مواضيع روحية

في زمن يكثر فيه الألم والبكاء ماذا عن الله؟ هل يبكي الله معنا؟

هل يبكي الله معنا؟

البشر مخلوقات عاطفية. والبكاء هو أحد طرق التعبير عن الحزن وأحيانًا عن الفرح أيضًا. يُعلّمنا الكتاب المقدس أن نبكي مع الآخرين:

إِفرَحوا مع الفَرِحين وابْكوا مع الباكين. (رومية 15:12)

لكن ماذا عن الله؟ هل يبكي هو ايضا؟ متى يبكي؟ هل يبكي معنا؟

هل يبكي الله؟

دعونا نلقي نظرة على ما فعله يسوع.

“قالَ له يسوع: «إِنِّي معَكم مُنذُ وَقتٍ طَويل، أَفلا تَعرِفُني، يا فيلِبُّس؟ مَن رآني رأَى الآب. فكَيفَ تَقولُ: أَرِنا الآب؟». (يوحنا 14: 9).

يسوع هو الله في الجسد وجاء ليكشف لنا عن الآب، فإذا بكى يسوع ، فهذا يخبرنا أن الله يبكي. خلال حياته الأرضية، بكى يسوع، لذا نعم، الله يبكي.

يسجل لنا الكتاب المقدس ثلاث مرات محدّدة بكى فيها يسوع.

متى يبكي الله؟

بالنظر إلى متى بكى يسوع، يمكننا أن نفهم أيضًا سبب بكاء الله.

1. بكى يسوع لأنه عرف شيئًا لم يعرفه شعبه.

وذلك حينما كانت الجموع تحتفل بدخول يسوع إلى أورشليم (أحد الشعانين):
«ولمَّا قَرُبَ مِن مُنحَدَرِ جَبَلِ الزَّيتون، أَخذَ جَماعَةُ التَّلاميذِ كُلُّها، وقدِ استَولى عَليهِمِ الفَرَح، يُسَبِّحونَ اللهَ بِأعلى أَصواتِهِم على جَميعِ ما شاهَدوا مِنَ المعجِزات،
فكانوا يَقولون: «تَبارَكَ الآتي، المَلِكُ بِاسمِ الرَّبّ! السَّلامُ في السَّماء ! والمَجدُ في العُلى!».
فقالَ له بَعضُ الفِرِّيسيِّينَ مِنَ الجَمْع: «يا مُعَلِّمُ انتَهِرْ تَلاميذَكَ!».
فأجابَ: «أقولُ لَكم: لو سَكَتَ هؤلاء، لَهَتَفَتِ الحِجارَة!».
ولمَّا اقَتَربَ فَرأَى المَدينة بكى علَيها
وقالَ: «لَيتَكِ عَرَفتِ أَنتِ أَيضاً في هذا اليَومِ طَريقَ السَّلام! ولكِنَّه حُجِبَ عن عَينَيكِ
فَسوفَ تأتيكِ أَيَّامٌ يَلُفُّكِ أَعداؤُكِ بالمَتاريس، ويُحاصِرونَكِ ويُضَيِّقونَ علَيكِ الخِناقَ مِن كُلِّ جِهَة،
ويُدَمِّرونَكِ وأَبناءَكِ فيكِ ، ولا يَترُكونَ فيكِ حَجَراً على حَجَر، لِأَنَّكِ لم تعرِفي وَقتَ افتِقادِ اللهِ لكِ».

بكى يسوع من أجل شعبه لأنه علم أن أورشليم ستُدمَّر وذلك أحزن قلبه الأقدس.

2. بكى يسوع خلال صلواته المنفردة إلى الآب.

«هو الَّذي في أَيَّامِ حَياتِه البَشَرِيَّة رفعَ الدُّعاءَ والاِبتِهالَ بِصُراخٍ شَديدٍ ودُموعٍ ذَوارِف إِلى الَّذي بِوُسعِه أَن يُخَلِّصَه مِنَ المَوت، فاستُجيبَ لِتَقْواه». (عبرانيين 7:5)

لقد بكى يسوع لأنه إنسان كامل وشعر بالألم والمعاناة.

3. بكى يسوع عندما مات صديقه لعازر.

«فما إِن وَصَلَت مَريَمُ إِلى حَيثُ كانَ يسوع ورَأَته، حتَّى ارتَمَت على قَدَمَيه وقالَت له: «يا ربّ، لو كُنتَ ههُنا لَما مات أَخي».
فلَمَّا رآها يسوعُ تَبكي ويَبكي معَها اليَهودُ الَّذينَ رافَقوها، جاشَ صَدرُه وَاضطَرَبَت نَفْسُه
وقال: «أَينَ وَضَعتُموه؟» قالوا لَه: «يا رَبّ، تَعالَ فانظُر».
فبكى يسوع.

بكى يسوع هي أقصر آية في الكتاب المقدس وقد خضعت لعدة تكهنات حول سبب بكائه.

يقول البعض إنه بكى لأنه أحبّ لعازر.
يقول آخرون إنه بكى من الإحباط بسبب عدم فهم مريم ومرثا.
تفسير آخر هو أنه شارك مريم في ألمها وبكى معها.
هذا الأخير يناسب صفات الله المعلنة في العهد القديم.

«فإِنَّه يَشفي مُنكَسرِي القُلوب ويُضَمَدُ جِراحَهم». (مزمور 3:147).

«قد عَدَدتُ خَطَواتي التَّائِهة فاْجعَلْ دُموعي في قِربَتِكَ. أَوَلَيسَت في سِفرِكَ؟». (مزمور 8:56)

وفي نبوة تشير إلى يسوع:

«لقَد حَمَلَ هو آلاَمَنا وآحتَمَلَ أَوجاعَنا فحَسِبْناه مُصاباً مَضْروباً مِنَ اللهِ ومُذَلَّلاً». (أشعياء 4:53)

هل ما زال الله يبكي؟

قبل أن يعود يسوع إلى الآب، وعد بألّا يتركنا وحدنا. ولكنه سيرسل الروح القدس، البارقليط ليكون معنا.
وهذا «الرُّوحَ نَفسَه يَشفَعُ لَنا بأَنَّاتٍ لا تُوصَف».

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق