الأخت لوسيا رائية فاطيما: المعركة النهائية بين الله ومملكة الشيطان ستكون حول الزواج والعائلة
المعركة النهائية بين الله ومملكة الشيطان ستكون حول الزواج والعائلة . هذا ما كتبته الأخت لوسيا رائية فاطيما للكاردينال كافارا، عندما كان يعمل على تأسيس معهد يوحنا بولس الثاني للدراسات حول الزواج والعائلة.
في 16 شباط 2008، سافر الكاردينال كافارا، (كان حينئذٍ رئيس أساقفة بولونيا) الى سان جيوفاني روتوندو للإحتفال بالذبيحة الإلهية عند قبر القديس بيو. بعد القدّاس، منح الكاردينال مقابلة لمحطة الإذاعة الإيطالية “تيلي راديو البادري بيو” والتي نُشرت للمرة الأولى في مجلّة “صوت البادري بيو” في اذار 2008.
في المقابلة تحدّث الكاردينال كافارا عن تعبّده الشديد للبادري بيو وعن أهميّته هو والقدّيسين المتصوّفين في عالم اليوم.
الكاردينال كافارا هو الرئيس المؤسّس لمعهد يوحنا بولس الثاني للدراسات حول الزواج والعائلة. كما يعمل أيضاً كعضو في المحكمة العليا للتوقيع الرسولي، عضو في اللجنة الرئاسية للمجمع الحبري للعائلة، وعضو في الأكاديمية البابوية من أجل الحياة.
عيّنه البابا بنديكتوس كاردينالاً في 16 مارس 2006، وهو أحد ال 45 مندوباً الذي اختارهم البابا فرنسيس للمشاركة في سينودس العائلة عام 2015.
فيما يلي ترجمة المقابلة مع الكاردينال كافارا:
س- صاحب الغبطة، قلت مؤخّراً في “كورييري ديلا سيرا” أنّك شديد التعبّد للبادري بيو. من فضلك قل لنا لماذا.
الكاردينال كافارا: إني أكنّ للبادري بيو الكثير من التعبّد منذ بداية حياتي الكهنوتية، لأنني عشت خبرة مميّزة. بعد رسامتي بعدة أشهر جاء لزيارتي أخ كاهن. أكبر مني سنّاً، وكان يمر بأزمة إيمان خطيرة. من الصعب وصف مدى تأثير وقوّة الأزمة الإيمانية على الكاهن. إنه أمر مروّع! قلت له: “يا أخي، أنا صغير جداً. ولا أشعر أنني أستطيع حمل هذا العبء. إذهب للبادري بيو”. وقد ذهب ، وبينما كان يتحدّث مع البادري بيو، عاش تجربة روحية عميقة جعلته يختبر رحمة الله بقوّة وعمق. اليوم هو من أفضل الكهنة الذين أعرفهم. هكذا ابتدأ كل شيء.
س- هل قابلت البادري بيو شخصياً؟
لا. لأنّني لم أجد الشجاعة في الذهاب إليه، معتقداً بأني سأضيّع وقته. أومن أن البادري بيو ينتمي الى سلسلة من المتصوّفين العظماء الذين لديهم هذه الخاصيّة: المشاركة الأكثر عمقاً في صليب المسيح، بينما يأخذون على عاتقهم مأساة البشرية في هذه الإيام – الإلحاد. البادري بيو، القديسة جيما غلغاني، القديسة تريزا بنديكتا للصليب، المادري تريزا، خوري آرس، القديسة فيرونيكا جولياني، جميعهم اختبروا الجلوس حول طاولة واحدة مع الخطأة، في عيش تجاربهم، في حمل تِقل معاناة الجسمانية كل واحد بطريقة مختلفة. شهادة منهم على حبّ المسيح الذي أخذ على عاتقه معاناة الإنسان الذي ترك بيت الآب ولا يريد العودة اليه، بالرغم من معرفته في عمق قلبه أن بيت أبيه أفضل له من رعاية الخنازير… يستمر الإنسان اليوم في الإعتقاد بأنه يستطيع العيش كما لو أنّ الله غير موجود. ونحن نرى الدمار الذي يتسبّب فيه”.
س- هناك نبوءة للأخت لوسيا رائية فاطيما التي بدأت عملية دراسة تطويبها في 13 شباط 2008، في شأن “المعركة الأخيرة بين الربّ ومملكة الشيطان” وأرض المعركة هي العائلة. الحياة والعائلة. لا يعلم الجميع أنّك أُعطِيتَ المسؤولية من قبل البابا القديس يوحنا بولس الثاني لتخطيط وتأسيس معهد يوحنا بولس الثاني، للدراسات حول الزواج والعائلة.
نعم. في بداية هذا العمل الذي عهد به إليّ القديس البابا يوحنا بولس الثاني، كتبت الى الأخت لوسيا من خلال أسقفها بما أنّه لا يمكن الكتابة اليها مباشرة. لم أكن أتوقّع ردّاً، لأنني لم أطلب سوى الصلاة من أجل المشروع. في غضون بضعة أيام استلمت رسالة طويلة جداً وموقّعة من الرائية لوسيا. وهي (الرسالة) اليوم محفوظة في أرشيف المعهد.
فيها نجد أنها كتبت: “المعركة الأخيرة بين الرب ومملكة الشيطان سوف تكون حول الزواج والعائلة. لا تخف, لأنّ كل من يعمل من أجل قدسيّة الزواج والعائلة سوف يكون دائماً محارباً ومعارَضاً بكل الوسائل، لأن تلك هي القضيّة الحاسمة. ثم ختمت بقولها “مع ذلك فسيّدتنا قد سحقت رأسه بالفعل”.
وفي الحديث مع البابا يوحنا بولس الثاني يمكنك أن تشعر بأن ذلك هو الجوهر, بحيث أنه يمسّ عمود الخلق بذاته، حقيقة العلاقة بين الرجل والمرأة، وسط وعبر الأجيال. إن مسست بعمود أساسي فالمبنى سيسقط بأكمله، ونحن نرى ذلك الآن، لأنّنا وصلنا الى هذه النقطة، وندرك ذلك جيداً. وإنّي أتأثّر كثيراً عندما أقرأ في السير الذاتية للقديس البادري بيو، كيف كان يقظاً ويعطي اهتمام كبير لقدسيّة الزواج وقداسة الزوجين، حتى مع صرامة مبرّرة في بعض الأحيان؛