مختارات عالمية

هل صُلِب المسيح عاريًا على الصليب؟ الحقيقة كما أُظهِرت للمكرّمة ماريا داغريدا

هل صُلِب المسيح عاريًا على الصليب؟

كتبت ماريا داغريدا في كتاب المدينة السرّيّة:

“يظهر لي أنني سمعت قولًا مراده أن كثيرين من أباء الكنيسة قذ ذكروا في كتاباتهم أنّ مخلّصنا قد سمح بأن يُعرّى تمامًا من أجل الجلد والصلب. ولكني فتّشت عن الحقيقة بأمر جديد من رؤسائي فكُشِف لي أنّ معلّمنا الإلهي كان مستعدًّا لتقبّل جميع الإهانات التي لا تغيظ فضيلة الحشمة. ولكنّ الجلّادين جرّبوا عبثًا أن يُسدّدوا له إهانة العري التام هذه”. (القسم الثاني من الكتاب 6 الفصل 20 العدد 1338).
ويصحّ القول مع ذلك أنّ القدّيس أمبريسيوس وآخرين من بعده قد آمنوا بذلك لأنها كانت هذه هي العادة عند الرومانيين ولم يكن عندهم سبب أو برهان آخر. ولكن بالحقيقة ألا يستطيع سيّدنا يسوع المسيح أو حتى يتوجّب عليه أن يخرق هذه العادة غير اللائقة.

ولذا فمصلوب سيروتو (Siroto) الذي يُنسب للقدّيس لوقا هو بقميص نصفي يطابق ما أوحي به للمكرّمة ماريا داغريدا. ومن بعد أن كان أُعطِيَ للمسيح شكل آخر فيكون ذلك أمرًا شاذًّا ومستوجبًا لِلَّوْم.
“إن الصلبان القديمي العهد كان يظهر المصلوب فيها بقميص وبعدئذٍ بتنورة وراحت تتوارى شيئًا فشيئًا مع اقتراب عصر النهضة”. كمثل المصلوب الذي نتأمّله في كنيسة القربان المقدّس في كاتدرائية القدّيس سيرنان في تولوز. تتدلّى هذه التنورة من الخاصرتين إلى الركبتين. ولكن منذ النهضة الوثنية التعسة التي من خلال فسادها الطاغي كانت تريد أن ترى العري في كل مكان حادوا عن التقليد المسيحي واكتفوا بقطعة من القماش ملفوفة ومحيطة به حتى حقويه”. (الأباتي غودار: درس في علم الآثار المقدّس الجزء الثاني الصفحة 428). (Abbe Godard Cours d’archeologie Sacree, t II page 428).

ومن هنا إذًا الخطأ في الاعتبارات التي عادة تُقرأ في الممارسة العامة لدرب الصليب وتلفت إنتباه المؤمنين إلى عُري لم يوجد. هذا المقطع المنافي للحقيقة يجب أن يُحذف تمامًا.

وكيف لا نرفض أيضًا بعض المسحاء الذين يَنشرون في أمكنة عديدة عدم اللياقة الفادة مثلًا كمثل الصلبان المعروفة تحت اسم بوشاردون المعاصر لفولتير؟ فقطعة القماش فيه مختصرة للغاية ومرتّبة فوق ذلك بطريقة خادعة. هذه اللوحة الرديئة يجب أن تُهمل تمامًا. وبالإمكان أن يكون حكم لويس فيليو عائدًا إليها.

“وقد يصنع رسّامون ملحدون لوحات غير لائقة يقبل بها حكّام قليلو الحذر” (Le Parfun de Rome ch.VII) ويمكن أخيرًا أن تكون النهضة قد عاملت ببذاءة أكثر، طفل المغارة الإلهي. ما هذا الانتهاك الجاحد: رسم هذا الطفل الإلهي بين ذراعَي أمّه العذراء معروضًا لسجود الرعاة والمجوس عاريًا أو يكاد يكون عاريًا: الأمر الذي لا تسمح به لنفسها أحقر النساء عندنا. إنّ عبقرية الفنّانين، الذين دفعتهم قاّة الحشمة بأن يفتعلوا الضلال، ليست عذرًا حتى يعرِّضوا لوحاتهم المنافية جدًّا للإحترام الأكثر فطريّة الذي يتوجّب نحو أطهر الأولاد وأطهر الأمّهات، يسوع ومريم.

إنّ الإكتفاء بالجمال الطبيعي دون الإهتمام بالجمال الفائق الطبيعة، بالكمال الإلهي يُعتبر جهلًا لهدف الفنّ الحقيقي ولحقوق المسيح والنجتمع”. (Cartier, Etude sur l’art chretien. p 158)

أما رؤيا ماريا داغريدا عن تعرية الرب يسوع المسيح فكانت هكذا:

“وكانت الساعة السادسة من النهار التي تعتبر الظهر. وقبل أن يباشر الجلّادون بالصليب كان عليهم أن يُعرّوا سيّدنا. وبما أنّ قميصه كان ضيّقًا رفعوه من فوق دون أن يرفعوا إكليل الشوك، بحيث أنهم نزعوه بعنف حتى أنّ جراحات الراس لم تتفتّح فقط ولكن بقيت أيضًا بعض الأشواك مكسّرة فيها رغم قساوتها. فأعادوها بعدئذٍ إلى موضعها بشراسة لا تُصدّق مضيفين على الجراح جراحًا. ثم جدّدوا بعدئذٍ فتح جراحات جسده التي كان لباسه ملتصقًا فوقها. كما أتاه الهواء والبرد بأوجاع خاصّة.

وأحد أكبر عذاباته في تلك اللحظة، كان كيف أنه سيظهر أمام الجموع غير مُكتسٍ تمامًا. فقدّم هذه التضحية دليلًا وأمثولة لحبّه وتعاليمه بموضوع الفقر اللامتناهي والتجرّد التام عن الأشياء الأرضية. ولكنه احتفظ بالقميص النصفي الذي جرّبوا عبثّا أن يرفعوه عنه. فبقي عليه حتى وهو في القبر”. (“هذا ما أُعلن لي مرات عديدة” قالت ماريا داغريدا المكرّمة في الجزء الثاني، الكتاب السادس، الفصل الثاني والعشرون)

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق