 1883)، تيريز ماسكو (1943-1976)، القدّيسة فوسين كوالسكا (1905-1938) رسولة الرحمة الإلهية التي حملت السمات غير المرئية، الراهبة جوزيفا مينينديز (1890-1923) التي حملت جروح اكليل الشوك، وماري روز فيرون (1902-1936).

تيريز ماسكو

غالبًا ما يوحي الله إلى النفس المُضحيّة مسبقًا عن موعد وفاتها. كما في حالة ماري روز فيرون ، فعندما كانت في انخطاف قبل 7 سنوات من وفاتها، أخبرها يسوع أنها، مثله، ستموت في سن ال 33. عندما خرجت من الانخطاف، أخبرت عائلتها بما كشفه لها يسوع عن وفاتها، وسرعان ما انتشر الخبر في جميع أنحاء مسقط رأسها، رود آيلاند وخارجها. وهكذا عندما توفيت عن عمر يناهز ال33 عامًا ، شعرت عائلتها وأولئك الذين عرفوها بحزن عميق لفقدهم مثل هذه النفس الورعة واللطيفة، لكنهم لم يتفاجأوا، بعد أن تم تحذيرهم مسبقًا قبل 7 سنوات.

تعطيل القوانين الطبيعية

حقيقة أخرى مدهشة بشأن السمات هي الحالات الموثقة العديدة حيث تم فيها إيقاف أو تعطيل قوانين طبيعية مختلفة، مثل الجاذبية. على سبيل المثال، نرى في حياة خادمة الله، دومينيكا لازيري (1815-1848) حيث أدلى مراقب محترم ، اللورد شروزبري جون تالبوت بشهادته في عام 1837 أثناء مراقبة دومينيكا مستلقية على سريرها: “بدلاً من اتخاذ مساره الطبيعي، يتدفق الدم إلى أعلى فوق أصابع القدم ، كما لو كانت معلقة على صليب”.

وأيضًا، كيف يمكن لأمثال ماريا فون مورل (1812-1868) التي حملت السمات باستمرار لمدة 33 عامًا بالضبط (لاحظ مرة أخرى الرقم الرمزي 33) والقديس البادري بيو، الذي حملها لمدة 50 عامًا، ألّا يطوروا أي نوع من الالتهاب في الجروح الكبيرة المفتوحة في اليدين والقدمين والجنب على مدى عقود عديدة؟ كيف يمكن عدم وجود حالة موثقة واحدة لتفشّي الالتهاب في جروح وسط مئات من حالات الستيغماتا المعروفة؟

في الوقت عينه، كيف يمكن لأي شخص أن يشرح السرعة المذهلة التي تلتئم بها جروح القديسة جيما غالغاني (والعديد من الآخرين) كل أسبوع؟ ابتداءً من أمسيات الخميس، كانت جيما تنجذب إلى الانخطافات، وتظهر فورًا جروح اكليل الشوك على جبهتها. بحلول ظهر يوم الجمعة، كانت تعاني من السمات على يديها وقدميها – وهي جروح كبيرة ومفتوحة تنزف بغزارة، لدرجة أن ملاءات سريرها غمرتها الدماء.

جيما غلغاني

في الساعة 3 مساءً من يوم الجمعة، كانت تتوقف جميع الجروح عن النزيف وتبدأ في الانغلاق، وبحلول اليوم التالي (السبت) التأمت الجروح تمامًا بدون قشور – في أقل من 24 ساعة، الدليل الوحيد على الجروح، ندبة مستديرة بيضاء اللون ، كما شهد عليها وشوهدت من قبل العديد من الناس في مناسبات عديدة.

بالإضافة إلى ذلك، في حالة المتصوفة الإيطالية تيريزا موسكو (1943-1976) التي حملت سمات المسيح، هناك أدلة فوتوغرافية التقطها مرشدها الروحي، الأب فرانكو أميكو، وتيريزا ترفع إحدى يديها المثقوبة أمام النافذة، ويمكن للمرء أن يرى النور يلمع بوضوح كامل من خلال ثقب  يدها.

في ظل ظروف عادية، يتطلب مثل هذا الجرح المفتوح عناية طبية فورية بسبب الفقد الشديد للدم، وكذلك للوقاية من الالتهاب، لكن هذا لم يكن ضروريًا أبدًا فيما يتعلق بحاملي سمات المسيح.

كيف يمكن ألا تصاب هذه الجروح بالالتهاب لدى الأشخاص الذين حملوها بشكل مستمر لسنوات؟ الجواب ببساطة هو أنها ليست جروحًا عادية ولا تنشأ من وسائل عادية – فهي أصلها من الله وهو يعتني بها.

ملاحظة أخيرة مهمة حول حاملي سمات المسيح

عند دراسة حياة الذين تلقّوا نعمة السمات، نجد أن العديد منهم قد تلقوها بعد مرض شديد للغاية – والأهم من ذلك بعد شفاء عجائبي – على سبيل المثال خادمة الله، تيريز نيومان (1898-1962) حصلت على الستيغماتا بعد شفاء عجائبي من خلال شفاعة القديسة تيريزيا الطفل يسوع ​​، وأيضًا رودا وايز من أوهايو التي تلقت السمات بعد أن حصلت على أعجوبة شفائها من خلال شفاعة القديسة تيريزيا الطفل يسوع.

تيريز نيومن

كذلك تلقت القديسة جيما غلغاني (1878-1903) السمات بعد أن شفيت بطريقة عجائبية من خلال شفاعة القديس غابرييل بوسنتي. لقد سقط إيرفينغ “فرنسيس” هول، الذي هو أيضًا تلقّى سمات المسيح، عن حصان في سن الخامسة وكان من المتوقع أن يموت في تلك الليلة – لكن يسوع ظهر له في رؤيا وشفاه على الفور. شفيت قديسة عبلين مريم ليسوع المصلوب(1846-1878) بأعجوبة مرتين على يد مريم العذراء. وأخيراً شُفيت خادمة الله ماريا إسبيرانزا (1928-2004) من الالتهاب الرئوي الذي هدّد حياتها بواسطة السيدة العذراء في سن الثانية عشرة. هذه فقط أمثلة بسيطة.

تعليق الموقع

يدين الجنس البشري بالكثير لأولئك الذين شاركهم يسوع آلامه؛ في حين أنه من الصحيح أن السمات هي للتكفير عن خطايا البشر، فهي أيضًا هدية حبّ الله المذهل لأولئك الذين أعطاهم إياها، وفي الواقع، إن التأمّل في آلام المسيح والتوجّع لوجعه غير مرتبط فقط بالحصول على السمات المقدّسة. لا يحتاج المرء إلى تلقي السمات لمشاركة المسيح في آلامه؛ يمكننا أن نقدم حياتنا مع كل متاعبنا وأحزاننا ومعاناتنا إلى الله وحمل صليبنا بحبّ وتواضع للتكفير عن خطايانا وخطايا الغير لنحصل بالمقابل على هبة حبّه اللامتناهي.

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق