مواضيع روحية

لماذا أمر بيلاطس بكتابة «يسوع النّاصري ملك اليهود» وتعليقها فوق رأس يسوع على الصليب؟

«يسوع النّاصري ملك اليهود»

كلّنا نعرف معنى الأحرف الأربعة المعلّقة على اللوحة فوق رأس يسوع المصلوب على الصليب.
هذه الأربعة أحرف هي الأحرف الأولى من الكلمات اللاتينية التي أمر بكتابتها بيلاطس البنطي عندما حكم على يسوع المسيح بالموت صلبًا، كما هو مكتوب في إنجيل يوحنا.
الكلمات هي «Iesus Nazarenus, Rex Iudaeorum» «يسوع النّاصري ملك اليهود» 
تستخدم اللغة اللاتينية “I” بدلاً من “J” الإنجليزية و “V” بدلاً من “U” (بهذا الشكل Jesus Nazarenus Rex Judaeorum).

الرقعة في الإنجيل

«وكَتَبَ بيلاطُسُ رُقعَةً وجَعَلَها على الصَّليب، وكانَ مكتوباً فيها: «يسوع النّاصري ملك اليهود» وهذِه الرُّقعَةُ قَرَأَها كَثيرٌ مِنَ اليَهود، لِأَنَّ المكانَ الَّذي صُلِبَ فيه يسوع كانَ قريباً مِنَ المَدينَة. وكانَتِ الكِتابَةُ بِالعِبرِيَّةِ واللاَّتينَّيةِ واليُونانِيَّة. فقالَ عُظَماءُ كَهَنَةِ اليَهودِ لِبيلاطُس: «لا تَكتُبْ: مَلِكُ اليَهود، بلِ اكتُبْ: قالَ هذا الرَّجُل: إِنَّي مَلِكُ اليَهود». أَجابَ بيلاطس: «ما كُتِبَ قد كُتِب!». (يوحنا 23:19-19)

للإجابة على السؤال لماذا كتب بيلاطس على اللوحة «يسوع النّاصري ملك اليهود» وعلّقها على الصليب، تتطلب معرفة كيفية تنفيذ الإمبراطورية الرومانية للعقوبات. فقد كانت العادة المتّبعة عند الحكم على أحد المجرمين بالموت أن توضع لوحة فوق رأسه تشير إلى اسمه وإلى الجريمة التي ارتكبها والتي بسببها يُصلب.

فماذا كانت جريمة يسوع؟ لم يستطع أحد أن يُثبت عليه خطيئة، لذلك لم يجد بيلاطس علّة أفضل لتبرير الحكم الظالم سوى كون يسوع ملك اليهود. ملك الشعب الذي رفض أن يملك عليهم. والدليل احتجاج رؤساء الشعب على الكتابة التي تشير إلى علّة الصلب.

لهذا السبب يشير إليها القدّيس يوحنا بالرقعة، ويذكرها القدّيس مرقس بأنها التهمة الموجّهة ضد المسيح. «وكُتِبَ في عُنوانِ عِلَّةِ الحُكمِ عَلَيه: «مَلِكُ اليَهود» (مرقس 26:15). أي أنّ بيلاطس لم يجد علّة أو خطيئة تستوجب الموت سوى كونه ملك اليهود.

أين هي اليوم؟

عنوان الصليب – قطعة الخشب المنقوش عليها علّة الحكم – وجدتها القدّيسة هيلانة أثناء حجّها إلى الأراضي المقدّسة، بحثها وإيجادها لصليب المسيح.

بنيت كنيسة الصليب المقدّس في القدس حوالي عام 325 م ليضم هذه الذخائر. وقبل عام 1145، تم وضع الذخيرة في صندوق يحمل ختم الكاردينال جيراردو كاشيانميتشي دال أورسو، الذي أصبح في 1144 البابا لوسيوس الثاني.
نسيت هذه الذخيرة الخشبية إلى أن اكتشفها بعض العمّال في 1 فبراير 1492، عندما كانوا يرمّمون فسيفساء، مخبّأة خلف حجر نُقش عليه Titulus Crucis. واليوم، هي موجودة في كنيسة الصليب المقدّس في كنيسة القيامة في أورشليم.

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق