عبادات

لماذا يطلب القديس يوسف التعبّد لقلبه النقيّ – من ظهوراته المثبتة كنسياً

يعرف الكثيرون عن ظهورات العذراء مريم المثبتة كنسياً، لكنهم لا يدركون أن القديس يوسف لديه عبر التاريخ، العديد من الظهورات المثبتة. في بعض منها ظهر مع العائلة المقدسة ، في حالات أخرى مع ابنه بالتبنّي يسوع، وأحياناً برفقة احد القديسين وفي البعض الآخر ظهر لوحده.

بين عامي 1994 و 1998 جرت ظهورات لمريم العذراء، الرب يسوع والقديس يوسف. حدث ذلك في البرازيل.
وفي عام 2010 وبعد انتهاء التحقيق فيها، أعلن الأسقف المحلّي صحّة الظهورات.

في يناير 2010 ، بعد الكثير من الدراسة والصلاة والتأمل وملاحظة ورؤية النمو في حياة الإيمان بآلاف الناس ، أصدر الأسقف المحلّي كارلو جريتي مرسومًا يؤيد ظهورات إيتابيرانغا وفي وثيقة سابقة أعلن أن الظهورات “خارقة للطبيعة”

في وثيقة أخرى ذكر أنه بالنظر إلى ظهورات العذراء تلك، التي دعت فيها الى التعبّد الى القلوب الثلاثة المقدسة: يسوع، مريم ويوسف، قام بأخذ الخطوات الأولى لبناء كنيسة جديدة متأكّداً أنها ستكون مكاناً للحج، ولارتدادات بشفاعة مريم، وهو سبب كافٍ لنرى في هذه الرؤى والرسائل اصبع الله

هذه الظهورات المثبتة فريدة من نوعها، إذ تتميّز بالوعود التي يعطيها القديس يوسف للمتعبّدين لقلبه النقيّ. (وعود القديس يوسف للمتعبّدين لقلبه النقي سيُنشر لاحقاً)

في 1994 ظهرت السيدة العذراء مع ابنها يسوع وخطيبها العفيف القديس يوسف لطالب في مانوس – البرازيل اسمه إدسون جلوبرابن ال 22 عاماً. واستمرّت الظهورات عندما عاد الى مسقط رأسه في إيتابيرانغا التي تبعد حوالي 1050 كيلومترًا جنوب ساو باولو وحوالي 1420 كم من ريو دي جانيرو.

الأسقف كارلو جريتي الذي توفي قبل عام تقريباً احتفل بالقداس الإلهي عدة مرات في موقع الظهورات، وساهم في بناء الكنيسة في المكان. عرّفت العذراء عن نفسها بلقب “سلطانة الوردية والسلام” وشدّدت على الحاجة الى الإرتداد، تلاوة الوردية، القدّاس، والإفخارستيا، والتكفير من  أجل إنقاذ العالم المنغمس في الإلحاد والخطيئة. كما حثّت هي والرب يسوع على التعبّد لقلب القدّيس يوسف.

تحدّث القديس يوسف عن التعبّد لقلبه النقيّ وقال:

“لقد أرسلني ابني الحبيب، ربّنا الإله،لإعلمك بكل النِعم التي سيحصل عليها المؤمنون من قلبي الكليّ النقاوة الذي يرغب يسوع وزوجتي الطوباوية في أن يُكرّم”.

“من خلال التعبّد لقلبي النقيّ سيتم إنقاذ الكثير من النفوس من أيدي الشيطان. لقد سمح لي الله ربنا بالكشف لك عن وعود قلبي”. 

في اليوم التالي جاء القديس يوسف وبرفقته الطفل يسوع الذي إتّكأ على قلبه. وقال:

“ابني وربّي يسوع، الذي أحضرني هنا على الأرض، من أجل محبّة الآب، يريد كل البشر، المحتاجين لنِعم من السماء، أن يمارسوا التعبّد لقلبي”.

في الظهورات السابقة ، قالت العذراء مريم ويسوع لإدسون أن الله قد منح القديس يوسف قدرة عظيمة ومجد، ويريد في هذه الأزمنة أن يكرّس البشر أنفسهم لقلب القديس يوسف.

تحذيرات ملحّة:

قال القديس يوسف: “الخطيئة تنتشر بطريقة قوية جداً! يسمح البشر لأنفسهم أن ينقادوا وراء خداع ومكر إبليس. عدو الخلاص يريد أن يهدم كل البشرية، حتى يهلك جميعهم. هو حسود ويكره الجنس البشري بأكمله. ينجرف الكثيرون من خلال التجارب والإغراءات التي يُلقيها في نفوسهم، كل لحظة، عدو الله. وهكذا يحاول تدمير روح الإنسان الخالدة التي خلقها الله”.

وكشف القديس يوسف عن هجوم رئيسي ضد البشر، الذي أصبح قوياً في العقود الأخيرة:
“الأسلوب الذي ينتفع منه الشيطان بالأكثر هو الخطايا ضد الطهارة المقدسة. لأن الطهارة هي إحدى أكثر الفضائل التي يحبّها الله. وبهذه الطريقة يرغب الشيطان في تدمير صورة الله الموجودة في كل مخلوق بشري، من خلال هذه الفضيلة. ولهذا السبب، يطلب الله من البشرية جمعاء أن يكون لها تعبّد لقلبي النقيّ. يريد أن يمنح البشر النعمة للتغلب على إغراءات وهجمات الشيطان في حياتهم اليومية”.

القديس يوسف قادر أن يحمينا من هذه الهجمات. في طلبة القديس ندعوه “يا مار يوسف الكليّ النقاوة” وأيضاً “يا مخيف الشياطين”.

الأمل للخطأة

يرغب القديس يوسف في ارتداد كل الخطاة ونجاتهم: “كثير هم أولئك البعيدين عن الله بسبب خطاياهم الخطيرة. العديد من هؤلاء ، أولادي، هم في تلك الحالة لأنهم سمحوا لأنفسهم أن يسقطوا في حِيَل الشيطان. عدو الخلاص يجعلهم يعتقدون أن ليس هناك أي حل، ولا عودة الى الله، لأنهم يئسوا ولم يثقوا بالرحمة الإلهية. فهُم أهداف سهلة للشيطان”.

لكنه يقول: “كل الخطاة، حتى أولئك الذين ارتكبوا أفظع الخطايا، يجب أن يثقوا في محبة ومغفرة الله والثقة بي أيضا، وبشفاعتي. جميع أولئك الذين يلتجئون إليّ بثقة، سيكون لديهم اليقين بمساعدتي في استردادهم النعمة الإلهية ورحمة الله”.

من شدّة رغبته في أن لا يقع الخطأة في اليأس، يعطي وعداً لأولئك الذين يثقون بقلبه الكلي النقاوة ويتعبّدون له بتفانٍ:

“الآن أقول لجميع الخطأة: لا تخافوا الشيطان ولا تقعوا في اليأس بسبب جرائمكم، بل تعالوا وألقوا بأنفسكم بين ذراعيّ والتجئوا الى قلبي حتى تتمكنوا من الحصول على جميع النعم لخلاصكم الأبدي”.

عواقب الخطيئة وحماية القديس يوسف:

خطيب مريم العفيف لم يتجاهل الوضع العالمي الحالي:
“ابني يسوع ساخط جداً بسبب خطايا البشرية. يرغب أن يسكب عدالته الإلهية على جميع البشر الذين لا يريدون أن يرتدّوا ويستمرّون بالتشبّت بخطاياهم. انظر يا بُني، أنا أمسك يده اليمنى، مانعاً إياه من سكب عدالته على البشرية جمعاء.
أسأله، من خلال نِعم قلبي وكوني مستحقّاً أن أحيا الى جانبه، وعنايتي به بحبّ أبوي في هذا العالم، ولأنه أحبّني محبّة إبن، أن لا يعاقب العالم على جرائمه، بل لأجل صغاري الذين يُكرمونني ويكرّمون قلبي النقي، أن يسكب رحمته على العالم”.

“يتلقى الله الإهانات المستمرة من البشر ناكري الجميل. اليوم هناك الكثير من الإساءات، تدنيس المقدسات واللامبالاة من قبل جميع الناس. وبسبب هذا، توجد الكثير من الكوارث مثل الحروب والمجاعات والمرض والعديد من الأشياء المحزنة الأخرى التي يعاني منها الإنسان بسبب تمرّده على الله”.

يوضّح القديس يوسف عواقب التمرّد على الله:
“يتيح الله لكل البشر اتباع طرقهم الخاصة لكي يُظهر لهم، أن بدونه لن يكونوا أبداً سعداء. يسمح للبشر أن يمرّوا بكثير من المعاناة، ليُبيّن لهم العواقب التي تجرّها الخطيئة في حياتهم. وبالتالي فإن العدالة الإلهية ستعاقب الإنسانية بسبب تعنّتهم في عدم الخضوع لإرادة الله”.

أشار القديس يوسف إلى أن الإنسانية وبسبب الاهتمام بالملذات الدنيوية: “تتعنّت على نحو متزايد في جرائمها، بدلاً من محبة الله ووصاياه. لكن عدالة الله قريبة بطريقة لم يسبق لها مثيل من قبل، وسوف تأتي فجأة على العالم بأسره”.

لكن هذا القديس القدير يمدّنا بحلّ مليئ بالأمل:

“جميع أولئك الذين يتعبّدون لقلبي النقي، سيحصلون على نعمة حمايتي من كل الشرور والمخاطر”. 

الأربعاء الأول من الشهر

عندما ظهر القديس يوسف في أول أربعاء من آذار 1998، كان لديه طلب خاص. مثل عبادات أول جمعة من الشهر لقلب يسوع وأول سبت من الشهر لقلب مريم، أعطانا عبادة مماثلة. عبادة الأربعاء الأول من كل شهر.
قدّم القديس يوسف هذا الطلب نفسه خلال ظهورات أخرى من عام 1958، إذ يطلب منا أن نتلو أسرار الفرح مع التأمل في حياته مع يسوع ومريم ومحبته لهم والتأمّل أيضاً في أفراحه وأحزانه، بالإضافة إلى التقدّم من المناولة المقدسة مفتكرين بحبّه ليسوع المخلّص وبكل مرة حمله بين ذراعيه.

في نهاية ظهور عريسها العفيف، قدمت السيدة العذراء مريم وعدًا بنفسها بأن تحصل للمتعبّدين لقلب القديس يوسف، نعمة الوصول إلى كمال القداسة.

هناك أمر أخير قاله القديس يوسف ولا يجب أن نتجاهله: الله هو من يطلب من البشر التعبّد لقلبه النقي وبالمقابل نحصل على حماية ورعاية هذا القلب الكليّ النقاوة.

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق