مأساة تتكرّر – وفاة عروس طفلة ابنة 8 سنوات في ليلة زفافها
وفاة عروس طفلة ابنة 8 سنوات
إن عادة زواج الأطفال في اليمن هو وباء وكارثة يجب أن تحرك ضمائر الدول. فتاة صغيرة أخرى أودى بحياتها قانون يمني منافٍ للعقل والضمير.
كانت وداد تبلغ من العمر 8 سنوات فقط عندما خُطِبت لرجل أكبر منها سنًا بكثير. وفي ليلة زفافها المشؤوم، انتهت حياتها. في اليمن لم يتغيّر شيء وما زالت الفتيات الصغار يمتن أو الأصح أن نقول يُقتلن بعد أن تُغتصب طفولتهن بوحشية.
ممارسة القانون الذي يسمح بزواج الفتيات الصغار لا يزال مستخدمًا في المناطق الشرقية من اليمن.
فتيات، صغيرات جدًا، عمليًا أطفال، ما زلن في مرحلة التطور الجسدي والذهني والعاطفي، يقوم والديهم بتزويجهن من رجال أكبر منهن بكثير، رجال في عمر آبائهن أو حتى أجدادهن.
لا يزال هذا مسموحًا به في اليمن. الضحية الأخيرة، وداد الصغيرة. توفيت في الثامنة من عمرها ليلة زفافها متأثرة بجروح داخلية، ناهيك عن صدمتها وآلامها.
على مر السنين، حاول العديد من النشطاء الذين بذلوا قصارى جهدهم في الدفاع عن هؤلاء الأطفال العرائس وحمايتهن، ولكن حتى الآن لم ينجح أحد في فعل أي شيء ملموس. حاولت بعض المؤسسات وجمعيات حقوق الإنسان وحماية حقوق الطفل، بإقناع أهالي الفتيات بالسماح في نقلهن إلى مكان آمن، لمنحهم التربية والتعليم الذي يستحقّونه وعيش طفولتهن مثل باقي الأطفال لكن لم يُحرزوا الكثير.
بيع الفتيات الصغار
إنها عادة بربرية ولا إنسانية ضحيّتها فتيات بريئات. وداد وغيرها من الفتيات الصغار تم بيعهن لرجال بالغين. يقوم الأهل ببيع ابنتهم الطفلة مقابل مهرًا وغالبًا ما يكون مبلغًا زهيدًا. والسبب أنهم فقراء، وبقيامهم بذلك، يأملون في توفير حياة ومستقبل أفضل لطفلتهم. غير مدركين أنهم حكموا عليها بالإعدام.
وفقًا للثقافة اليمنية، فإن تزويج أو تزوّج طفلة يعطي أيضًا معنى وقيمة لحياة الطفلة، بخلاف ذلك، إن بقيت في بيت والديها فلن تكون سوى عبء. يدرك الآباء، في كثير من الأحيان، المأساة والمخاطر التي ستعيشها بناتهم، لكنهم لا يهتمون بالظروف والعواقب التي ستتحملها هؤلاء الفتيات طوال حياتهم، هذا إن تمكنوا من البقاء على قيد الحياة.